GFX MESSI RONALDOGetty Images

المعركة السابعة .. رونالدو "الغاضب" يتصدر المشهد في اليورو وميسي يستسلم لعقدته الأزلية!

في الوقت الذي ينشغل فيه الجميع بأهداف إرلينج هالاند وجود بيلينجهام ومستقبل كيليان مبابي، دعونا لا ننسى الأسطورتين الأهم في كرة القدم الحديثة.

كريستيانو رونالدو قرر الابتعاد عن قارة أوروبا، ليخوض رحلة فريدة من نوعها مع النصر السعودي، وهو ما فعله ميسي أيضًا، بالانتقال إلى الجانب الآخر من كوكب الأرض ليلعب مع إنتر ميامي الأمريكي.

وبعدما تمت تفرقتهما جغرافيًا، دعونا نجمع الثنائي معًا من جديد بعد الابتعاد عن القارة العجوز بأكملها، وذلك عن طريق معارك أسبوعية مستمرة لكل ما قدمه ميسي ورونالدو على جميع المستويات.

في الحلقات السابقة تحدثنا عن ما قدمه الثنائي على مستوى الأندية، ولكن هذه المرة تتوجه الأنظار إلى إسهامات كل منهما في دور المجموعات لبطولتي كوبا أمريكا ويورو 2024 مع الأرجنتين والبرتغال..

  • Lionel Messi Argentina Copa America 2024Getty Images

    أسيست وإنجازين تاريخيين

    ميسي شارك في فوز الأرجنتين بالمعركة الأولى في حملة الدفاع عن لقب الكوبا، بعدما صنع الهدف الثاني لزميله لاوتارو مارتينيز، في المباراة التي انتصرت بها الأرجنتين أمام كندا بهدفين نظيفين.

    ميسي كعادته خطف الأضواء من الجميع، حيث استطاع أن يفلت أكثر من مرة من الرقابة التي وضعها عليه الدفاع الكندي، لكن غابت عنه اللمسة الأخيرة في الشباك، وبالغ في المراوغات أمام المرمى ليحرم من فرصة تسجيل هدف لبلاده في المباراة الافتتاحية.

    ورغم ذلك ترك لونيل بصمة رائعة، عندما قدم تمريرة حريرية لزميله لاوتار مارتينيز الذي لم يتوان إسكانها الشباك في الدقيقة قبل الأخيرة من اللقاء والتي قتلت آمال العودة للمنافس، وأدخلته التاريخ بعدما بات أكثر لاعب يصنع أهدافًا لزملائه في كوبا أمريكا برصيد 18 تمريرة حاسمة.

    نجم إنتر ميامي أيضًا الآن هو أول لاعب أرجنتيني يشارك في 7 نسخ مختلفة من بطولة كوبا أمريكا، بدءًا من 2007 وحتى 2024، وهو يصعب تحطيمه من لاعبي الجيل الحالي لراقصي التانجو.

  • إعلان
  • Lionel Messi Argentina Chile Copa America 25062024Getty Images

    النحس مستمر أمام تشيلي

    حققت الأرجنتين انتصارًا صعبًا ومتأخرًا على تشيلي ضمن مباريات الجولة الثانية من دور المجموعات في كوبا أمريكا 2024، بهدف نظيف سجله لاوتارو مارتينيز مهاجم إنتر الإيطالي.

    ميسي فشل مرة أخرى في التسجيل، وحرمه القائم من هز الشباك أمام الفريق الخصم من تسديدة متقنة، ولكنه أمتع الجماهير بلقطاته الفنية الساحرة المعتادة.

    وصلت تمريرات ميسي في المباراة إلى 34 فقط لم يُخطى سوى في اثنتين منها وجاءت الـ32 الأخرى سليمة بنسبة نجاح تخطت قليلًا الـ94%، فيما مرر اللاعب 18 تمريرات في الثلث الهجومي الأخير من الملعب بنسبة نجاح وصلت إلى 89%.

    لمس ميسي الكرة داخل منطقة جزاء تشيلي مرة واحدة فقط، وقد وقع في مصيدة التسلل مرة واحدة كذلك، ولم يُسدد سوى كرة واحدة التي ارتطمت بالقائم وغادرت لخارج الملعب.

    الرقم الأهم لصاحب الـ37 سنة في اللقاء كان صناعته لـ5 فرص محققة للتسجيل لكن زملاءه لم يستفيدوا من أي منها وضاعت جميعًا وسط دهشة صاحب الـ8 كرات ذهبية.

    المباراة شهدت استمرار العقدة التي يعانيها ميسي أمام تشيلي، حيث لم يهز شباك هذا الفريق سوى مرة واحدة فقط في كوبا أمريكا، وكانت هذه المرة بنسخة البرازيل 2021 من ركلة ثابتة.

    وشهد اللقاء كذلك تعرض ميسي لإصابة عضلية خفيفة، ستجعله يغيب عن مباراة بيرو الأخيرة، بهدف إراحته للظهور بشكل طبيعي في دور الثمانية بعد ضمان بلاده للتأهل.

  • Cristiano Ronaldo Portugal 2024Getty Images

    بداية ولا أفضل

    رونالدو ظهر بصورة مميزة للغاية في المباراة الافتتاحية للبرتغال في اليورو أمام تشيكيا، والتي فازت بها بلاده بهدفين مقابل هدف، لكنه فعل كل شيء باستثناء تسجيل الأهداف.

    بعد حوالي نصف ساعة من بداية اللقاء وصلت كرة رائعة من برونو فيرنانديش لصالح كريستيانو رونالدو وضعه بها في حالة إنفراد تام بالمرمى، لكن نجم النصر أهدرها بغرابة شديدة، قبل أن يحتسبها الحكم كتسلل.

