النصر والخلود | على الهلال الحذر من "الفرسان الثلاثة" .. وكيف تغفل عن نجم العالمي يا رينارد؟

يمكن وصف مباراة النصر والخلود، بأنها "مفتوحة"، من السهل أنك تشاهد الهجمات فيها من كلا الطرفين، والاختراق ليس صعبًا بين الدفاعات، وبعيدًا عن انتهاء الشوط الأول بثلاثية نصراوية، إلا أن الضيوف تمكنوا أيضًا من الوصول لمرمى العالمي، ولولا الحارس والفار لكان للنتيجة شأن آخر.

وبين الانسجام بين ثنائي الخلود، موليكا وماوليدا، والذي أسفر عن هدف ألغاه الحكم فيصل البلوي بالدقيقة التاسعة، رد النصر باختراق الخلود بسلاح الأطراف والكرات العرضية، إلا أن المهارات الفردية "النصراوية" كانت تعطي كلمتها في النهاية.

كان يجب التنويه بلقطة غير اعتيادية من قِبل الإيطالي ستيفانو بيولي، المدير الفني للنصر، والذي قرر إجراء ثلاثة تبديلات "دفعة واحدة"، بعد مرور ساعة على اللقاء، بخروج كريستيانو رونالدو وأنجيلو وعلي الحسن، ودخول أيمن يحيى وماجد قشيش وعبد المجيد الصليهم.

في الحقيقة، يمكن القول إن تبديل أنجيلو بماجد قشيش، كان الأكثر منطقية، بعدما تلقى الظهير الأيمن نواف بوشل، بطاقة حمراء، وكذلك علي الحسن، الذي كان بلغة الأرقام، أقل لاعبي النصر في الأداء، ولكن اتجاه بيولي لاستمرار خروج رونالدو مبكرًا، لا يزال علامة استفهام.

والسؤال هو، هل كان الدافع وراء حركة بيولي هو تأثير طرد نواف بوشل؟ أم أن الإيطالي يفكر في الهلال، ويرغب في تجربة أكثر من عنصر قبل مباراة الديربي، المقررة بعد فترة التوقف الدولي؟

ولكن بالنظر إلى الوجه الآخر للعملة، فإن طرد نواف بوشل، صنع ثغرة في الجبهة اليمني للنصر، حاول لاعبو الخلود استغلالها في أكثر من مواجهة، حيث لم يقدم ماجد قشيش التغطية الدفاعية المنتظرة، عوضًا عن بوشل، رغم المساندة من قِبل عبد المجيد الصليهم والتراجع الدفاعي من أيمن يحيى.

رغم أن الدافع الأكبر قد يكون الإصابات المتعددة التي يعاني منها النصر، وغياب عناصر مثل أوتافيو وسلطان الغنام وعبد الله الخيبري، إلا أنه يمكن القول إن بيولي قدم خدمة جليلة إلى المنتخب السعودي، بمنح الفرصة لأكثر من لاعب "محلي" للمشاركة في المباريات المحلية والآسيوية، مثل علي لاجامي وماجد قشيش وعلي الحسن وأيمن يحيى وعبد المجليد الصليهم.

ولكن، ما إن أعلن رينارد عن قائمته لمباراتي الصين واليابان، في تصفيات كأس العالم، حتى جاءت نبرة الانتقادات بشأن قلة العناصر المستدعاة في مركز الظهير الأيسر.

وبالنظر إلى مباراة الخلود، فإن السؤال هو "أين سالم النجدي من استدعاء رينارد؟"، ذلك الظهير الذي قدم مستويات دفاعية جيدة في المواجهة، باستخلاص كرة وقطع تسديدة، واعتراض المنافس مرتين، كما صنع تمريرة مفتاحية، وكلل مجهوده بصناعة تمريرة حاسمة إلى ساديو ماني الذي أحرز ثاني أهداف اللقاء.

