في مفاجأة لن تسعد البعض، اتخذ الاتحاد السعودي لكرة القدم قرارًا بشأن مستقبل الحكم الدولي محمد الهويش، بعد يومين فقط من الأزمة التي شهدتها مواجهة النصر والفيحاء في دوري روشن السعودي 2025-2026.
AFPأزمة مواجهة النصر والفيحاء بقيادة محمد الهويش
الفيحاء كاد أن يكون العثرة الأولى للعالمي، في الموسم الجاري من دوري روشن السعودي 2025-2026، وقتما حل ضيفًا عليه باستاد الأول بارك، ضم الجولة السابعة، في الأول من نوفمبر الجاري.
لكن كتيبة المدرب البرتغالي جورج جيسوس نجحت في اقتناص ثلاث نقاط بشق الأنفس، منتصرة في الوقت القاتل بثنائية مقابل هدف وحيد.
الضيوف افتتحوا التهديف في اللقاء في الدقيقة 13 من عمر الشوط الأول، عن طريق الإسباني جيسون ريميسيرو، لكن عادل القائد البرتغالي كريستيانو رونالدو النتيجة بهدف في الدقيقة 37، قبل أن يخطف الفوز في الدقيقة 15+90 بفضل ضربة جزاء.
ضربة الجزاء تلك تحديدًا هي ما أشعل غضب الفيحاويين، حيث احتسبها الهويش بعد احتكاك هوائي بين الفنزويلي ميكيل فيلانويفا مع لاعب النصر عبدالإله العمري.
واتهم البعض محمد الهويش بتعريض الفيحاء للظلم، ومنهم مسؤولي البرتقالي أنفسهم، كفهد الأنصاري؛ المدير الرياضي بالنادي، رغم انقسام آراء خبراء التحكيم حول مدى صحة ضربة الجزاء.
AFPقرار اتحاد الكرة بشأن مستقبل الهويش
وبعد 48 ساعة تقريبًا من هذه الأزمة وهذا الجدل الكبير، قرر اتحاد الكرة السعودي تجديد عقد محمد الهويش لعام واحد آخر، بحسب ما أكدت صحيفة "الرياضية".
الصحيفة السعودية أوضحت أن اتحاد الكرة جدد عقود عشرة حكام دوليين في دوري روشن السعودي لمدة عام بنظام الإعارة، ليستمروا في التفرغ التام لمهامهم التحكيمية بعيدًا عن أعمالهم الأساسية.
وضمت قائمة التجديدات بجوار محمد الهويش كل من: ماجد الشمراني، خالد الطريس، عبدالله ظافر، شكري الحنفوش، محمد السماعيل، فيصل البلوي، بجانب ثلاثي تقنية الفيديو: سامي الجريس، سلطان الحربي، ممدوح آل شهدان.
وأشارت "الرياضية" إلى أن قرار التجديد يأتي استمرارًا لنهج اتحاد الكرة في دعم التحكيم السعودي، ورفع جاهزية الحكام بعد إطلاق مشروع تفريغهم الموسم الماضي، ليكونوا في وضع أشبه بالاحتراف الكامل.
كم راتب الحكم السعودي؟
أما فيما يتعلق بالأمور المالية، فأوضح صحيفة "الرياضية" أن الحكم السعودي يتلقى سبعة آلاف ريالًا كراتب شهري، بجانب 6500 ريال مكافأة بعد كل مباراة.
تلك الأمور المادية تحددت منذ أن فتح اتحاد الكرة المجال للأندية لطلب حكام أجانب في كافة مبارياتهم.
Gettyغضب الفيحاء من محمد الهويش
عقب مباراة النصر والفيحاء، التقى فهد الأنصاري؛ المدير الرياضي للأخير، بعدد من الصحفيين الذين حاولوا إيضاح الصورة من خارج الملعب له، مؤكدين أن محمد الهويش احتسب ضربة الجزاء الجدلية بداعي لمسة يد على فيلانويفا، وهو ما نفاه المدير الرياضي للفيحاء، بناءً على حوار دار بينه وبين الحكم المحلي.
وقال الأنصاري خلال تصريحاته لـ"القنوات الرياضية السعودية": "لم يحتسب الهويش ضربة الجزاء بناءً على لمسة يد، أنا ناقشته، لم يحتسبها لهذا السبب، إنما احتسبها بداعي احتكاك على الوجه، من المستحيل أن تكون هذه اللقطة ضربة جزاء وإلا فإننا نلعب كرة سلة".
وأضاف: "إذا هذا الاحتكاك على الوجه بين لاعبي الفيحاء والنصر يُحتسب ضربة جزاء فإننا نلعب كرة سلة، الحكم له الحق أن يقرر وهذه وجهة نظره، لكن بالنسبة لي مستحيل أن يقنعني أي حكم على مستوى العالم أن هذه ضربة جزاء".
وواصل المدير الرياضي للفيحاء هجومه على الحكم السعودي: "الهويش ليس من الحكام الذين تتأثر قراراتهم بالضغط، لا أريد الخوض في هذا الجانب، الأهم بالنسبة لي أن اللقطة لم تكن ضربة جزاء نهائيًا".
وتابع: "نحن خلقنا فرصًا أكثر من النصر، رغم أننا كنا في حالة دفاع وهو في حالة هجوم، النقطة الإيجابية أننا علمنا إلى أي مدى وصلنا وشخصية لاعبينا، كلمة شكرًا لن توفيهم حقهم على مستواهم وأدائهم، لكن مجهود اللاعبين سُلب منهم في الأخير بقرار خاطئ".
وفي تصريحات أكثر انفعالًا للصحفيين، اختتم فهد الأنصاري: "لو جاء جياني إنفانتينو؛ رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، لإقناعي أنها ضربة جزاء فلن أقتنع".
آراء خبراء التحكيم حول قرار الهويش
بالانتقال لاستعراض آراء خبراء التحكيم في هذا الجدل..
تحدث الحكم عبد الله القحطاني، عبر برنامج "دورينا غير"، بشأن لقطة الخطأ الذي أسفر عن ركلة جزاء النصر، مؤكدًا أن قرار الحكم صحيح، كون لاعب الفيحاء وجه "حركة إضافية"، بلمسة يد على الكرة، وأن اليد لم تكن في وضعها الطبيعي.
في المقابل، قال المحلل التحكيمي نواف شكر الله، عبر برنامج "في 90"، إن الحكم محمد الهويش قدم مباراة كبيرة للغاية، ولكنه محى كل شيء بقراره الأخير حول احتساب ركلة الجزاء الأخيرة، والتي وصفها بأنها غير صحيحة وغيرت سير المباراة.
واستعرض نواف شكر الله لقطة واضحة تؤكد أن لاعب الفيحاء لم يرتكب مخالفة لمسة اليد على الكرة، كما أنه كان في وضع تنافس طبيعي مع عبد الإله العمري، ولم يحدث أي ضرب أو سلوك مشين.



