Messi RonaldoGoal Ar / Social

المعركة الثالثة | نهاية حقبة .. مصالحة غير كافية لميسي وكارثة آسيوية تهدم أحلام رونالدو

تأخرنا ولكن عدنا مرة أخرى لكم .. موعد جديد مع المعارك الأسبوعية بين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، ومتابعة ما يقدمه كل منهما في التجربة التي يعيشها الثنائي خارج قارة أوروبا.

رونالدو يعيش تجربة مميزة وفريدة من نوعها مع النصر، بعد رحلة حافلة في سبورتينج لشبونة ومانشستر يونايتد ويوفنتوس وريال مدريد، حيث يغزو دوري روشن بمظهره الجديد الجذاب وطفرته الحالية.

وأما ليونيل ميسي فاختار وجهة مختلفة تمامًا، الدوري الأمريكي وإنتر ميامي، أجواء أكثر هدوءًا ولكنها ليست خالية من التحديات والإثارة.

الصراع الأول كان من نصيب رونالدو والثاني حسمه ميسي لصالحه في الموسمين السابقين، لذلك دعونا نرى ما سيحدث هذه المرة..

  • Cristiano Ronaldo - Yokohama F Marinos Vs Al-Nassr 27042024AFC

    البداية السعيدة لكريستيانو

    المعركة هنا تتخذ طابعًا قاريًا، حيث كانت البداية سعيدة لرونالدو في مباراة النصر ويوكوهاما إف مارينوس الياباني، في ربع نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، والتي انتهت بفوز الفريق السعودي بنتيجة 4/1.

    وتمكن البرتغالي من إحراز ثالث أهداف النصر في شباك يوكوهاما إف مارينوس، في الدقيقة 38، بعد متابعة الكرة من تصدي الحارس لتسديدة مارسيلو بروزوفيتش، قبل أن يضعها "الدون" برأسية في الشباك.

    وانعكاسًا للامركزية في تنوع تمركز لاعبي النصر في مواجهة يوكوهاما، فإن كريستيانو رونالدو لم يكن "المهاجم" فقط، بل اللاعب الذي كان أكثر تواجده في منطقة الوسط، من أجل بناء الهجمة من الخلف، وترك الأدوار الهجومية للثنائي ساديو ماني وجون دوران، ثم ينطلق إلى المنطقة، وينتظر رد الهدية من زملائه، والتي أسفرت عن هدف جديد في مسيرته الكروية.

    وبالنسبة للأرقام، فإن رونالدو تأثر بتمركزه في منطقة الوسط، فلم يسدد سوى كرتين فقط، واحدة على المرمى، وأخرى خارجه، إلا أنه في المقابل، نجح في صناعة 3 تمريرات مفتاحية لزملائه، وبلغت دقة تمريراته 87%، بعدما وجه 26 تمريرة صحيحة من أصل 30، كما أرسل كرتين عرضية وطويلة ناجحتين.

  • إعلان
  • cristiano-ronaldo(C)Getty Images

    نهاية الحلم الآسيوي

    بعدما كانت تسير الأمور على ما يُرام بالنسبة لرونالدو، انهار كل شيء في لحظة، بالخروج أمام كاواساكي في نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، وهي البطولة التي حسمها الأهلي في وقت لاحق.

    رونالدو لم يسجل ولم يصنع ولم يفعل الكثير خلال خسارة النصر بثلاثية مقابل هدفين، وظهر في حالة من العصبية، واعتقد البعض أنه كان يخاطب نفسه بسبب فرصة سانحة ضائعة، ولكنه تبين أنه كان يشرح كيف ضاعت الهجمة لأحد أعضاء الجهاز الفني لفريقه.

    النجم المخضرم ظهرت عليه حالة من العصبية تجاه زملائه بعد تلقي هدفًا مبكرًا في الدقيقة العاشرة، وبعدها كاد أن يسجل هدفًا تاريخيًا من مقصية داخل منطقة الجزاء، مثلما فعل مع ريال مدريد أمام يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا 2018، ولكنها مرت بسلام على مرمى الفريق الياباني.

    وعاند القائم الأيسر لمرمى كاواساكي كريستيانو بالدقيقة 34 من عمر المباراة، بعد عرضية من الجبهة اليمنى، ليضعها رونالدو برأسه بعد ارتقاء رائع، لتضل طريقها نحو مرمى الخصم.

    وبعدها لم يقدم البرتغالي أي شيء يذكر، ليخرج مع النصر في وداع كارثي للبطولة الآسيوية، في استمرار لفشله في التتويج بأي لقب كبير منذ انتقاله لفريق دوري روشن السعودي.

    في اللحظات الأخيرة من المباراة، كاد رونالدو أن يُسجل هدفًا قاتلًا، حيث أتيحت له الكرة أمام الحارس، ليراوغه ثم يحاول تسديد الكرة في المرمى ولكن اختل توازنه، ليسقط على الأرض وهو يُحاول تسديد الكرة بالمرمى، ليُخرجها دفاع كاواساكي!

