"لم يبلغنا أحد".. اللاعبون الإسبان يثورون ضد إقامة مباراة فياريال وبرشلونة في ميامي!

رابطة لاعبي كرة القدم الإسبان كانت قد اجتمعت في وقت سابق يوم 21 أغسطس الماضي مع قادة جميع فرق الدوري الإسباني لمناقشة فكرة إقامة مباريات خارج البلاد، بعد أن علموا أن رابطة الدوري قد رفعت طلبًا رسميًا إلى الاتحاد الأوروبي بهذا الشأن.

وبحسب تقارير الصحيفة نفسها، فإن الرد كان قاطعًا وواضحًا من جميع القادة دون استثناء: "نرفض اللعب خارج إسبانيا".

وجاء هذا الرفض على خلفية عدم التشاور المسبق مع اللاعبين قبل اتخاذ القرار، وهو ما وصفوه بأنه "قلة احترام" من جانب رابطة الدوري الإسباني ورئيسها خافيير تيباس، وكذلك من الاتحاد الإسباني الذي صادق على الطلب دون إشراكهم.

وفي تصريحات نارية سابقة، قال رئيس رابطة لاعبي كرة القدم الإسبان ديفيد أجانثو: "يبدو أن تيباس يخفي شيئًا عندما يرفض تزويدنا بالمعلومات الكاملة عن تفاصيل المباراة. هذه ليست الطريقة التي يُدار بها الحوار في كرة القدم المحترفة".

الخطوة التي زادت من حدة الأزمة هي أن يويفا وافق على إقامة اللقاء لكنه في الوقت ذاته حوّل مسؤولية المتابعة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بدعوى أن إقامة مباراة محلية خارج الدولة يتطلب موافقة الهيئة الدولية التي تشرف على المنافسات بين الاتحادات الوطنية.

غير أن هذا الموقف اعتبرته رابطة لاعبي كرة القدم الإسبان محاولة للتنصل من المسؤولية، خصوصًا أن يويفا نفسه أكد في بيانه أنه “استشار جميع الأطراف”، في حين لم يُبلّغ أي من ممثلي اللاعبين أو قادتهم بأي تواصل رسمي من الاتحاد القاري.

رابطة لاعبي كرة القدم الإسبان لم تتلقّ ردًا واحدًا من يويفا حتى الآن رغم إرسالها عدة استفسارات رسمية منذ منتصف سبتمبر الماضي، بعد إعلان الاتحاد الأوروبي نيته إصدار القرار النهائي في 11 سبتمبر.

في ظل هذا الصمت الأوروبي، قررت رابطة لاعبي كرة القدم الإسبان إعادة فتح باب النقاش العاجل مع القادة من جديد، حيث يُنتظر أن يتم عقد اجتماع خلال الأسبوع الجاري، وربما في يوم الثلاثاء المقبل إذا سمحت ظروف اللاعبين الذين يشاركون حاليًا في المباريات الدولية مع منتخباتهم.

وبحسب ما أفاد به المصدر ذاته، فقد تلقّت رابطة لاعبي كرة القدم الإسبان مكالمات غاضبة من عدد من القادة الذين أصرّوا على عقد الاجتماع بشكل فوري، معتبرين أن ما يجري يمثل "تجاهلًا صريحًا لأصوات اللاعبين"، وأنهم سيبحثون خيارات الرد الجماعي، بما في ذلك مقاطعة المباراة في حال إصرار رابطة الليجا على تنفيذ الخطة دون اتفاق مسبق.

وأكدت مصادر مقربة من الاجتماع أن المزاج العام بين اللاعبين يتجه نحو المواجهة، لا سيما بعد أن شعروا بأن الرابطة، والاتحاد الإسباني، وحتى الاتحاد الأوروبي، تجاهلوهم تمامًا، رغم أنهم أصحاب المصلحة المباشرة.

وفي حال لم يتم التوصل إلى اتفاق، قد يجد المشروع المعروف إعلاميًا باسم "خطة ميامي" نفسه في مواجهة رفض جماعي من لاعبي الدوري الإسباني، وهو ما سيشكل سابقة تاريخية في كرة القدم الأوروبية.

رابطة لاعبي كرة القدم الإسبان ترى أن السفر لمسافة تتجاوز 7000 كيلومتر للعب مباراة رسمية في منتصف الموسم المحلي لا يخدم مصالح اللاعبين لا بدنيًا ولا لوجستيًا، كما أنه ينتهك مبدأ المنافسة العادلة بين الفرق الإسبانية.

تستعد رابطة لاعبي كرة القدم الإسبان لاتخاذ موقف رسمي حاسم بعد الاجتماع المرتقب، مؤكدًا أن “أي قرار يُتخذ دون موافقة اللاعبين سيكون باطلًا من الناحية الأخلاقية والمهنية”.

وفي الوقت نفسه، يبقى السؤال مفتوحًا: هل سيتراجع يويفا ورابطة الليجا عن خطتهما تحت ضغط اللاعبين؟ أم إن مباراة برشلونة وفياريال في ميامي ستقام رغم كل الاعتراضات، لتصبح أول مواجهة رسمية في تاريخ الدوري الإسباني تُلعب خارج الأراضي الإسبانية؟.