النصر ضد يوكوهاما | انتهت عقدة الـ33 عامًا .. ولكن احذر يا بيولي من السقوط في فخ "الأهلي والهلال"!

وانتظر النصر 33 عامًا، كي ينهي كابوسه أخيرًا مع يوكوهاما، والذي خسر كأس الكؤوس الآسيوية أمامه، عام 1992، بعدما تعادل الفريقان (1-1) في ذهاب النهائي، ثم فاز الفريق الياباني الذي كان يسمى "نيسان"، بخماسية نظيفة في مباراة الإياب.

وليس ذلك فقط، بل وتمكن النصر من التأهل إلى نصف النهائي الآسيوي، للمرة الرابعة في تاريخه، بعد نسخ 1996 و2020 و2021، فيما لا يزال العالمي يبحث عن حلم العبور للنهائي الأول منذ 20 عامًا.

ولعل أبرز النقاط حول فريق يوكوهاما، هو القرار الغريب من قِبل المدرب باتريك كيسنوربو، بغياب 4 عناصر أساسية عن قائمة المباراة منذ بدايتها، وأبرزهم الهداف أندرسون لوبيز، صاحب الـ9 أهداف، الذي استهل اللقاء على مقاعد البدلاء.

ويمكن القول، إن يوكوهاما كان أكثر جرأة من جوانغجو أمام الهلال، وبوريرام يونايتد أمام الأهلي، في محاولة تهديد مرمى الحارس بينتو، من خلال التحولات الهجومية، مع التنظيم الدفاعي الجيد، الذي ساهم في صعوبة وصول لاعبي النصر لمرمى الحارس بارك إل-كيو، لمدة 27 دقيقة.

ولكن يبدو أن السحر انقلب على الساحر، وتحول التكتّل الدفاعي إلى "وبال" على يوكوهاما، بخطأ فادح من المدافع توماس دينج، الذي ساهم في الهدف الأول للنصر، بتسديد الكرة في قائم فريقه قبل إحراز دوران للهدف.

الجدير بالذكر، أن توماس دينج لم يخض أي مباراة مع يوكوهاما في دوري النخبة الآسيوية، منذ انتقاله للفريق الياباني في يناير الماضي، وهنا السؤال "هل كان تفكير المدرب صائبًا بمشاركته لأول مرة، أمام فريق بحجم النصر؟".

ومع بداية الشوط الثاني، قرر مدرب يوكوهاما الدفع بأخطر أسلحته، والتي بدا تأثيرها واضحًا في "أسيست" لوبيز وهدف واتانابي، إلا أن المدرب أخطأ التقدير، وظنّ أن المشاركة المتأخرة ستمنح لاعبيه فرصة "الريمونتادا" أمام فريق يمتلك عدة حلول هجومية مثل النصر.

رغم المآخذ التي كانت تؤخذ على جون دوران بسبب ظاهرة إهداره للفرص المحققة، والتي بلغت حد التحذير من ثنائيته مع رونالدو، إلا أن الكولومبي استعاد حاسة التهديف، وحقق رقمًا مميزًا مع النصر، كونها المرة الرابعة التي يسجل فيها دوران هدفين في مباراة واحدة، والثانية في دوري أبطال آسيا للنخبة.

وبخلاف إحرازه لهدفين، فقد كان جون دوران نموذجًا لمشروع "اللامركزية" في اسلوب لعب النصر، بين التواجد في المنطقة، ثم التراجع لمنطقة الوسط، وترك المساحة لكريستيانو رونالدو من أجل التقدم.

وفيما يلي، نستعرض مشوار جون دوران مع الثنائيات في صفوف النصر..

- هدفان ضد الفيحاء في الجولة 19 من دوري روشن

- هدفان ضد الأهلي في الجولة 20 من دوري روشن

- هدفان ضد الاستقلال الإيراني، في إياب ثمن نهائي دوري النخبة

- هدفان ضد يوكوهاما الياباني، في ربع نهائي دوري النخبة

وكما كان متوقعًا، فإن يوكوهاما كان المنافس الأصعب للأندية السعودية في ربع نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، رغم أن الشوط الأول قد أعطى مؤشرًا بأن كتيبة المدرب ستيفانو بيولي، حسمت المباراة مبكرًا.

النصر امتاز بالتماسك الدفاعي، وتميز الظهيرين سلطان الغنام ونواف بوشل، اللذين لعبا أدوارًا دفاعية وهجومية، فضلًا اللامركزية بين اللاعبين، والظهور الهجومي لعلي الحسن وبروزوفيتش، وكذلك اللعب بسلاح التمريرات البينية لضرب الدفاعات اليابانية.

ورغم ذلك، إلا أن الشوط الثاني أثبت أن بيولي كان في "خانة اليك"، خاصة مع دفع مدرب يوكوهاما بـ3 تبديلات دفعة واحدة مع انطلاق الشوط الثاني، والتي ساهمت في زيادة الجرأة والضغط الهجومي على مرمى الحارس بينتو، فيما رد النصر بالتكتل الدفاعي والمرتدّات الهجومية، قبل عودة الضغط على مرمى الحارس بارك، الذي تصدى لـ9 كرات نصراوية خلال المواجهة.

لماذا قلتُ خانة اليك؟ لأن بيولي كان مجبرًا على عدم إجراء تبديلات قبل الدقيقة 67، في ظل الضغط الهجومي من قِبل يوكوهاما، الذي أسفر عن هدف وآخر تم إلغاؤه، قبل عودة "تنشيط" الهجوم النصراوي بعدة تبديلات من بيولي، أعادت الكفة الراجحة إلى العالمي، ولولا تألق الحارس بارك، لكانت النتيجة أكبر بكثير من رباعية.

بيولي نجح في الاختبار، ولكن هناك جرس إنذار، كشف عنه تراخي اللاعبين نوعًا ما في الشوط الثاني، وكذلك التأخر في التبديلات، والذي لا أستطيع أن ألوم عليه المدرب الإيطالي نظرًا لظروف المباراة، ولكن الخوف أن يؤثر هذا الأمر على مشوار الفريق في نصف النهائي.

ومع تأهل النصر إلى نصف النهائي، هناك رسالة تحذير إلى ستيفانو بيولي، يجب أن يعيها جيدًا، وهي ألا ينظر إلى مواجهة الأهلي والهلال، ولا يفكر مبكرًا في المواجهة السعودية المرتقبة في نهائي النخبة الآسيوية، كونه لا تزال هناك مباراة في دور الأربعة، قد تجمعه بالسد، في حال اكتمال فشل أندية شرق آسيا، أو كاواساكي الذي سيسعى لحفظ ماء وجه الشرقيين في البطولة القارية.