    رونالدو لعب 3 تسديدات على المرمى وواحدة خارجها، وأهدر فرصة كبيرة واحدة، وقدم تمريرتين خطيرتين لم يستغلهما فريقه، كما لمس الكرة 31 مرة ولم يخسرها سوى 3 مرات فقط.

    وبمشاركته في مواجهة تشيكيا أصبح المهاجم المخضرم هو اللاعب الوحيد في تاريخ كأس الأمم الأوروبية الذي يشارك في ست نسخ من البطولة، ليكسر رقمه الخاص بنفسه الذي وصل إلى 5 مشاركات في النسخة الماضية.

  • Ronaldo-Cancelo-PortugalGetty

    عقدة ورقم قياسي جديد

    "لا يحتاج للتسجيل كي يكتب رقمًا قياسيًا"، هكذا تمكن رونالدو من قيادة بلاده لانتصار عريض على تركيا بثلاثية نظيفة في الجولة الثانية لدور المجموعات من اليورو.

    النجم البرتغالي لم يسجل هدفًا، ولكنه اكتفى بصناعة تمريرة حاسمة، منحت الهدف الثالث الذي سجله برونو فيرنانديش في الدقيقة 56، رغم كونه في وضع كان يسمح له بتجربة حظه في التسديد على المرمى.

    التمريرة الحاسمة لرونالدو جعلته رسميًا أكثر اللاعبين صناعة للأهداف في تاريخ بطولات اليورو، لتصل مساهماته التهديفية إلى 21 هدفًا، حيث سجل 14 هدفًا وصنع 7، ليبتعد بفارق كبير عن الفرنسي ميشيل بلاتيني، الذي ساهم في 11 هدفًا كأهداف وصناعة، ليحتل المركز الثاني تاريخيًا.

    وبات رونالدو، أكثر لاعب تسجيلًا وصناعة للأهداف في بطولتي كأس الأمم الأوروبية ودوري أبطال أوروبا، فضلًا عن كونه أكثر لاعب تسجيلًا للأهداف الدولية في تاريخ منتخبات الرجال، برصيد 130 هدف في 209 مباراة دولية.

    ورغم كل هذه الإنجازات، إلا أن هذه المواجهة جسدت معاناة رونالدو أمام الأتراك، حيث فشل في التسجيل بشباكهم في رابع مباراة يلعبها ضدهم حتى الآن.

  • Cristiano Ronaldo Portugal 2024Getty Images

    عصبية وتبديل مبكر

    عجز رونالدو مرة أخرى عن التسجيل في المواجهة الثالثة للبرتغال في اليورو، وفشل في إنقاذ فريقه من الخسارة أمام جورجيا بهدفين نظيفين.

    الخسارة لم تضر البرتغال كثيرًا، لأنها صعدت وهي على صدارة المجموعة السادسة، ولكنها وضعت الكثير من علامات الاستفهام على مستوى نجوم الفريق ومنهم رونالدو.

    قبل أن تبدأ المباراة، حقق رونالدو رقمًا تاريخيًا، بعد أن دخل في التشكيل الأساسي للمنتخب البرتغالي للمرة الـ50 في تاريخ البطولات الدولية الكبرى، ليُصبح أول لاعب أوروبي يصل إلى هذا الرقم.

    وعلى النقيض كان موقفه بعد نهاية المباراة، إذ كتبت النسخة الجارية فشله لأول مرة في تاريخه في هز شباك الخصوم في دور المجموعات بكافة البطولات الدولية سواء كأس العالم أو كأس أمم أوروبا.

    نجم النصر كان على وشك التسجيل في الدقيقة 17 من زمن المباراة، عن طريقة ركلة حرة مباشرة، ولكن مامارداشفيلي حارس جورجيا تصدى لها ببراعة، ليحولها إلى ركلة ركنية.

    وحصل بعدها على بطاقة صفراء بالدقيقة 28 من زمن اللقاء بسبب الاعتراض على عدم احتساب ركلة جزاء، ليكون مهددًا بالغياب عن ربع النهائي في حالة تأهل الفريق، وبعد نهاية الشوط شوهد وهو في حالة غضب شديدة تجاه الحكم.

    وبالشوط الثاني كان رونالدو قريبًا من التسجيل في أكثر من مناسبة، ولكن تألق الحارس مامارداشفيلي منعه من الوصول للشباك، ليتم استبداله في الدقيقة 66، في خطوة من المدرب روبرتو مارتينيز لإراحته.

  • Messi RonaldoGetty

    من الفائز بالمعركة السابعة؟

    كل منهما حقق المزيد من الإنجازات والأرقام القياسية من الناحية الرقمية، ولكن رونالدو يبدو الطرف صاحب الأفضلية في هذه المعركة، لأنه تصدر المشهد تمامًا عكس ميسي الذي قدم مباراة أولى مميزة وثانية متوسطة ضد تشيلي.

    رونالدو تألق ضد تشيكيا وفعل كل شيء في المباراة باستثناء التسجيل، وكرر نفس الأمر أمام تركيا، بينما اكتفى ميسي بأداء مميز ضد كندا، وهو الخصم الذي لا يُقارن بالثنائي الأوروبي.

    وحتى مع عجز قائد النصر عن التسجيل والاكتفاء بتمريرة حاسمة، إلا أنه اجتهد وكان أكثر حضورًا من ميسي خاصة في أول مباراتين، مع الوضع في الاعتبار أن الأرجنتيني سيغيب عن الجولة الأخيرة لدور المجموعات من الكوبا للحصول على راحة.