ورغم أن بيولي كان يعتمد على نواف بوشل في مركز الظهير الأيسر، بدلًا من سالم النجدي، قبل إصابة سلطان الغنام، إلا أن النجدي نال فرصة كبيرة للمشاركة في كتيبة ستيفان بيولي، خلال المواجهات الأخيرة، سواءً في دوري روشن أو النخبة الآسيوية، ليحقق شرط المشاركة المستمرة، التي جاءت ضمن أهم معايير رينارد للاستدعاء في قائمة الأخضر.

بالنظر إلى مباراة الخلود، فإن النصر بات يمتلك ثلاث أسلحة تجعله قادرًا على مجابهة الهلال، في الديربي الذي سيجمع بين الفريقين في 4 إبريل المُقبل، ضمن الجولة السادسة والعشرين من دوري روشن السعودي.

- السلاح الأول هو ساديو ماني، ذلك العنصر المتحرك الذي وإن لم يكن في يومه، إلا أنه يزال عنصرًا مؤثرًا في النصر، بتحركاته على المستويين الدفاعي والهجومي، فضلًا عن تسجيله الهدف الثاني، والتوقيع على هدف آخر تم إلغاؤه بداعي التسلل.

- السلاح الثاني هو مارسيلو بروزوفيتش، والذي يمر بمرحلة انتعاشة مع النصر، حيث قدم 3 تمريرات مفتاحية وصنع فرصة محققة خلال اللقاء، كما قدم 46 تمريرة ناجحة، بنسبة دقة بلغت 85%، كما امتاز بكراته العرضية، حيث أرسل تمريرتين صحيحتين، فيما عانى على مستوى المواجهات الثنائية، حيث كسب ثلاث منها من أصل 7.

- السلاح الثالث هو جون دوران، والذي عادت عجلته التهديفية للدوران في دوري روشن، بعد انقطاع في 3 مباريات، ليسجل هدفًا من مهارة فردية رائعة، كللها بتسديدة أرضية على حدود منطقة الجزاء.

GOAL

أتتذكرون الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، المدير الفني السابق للأهلي؟ هذا المدرب كان يشتهر بلازمة ساعدته على كتابة التاريخ مع ماميلودي صنداونز، حينما كان يظهر في المؤتمرات الصحفية قبل المواجهات الكبرى، ويقوم بـ"تضخيم" الفريق المنافس، كأن يقول سنلعب مباراة تاريخية أمام فريق كبير، أو على شاكلتها، ثم تجده يفوز على العملاقين المصريين الأهلي والزمالك، فيفوز على الأول بخماسية، ويتوج بدوري أبطال إفريقيا من أنياب الآخر.

ويمكن القول إن الجزائري نور الدين بن زكري، المدير الفني للخلود، يسير على نهج موسيماني، حيث يأتي قبل المؤتمرات الصحفية قبل المواجهات الكبرى، ويعطي انطباعًا بأن فريقه إن حقق الفوز فسيكون إنجازًا ضخمًا، ولكن فريقه يهدف للعب من أجل المتعة فقط، فعلها قبل الهلال ثم كررها أمام النصر.

ورغم الاعتراف بأن نور الدين بن زكري قدم شكلًا مميزًا لفريق الخلود، وأظهره بشراسة هجومية داخل الملعب، ورغم أنه حقق الفوز على الأهلي (1-0) بالجولة 15، وخسر بشق الأنفس أمام الاتحاد (3-4) بالجولة 18، إلا أن ذلك لم يمنعه من السقوط بنتائج كبرى أمام الهلال والنصر.

وبعد خسارته أمام الهلال (1-5) بالجولة 22، ثم النصر (0-3)، في الجولة 24، فإن النصيحة التي يمكن أن أوجهها لابن زكري "كفاك تلك التصريحات، حتى وإن كان غرضك هو رفع الضغط على لاعبيك".

ولكن بشكل عام، ينبغي أن نشيد بأداء ابن زكري مع الخلود، بعيدًا عن سياسة التصريحات، حيث تمكن الجزائري من صنع فريق شرس هجوميًا يقاتل للوصول إلى المرمى حتى الدقيقة الأخيرة، ويكفي القول إن الخلود تفوق على النصر في التسديدات والتمريرات.