  • Inter Miami CF v Vancouver Whitecaps - CONCACAF Champions CupGetty Images Sport

    ميسي لم يكن أفضل حالًا

    على غرار ما حدث مع رونالدو، أهدر ميسي فرصة الحصول على لقب قاري مع إنتر ميامي، بالخسارة 3/1 أمام فانكوفر وايتكابس، في إياب نصف نهائي كأس أبطال الكونكاكاف.

    المفارقة أن وداع ميسي للكونكاكاف جاء بعد ساعات من خروج غريمه كريستيانو رونالدو مع النصر من دوري أبطال آسيا للنخبة، والعامل المشترك بينهما أن كل منهما فشل في إنقاذ فريقه من الخروج القاري الصادم.

    النجم الأرجنتيني لم يلعب مباراة سيئة، ولكن وفقًا للمعايير التي وضعها ليو لنفسه، من خلال تألقه على مدار السنوات الماضية، سنجد أنه لم يفعل ما يكفي من أجل صناعة الفارق.

    ربما نجح في صناعة فرصة سانحة لإنتر ميامي، ولكنه لم يهدد مرمى الخصم على مدار مشاركته في المباراة، مكتفيًا ببعض المراوغات الناجحة التي لم تسفر عن أي شيء.

    الفضل هنا يرجع إلى دفاع وايتكابس الذي نجح في تحجيم خطورته تمامًا، وعزله عن باقي زملائه، وهو الأمر الذي فشل فيه إنتر ميامي على الجانب الآخر، حيث ظهر بصورة كارثية على الصعيد الدفاعي لتتلقى شباكه 3 أهداف.

    هذه المباراة ستطرح لنا العديد من التساؤلات لأن هذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها ميسي بهذا الشكل تحت قيادة خافيير ماسكيرانو، وإن كان الأرجنتيني أصبح عاجزًا عن إخراج أفضل ما عند مواطنه منذ قدومه لتدريب إنتر ميامي.

    ميسي لم يسجل أو يصنع أي أهداف، ولكن أرقامه لم تكن بهذا السوء، حيث لعب تمريرة واحدة مهمة، وكرة طويلة ناجحة، وسدد كرتين على المرمى و3 خارجه.

    وأما بالنسبة لدقة التمريرات فوصلت إلى 73% بمجموع 22 تمريرة ناجحة من أصل 30، وقام بـ5 مراوغات من أصل 6 محاولات، ولكنه نجح في 8 التحامات أرضية فقط من 15 شارك فيها، وخسر الكرة 19 مرة.

  • Inter Miami CF v New York Red BullsGetty Images Sport

    تعويض محلي

    قاد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي فريقه إنتر ميامي للفوز على فريق نيويورك ريد بولز، برباعية مقابل هدف واحد، في اللقاء الذي أقيم فجر الأحد الماضي، بالجولة العاشرة ضمن منافسات الدوري الأمريكي.

    ليو دخل هذه المباراة من أجل التعويض بعد وداع كأس أبطال الكونكاكاف، حيث سجل هدف إنتر ميامي الرابع بالدقيقة 67، في الوقت الذي تألق فيه صديقه وزميله السابق والحالي لويس سواريز وكان نجمًا للمباراة.

    وواصل ميسي زيادة غلته في أرقامه التاريخيه، حيث سجل الهدف رقم 859 في مسيرته، ووصلت عدد مساهماته إلى 1240 مساهمة بين أهداف وأسيست، كأعلى لاعب في تاريخ كرة القدم يصل إلى هذا الرقم.

    ومن الناحية الرقمية، فقد وصلت دقة تمريرات ميسي إلى 89% بمجموع 40 تمريرة ناجحة من أصل 45، ولم يلعب أي كرة عرضية ولعب 3 كرات طويلة ناجحة.

    وسدد ليو مرتين على المرمى ومثلهما خارجه، ونجح في 4 مراوغات من أصل 8 وفاز بـ5 التحامات أرضية فقط من 12 التحامًا شارك فيهم، ولم يدخل في أي صراع هوائي.

    وخسر ميسي الكرة 14 مرة أمام الفريق الخصم، وتمت عرقلته في كرة واحدة، ولم يقدم أي مساهمة دفاعية تذكر لصالح فريقه.

  • Ronaldo MessiGoal Ar / Social

    من الفائز في المعركة الثالثة؟

    الكفة تبدو متساوية من الناحية الظاهرية، لأن كل منهما نجح في التسجيل مرة واحدة وفاز في مباراة وخسر في الأخرى ليخفق في الوصول إلى المجد القاري.

    ولكن ما قدمه رونالدو أمام الخصمين اليابانيين، يتفوق على ما فعله ميسي، لأن كريستيانو لم يختفي مثلما حدث مع ليو ضد فانكوفر، بل حاول ووصل وفشل ولم يُحالفه التوفيق، وكان أفضل منه على مدار المباراتين، لذلك البرتغالي هو صاحب الأفضلية بفارق ضئيل للغاية!

    وبغض النظر عن نتيجة هذه المعركة، ما قدمه الثنائي في كأس أبطال الكونكاكاف ودوري أبطال آسيا، ينذرنا بانتهاء هذه الحقبة التاريخية التي تنافس فيها ميسي ورونالدو على مدار السنوات الماضية، ليبدو أن عامل السن أوشك على هزيمتهما قريبًا.