اللاعبون هم المتحكمون بالنادي.. ميسي يعود للتدريبات مع باريس سان جيرمان قبل انتهاء فترة إيقافه

كل هذا قد يكون غير عادل إلى حد ما لباريس سان جيرمان، فاستبعاد ميسي يؤثر بالسلب على الفريق، فهو مصدر رئيسي لجذب المتابعين، إلى بارك دي برانس، وبوسائل التواصل الاجتماعي أيضًا.

والأمر ليس جديدًا على النادي الباريسي، فأظهر كيليان مبابي من قبل أنه يتمتع أيضًا بنفوذ هائل، عند رده على استخدام صورته دون إذنه، في حملة النادي للإعلان عن التذاكر بالموسم، عبر حسابه على إنستجرام.

لكن ميسي شيئًا آخر، فيصعب التحكم فيه، فلم يأت إلى باريس بنفس طريقة مبابي الذي لديه عقد لن ينتهي هذا الصيف مع النادي، بجانب كونه نموذجًا للجماهير الفرنسية.

أما الأرجنتيني، يظهر لمشجعي بطل الدوري الفرنسي على إنه مرتزق، لم يرغب أبدًا في ترك حبه الأول برشلونة، ومن الممكن أن يعود، فالفائز بكأس العالم والكرة الذهبية سبع مرات، قد يكون لعبه لباريس سان جيرمان شيئًا جانبيًا.

ولا يمكن لباريس سان جيرمان قبول ذلك، فلابد على جميع الأندية فرض سيطرتها على اللاعبين والمؤسسة ككل، لكن النادي الباريسي يتحمل مسؤولية تعاقده مع نجم كبير مثل ميسي، فهم يمتلكونه كلاعب وأداة تسويق عالمية.

لكن كل المناوشات التي جلبها انتقاله إلى باريس، ربما كانت دائمًا متعارضة قليلاً مع أفعاله على أرض الملعب، وهذا الأسبوع، استسلم باريس سان جيرمان بقرار عودته، من أجل التسويق، رغم وعودهم بعكس ذلك.

وليس هناك سبب حقيقي لإعادة ميسي الآن، فباريس سان جيرمان يقترب من حسم الدوري، منذ أسابيع، وبالتأكيد للنجم الأرجنتيني دور في ذلك، فالوقت الحالي مناسب لتقديم مباريات متوسطة، فالمدير الفني كريستوف جالتييه، يعطي بعض الدقائق للناشئين، أمثال واري زائير إيمري، والشادايلي بيتشيابو.

هناك بعض اللاعبين الذين هم في طريقهم لتجديد عقودهم، مثل سيرخيو راموس، ويرغبون في التواجد في الملعب، لكن في الوقت الحالي باريس سان جيرمان يسعى من أجل الأفضل للفريق ككل، بعيدًا عن حاجة الأفراد.

وبالنظر إلى قائمة لاعبي باريس سان جيرمان، يتضح ذلك، فسيواجه النادي، أجاكسيو، وأوكسير، وستراسبورج، وكليرمون فوت، لإنهاء الموسم، والأربعة في النصف الأخير من الجدول، ومن الأفضل لباريس سان جيرمان، وربما ميسي نفسه، أن يبقى بعيدًا عن الصورة.

حاول باريس سان جيرمان، توضيح الأمر للاعبين من خلال مثال، خاصة بعد الفشل في دوري أبطال أوروبا، والتعثر في الاحتفاظ بلقب الدوري مرة أخرى.

النادي بالفعل يفتقر للحدة مع اللاعبين، وميسي كان نموذجًا آخر يترك التدريب ويذهب بعيدًا من أجل رحلة، لذا عليه فرض العقوبة دون أي استثناءات.

وتم بالفعل اتخاذ الأمر بجدية، وتم إيقاف ميسي، ولم يقل جالتييه كثيرًا عن الأمر في مؤتمره الصحفي يوم الخميس، لكن قيل أن ميسي لن يُسمح له باللعب أو التدريب، أو حتى المشي على ممتلكات النادي.

ولم يمر الكثير، وظهر ميسي بقميص باريس، يتدرب وحيدًا يوم الإثنين، وكل شيء يشير أنه يستعد لمباراة الأحد.

ربما لو كانت حدثت تلك الواقعة من ميسي قبل مواجهة أوروبا، أو قبل ضمان الفريق من تحقيق لقب الدوري، كنا رأينا رد فعل مختلف تمامًا عما هو الآن، قال باريس سان جيرمان، أنهم فعلوا شيئًا ملموسًا في النهاية، ثم فجأة اعترفوا بأن فعلهم قد انتهى.

وللجماهير دورهم في تلك العقوبة، فاجتمع الكثير من المشجعين أمام مقر النادي، مطالبين ميسي بالمغادرة، وأيضًا نيمار، واستهدفوا رئيس النادي ناصر الخليفي، بمطالبهم.

وازداد التوتر بملعب الأمراء، وأطلق المشجعون صافرات الاستهجان على ميسي منذ فبراير الماضي، في حين لم يخل نيمار من الانتقادات أيضًا، وأسباب استياء الجمهور، عدم قدرة النادي على السيطرة على قاعدة النجوم الكبيرة هذه، والاستفادة منهم بأرض الملعب.

ومحاولات إرضاء ميسي لم تسعد تلك الجماهير الغاضبة، واتخذ باريس سان جيرمان قرارًا مفاجئًا بإلغاء نصف تذاكره، لمباراة تروي في نهاية الأسبوع الماضي، ولا تحتاج قاعدة المشجعين الغاضبة، إلى مزيد من الأسباب لتغضب من ناديهم.

لابد من قول شيء لتلك الجماهير الغاضبة من أجل تهدئتهم، لكن ستة أيام لضبط رد فعلهم على هذا القرار الأخير، لكن من المحتمل لن يفعل الكثير.

هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها باريس سان جيرمان مشاكل مع النجوم العالمية، من ناحية قرارهم في اتخاذ الأسماء الكبيرة، ليكونوا لاعبي الفريق.

لكن كان من المفترض أن يكون ميسي مختلفًا، إنها أسطورة أنه كان فتى مثاليًا في برشلونة، لكن أفعاله بباريس أعطت الجماهير فرصة، لإظهار غضبهم على النادي.

لكن بعدما تم العفو عن ميسي، وبدأت الأمور تعود لما هي عليه، فحافظ باريس سان جيرمان على أعصابه لمدة خمسة أيام، ثم عادوا إلى أنفسهم مرة أخرى.