النصر ضد الأهلي | يايسله يقدر قيمة هدية الهلال بسيناريو الأبطال .. ودعوات كريستيانو رونالدو وحدها لا تسد "الثغرة القاتلة"!

مشاركة الأهلي في البطولة جاءت قدرية في المقام الأول، فلولا انسحاب الهلال واعتذاره عن عدم السفر إلى هونج كونج بسبب الإرهاق، لما شاهدنا رابع دوري روشن يصعد إلى منصة التتويج بكأس السوبر، وكأن القدر أراد أن يكافئ بطل آسيا بمقعد في البطولة ويزيد من حجم مكافآته بتحقيق اللقب على حساب خصم عنيد بحجم النصر.

الأهلي لم يعرف الاستسلام طوال 90 دقيقة أمام النصر، وأبى أن يكون فريسة للنصر مثلما حدث مع جاره الاتحاد في نصف النهائي، فرغم تأخره في الشوط الأول بهدف كريستيانو رونالدو، ما هي إلا 3 دقائق ورد بهدفين عبر إيفان توني أولًا وتم إلغائه بداعي التسلل، وبهدف ثانٍ أكثر من رائع للرئيس فرانك كيسيه.

وفي الشوط الثاني انقلب الوضع رأسًا على عقب فسيطر الأهلي على الملعب طولًا وعرضًا وكان الأخطر دائمًا، لكن خطأ كيسيه الذي لا يغتفر منح النصر هدفًا قاتلًا في الدقيقة 82 عبر بروزوفيتش، لكن الأهلي لم يستسلم لهذه النهاية وقاتل حتى جاءته هدية لا ترفض من الحارس بينتو الذي غادر مرمى في ركلة ركنية تاركًا الكرة أمام رأس المدافع الهداف إيبانيز، والذي لا يخطئ تمامًا هذه الهدايا.

صحيح أن الأهلي من فاز باللقب، لكن هذه المرة كان النصر يستحق كثيرًا رفع الكأس، ليس فقط من أجل العودة لمنصات التتويج بالبطولات المحلية، لكن أيضًا من أجل تكريم ليلة تاريخية للدون مع الفريق حيث سجل هدفه رقم 100 بقميص العالمي، لكن لسوء حظه مقابل ذلك لديه صفر كبير في خزينة بطولاته مع الفريق العاصمي.

رونالدو لعب مع النصر 113 مباراة سجل خلالها 100 هدف وصنع 20 تمريرة حاسمة، ليرفع رصيده إلى 120 مساهمة تهديفية في رقم تاريخي مع العالمي.

وتذوق رونالدو الليلة مرارة الهزيمة بركلات الترجيح مع النصر للمرة الثانية بعد خسارته نهائي كأس الملك أمام الهلال في 2024، حتى أن الكاميرات رصدته وهو يرفع يديه بالدعاء حتى يفوز فريقه بركلات الترجيح، لكن يبدو أن الدعوات وحدها لا تكفي.

ورغم ذلك لا تزال أرقام "الدون" في النهائيات مرعبة، حيث خاض 40 مباراة نهائية على مدار مسيرته، له فيها 27 مساهمة تهديفية بواقع 25 هدفًا وتمريرتين حاسمتين.

وهو أول لاعب في التاريخ يسجل 100 هدف مع 4 أندية مختلفة (مانشستر يونايتد، ريال مدريد، يوفنتوس، النصر) وكذلك مع منتخب بلاده البرتغالي، في إنجاز فريد من نوعه.

تفاءلت جماهير النصر كثيرًا مع وصول البرتغالي جورج جيسوس لقيادة الفريق، ولها الحق في ذلك فقد تغير شكل الفريق كثيرًا، خصوصًا مع وصول صفقات قوية مثل جواو فيليكس وكينجسلي كومان، واللذان أضافا كثيرًا لهجوم العالمي.

وأصبح للنصر شكل مميز في أرض الملعب وخصوصًا في التحولات الهجومية السريعة، لكن لا تزال هذه النسخة ينقصها سد ثغرة مزعجة في دفاعات الفريق وحراسة مرماه، ففي الوقت الذي يشكل ياسين بونو 50% من قوة الهلال محليًا وقاريًا، ويحمل رايكوفيتش الاتحاد إلى منصات البطولات المحلية ويساهم ميندي بشكل مباشر في فوز الأهلي بدوري أبطال آسيا وكأس السوبر السعودي، لم يجد النصر حتى الآن حارسًا يملأ هذا الفراغ.

فبينما كان النصر متقدمًا بهدفين لهدف، أظهرت اللقطات التلفزيونية حديث رونالدو مع بينتو يحذره من الخطأ في الخروج، لكن كان رد فعل الحارس البرازيلي مخزيًا، حيث ترك مرماه ولم يصل إلى الكرة وضيع مجهود الفريق بخطأ ساذج.

 ولم ينجح الحارس البرازيلي في تعويض فريقه خلال ركلات الترجيح، إذ لم يتصد لأي كرة من الخماسية التي سجلها لاعبو الأهلي.

منذ توسع المشروع السعودي الضخم في كرة القدم، اختار الأهلي الاستعانة بتجربة جريئة بالاعتماد على الألماني ماتياس يايسله في صيف 2023، وكأن مجلس الراقي اختار أن يشتري ورقة يانصيب.

واليوم يجني الأهلي ثمار ثقته في هذا المشروع، فالفريق الذي كان يعاني قبل بضعه أعوام من أحزان الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، ها هو يتربع على عرش آسيا ويحصد كأس السوبر السعودي بأحقية مطلقة.

والأهم من ذلك، أن هذه البداية ستكون بمثابة كارت رعب لجميع منافسيه، بأن هذا الفريق ولد كبيرًا وعينه على السيطرة محليًا وأن يحل محل جاره وغريمه اللدود الاتحاد في الموسم المقبل.