المنتخب السعودي يدفع ثمن "عشوائية" رينارد .. شوارع مفتوحة وسالم الدوسري ضمن 3 نقاط مضيئة أمام البحرين

كان عنوان الشوط الأول، هو ضغط سعودي بلا أنياب، وغياب الانسجام بين اللاعبين، وشوارع في الخطوط الخلفية، رغم الاستحواذ على الكرة، والقدرة على بناء الهجمة، قابله تنظيم دفاعي بحريني، ولعب كرة سلسة، وقدرة على الوصول إلى مرمى الحارس نواف العقيدي في أكثر من مناسبة.

ودفع الحارس نواف العقيدي، العائد من إصابة طويلة مع النصر، ولم يشارك في أي مباراة للأخضر منذ سبتمبر 2023، ثمن عدم الانسجام وسوء التمركز الكبير لقلبي الدفاع علي البليهي وعلي لاجامي، الأمر الذي دفع لاعبي البحرين لاستغلال تقدم الدفاع، لإرسال كرات بينية وعرضية خطيرة، فشل معها الدفاع السعودي في التراجع سريعًا لإبعاد الخطر البحريني.

ويكفي - عزيزي القارئ - أن تشاهد هدفي البحرين، لترى كم الأخطاء الدفاعية التي عانى منها الأخضر، وكرة الهدف الأول التي شهدت خطأ غريبًا من محمد كنو، داخل منطقة الجزاء، الذي سمح بتقدم مهدي عبد الجابر والارتقاء بمفرده ليودع كرة رأسية في المرمى.

أما عن كرة الهدف الثاني، فقد شهد تمركزًا خاطئًا من علي البليهي، وعدم قدرة سلطان الغنام على التغطية داخل منطقة الجزاء، وتمريرة بالكعب من علي مدن، إلى مهدي الحميدان الذي لم يجد صعوبة في تسديدها في الشباك.

واكتمل المشهد بالهدف البحريني الثالث الذي تمكن خلاله محمد الرميحي من إرسال تمريرة بينية كسرت حدود التسلل، لتمنح انفرادًا إلى محمد مرهون الذي لم يجد مشقة في إيداعها في مرمى العقيدي.

وقرر الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي، الدفع بعبد الله الحمدان كجناح أيسر، وعبد الإله هوساوي في الطرف الأيمن، وعبد الله رديف كرأس حربة.

وكان ملف "الأجنحة"، أكثر ما أثار التسؤلات في الشارع الرياضي السعودي، بشأن اختيارات رينارد في قائمة الأخضر ببطولة كأس الخليج، بضم الثنائي سالم الدوسري ومحمد القحطاني فقط، وما زاد من الشعر بيتًا، أن فراس البريكان، الذي كان هيرفي يعتمد عليه كجناح أيسر، غادر البطولة قبل ساعات من مواجهة البحرين.

ولم يقدم الحمدان وهوساوي، الأداء المرجو منه في اللقاء، ما دفع رينارد لإصلاح قراره الغريب، بالدفع بالقائد سالم الدوسري، خلال الشوط الثاني، ومحمد القحطاني في الجهة اليمنى، وكأنه اعتراف من رينارد بأنه لا مجال للمجازفة، ويجب إعطاء الأجنحة لأصحابها.

وقرر الحكم الكويتي أحمد العلي، احتساب ركلة جزاء لصالح المنتخب السعودي، وبادر سالم الدوسري، الذي شارك بديلًا، في الإمساك بالكرة، من أجل تنفيذ الركلة، قبل أن يتركها بشكل غريب إلى صالح الشهري، الذي ترجمها بهدف في الشباك.

وترك الدوسري سؤالًا لدى الجماهير، حول سر تراجعه عن تنفيذ ركلة الجزاء، خاصة وأنه كان بحاجة للرد على الحملات الهجومية التي تعرض لها طوال الفترة الماضية، بسبب إصراره على تسديد ركلات الجزاء مع المنتخب السعودي، والتي شهدت إهدار أكثر من ركلة، وكان آخرها أمام البحرين، في أكتوبر الماضي، ضمن الجولة الرابعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026.

وبعد شوط أول كارثي من المنتخب السعودي، يمكن القول إن الأخضر عاد بقوة في الشوط الثاني، وبدا أكثر شراسة هجومية، ووصولًا إلى مرمى الحارس إبراهيم لطف الله، ولولا الهدف الثالث الذي سجله محمد مرهون، لكان لنتيجة المباراة شأن آخر.

ويمكن القول إن النقطة المضيئة للأداء السعودي أمام البحرين، تمثلت في 3 نقاط، الكرات العرضية من سلطان الغنام، والتي صنعت خطورة كبيرة للأخضر، خاصة في الشوط الثاني، ومشاركة سالم الدوسري كجناح أيسر، وإثبات قائد الهلال بأنه لا غنى عنه في صفوف الأخضر، ومشاركته كانت ضرورية للغاية في كأس الخليج، والثالث هو تحركات مصعب الجوير الذي كان يعد أحد أبرز نجوم الأخضر في المباراة، بعدما سجل الهدف الأول للسعودية في الدقيقة 73، مستغلًا عرضية رائعة من الغنام، كما صنع أكثر من فرصة محققة، كادت أن تترجم لأهداف.

أيضًا النقطة المضيئة في مباراة السعودية، هي العودة لتسجيل الأهداف، بعدما عانى الأخضر من 4 مباريات متتالية لم ينجح خلالها في زيارة الشباك، ومنها أولى مباراتين للأخضر بعد عودة هيرفي رينارد لتدريب المنتخب، في مباراتي أستراليا وإندونيسيا في تصفيات كأس العالم.

ويمكن القول إن المنتخب السعودي في آخر 3 مباريات متتالية لم ينجح في تحقيق الفوز على البحرين، بل خسر نهائي كأس خليجي 24، عام 2019، بهدف نظيف، ثم تعادل سلبيًا مع الأحمر في أكتوبر الماضي، ضمن تصفيات مونديال 2026، وها هو يتذوق الخسارة الثالثة على التوالي، في افتتاحية مشواره بكأس الخليج 26.

وكتب المنتخب السعودي الهزيمة الثالثة على التوالي في بطولة كأس الخليج العربي، بعد خسارته أمام العراق وعمان في الجولتين الثانية والثالثة من نسخة خليجي الماضية، والتي ودع خلالها الأخضر البطولة من مرحلة المجموعات.