وصلت إلى "الكرة الذهبية" .. 9 سنوات من حروب "الرعاية والصفقات" بين برشلونة وباريس سان جيرمان

في أواخر عام 2016.. قرر نادي برشلونة عدم تجديد عقده مع "الخطوط الجوية القطرية"؛ التي كانت ترعى قميص الفريق الأول لكرة القدم، وقتها.

برشلونة اتفق وقتها مع شركة "راكوتين" اليابانية، لرعاية القميص الأول لكرة القدم لمدة 4 سنوات؛ بداية من عام 2017.

هذا الأمر جعل كبار المسؤولين في قطر، ومن بينهم رئيس نادي باريس سان جيرمان ناصر الخليفي؛ ينقلبون على العملاق الإسباني، ويعتبرون تصرفه بمثابة "الخيانة".

وما زاد من حدة التوتر؛ هو محاولات نادي برشلونة التعاقد مع النجم الإيطالي ماركو فيراتي، متوسط ميدان فريق باريس سان جيرمان الأول لكرة القدم.

وحاول برشلونة في بداية الميركاتو الصيفي لعام 2017، التعاقد مع فيراتي من النادي الفرنسي؛ حيث قدّم مجموعة من العروض إلى إدارة ناصر الخليفي، سواء ماليًا أو تبادل لاعبين.

لكن.. باريس سان جيرمان رفض التخلي عن فيراتي لبرشلونة؛ الأمر الذي دفع وكيله دوناتو دي كامبلي، لوصف حالة النجم الإيطالي بأنه "مسجون في النادي الفرنسي".

وبعد أسابيع من الشد والجذب.. قرر اللاعب البقاء في صفوف الفريق الفرنسي؛ بل وتغيير وكيل أعماله، الذي هاجم إدارة ناصر الخليفي بقوة.

لم ينتهِ الأمر عند ما سبق فقط؛ حيث قرر نادي باريس سان جيرمان بقياده رئيسه ناصر الخليفي، الانتقام من العملاق الإسباني برشلونة، بشدة.

باريس سان جيرمان دخل في مفاوضات "سرية" مع الساحر البرازيلي نيمار دا سيلفا جونيور، في صيف 2017.

وقتها.. كان نيمار يقدّم أفضل المستويات بقميص الفريق البرشلوني؛ ويشكل ثلاثيًا ناريًا مع الأسطورة ليونيل ميسي، والمهاجم لويس سواريز.

وعندما بدأت أخبار تفاوض النادي الباريسي مع نيمار؛ قام عدد من مسؤولي برشلونة وزملائه اللاعبين، بالاستفسار منه عن حقيقة الرحيل.

وبالفعل.. أكد نيمار لمسؤولي برشلونة وزملائه، أنه مستمر مع الفريق الأول ولن يرحل؛ الأمر الذي دفع المدافع الإسباني جيرارد بيكيه وقتها، لنشر صورة مع الساحر البرازيلي مع تعليق يؤكد بقائه.

إلا أن نيمار فاجأ الجميع في برشلونة بعدها بأيام؛ بإعلان انتقاله إلى باريس سان جيرمان بشكلٍ رسمي، مقابل قيمة الشرط الجزائي في عقده "222 مليون يورو".

صفقة نيمار الأغلى في تاريخ كرة القدم - حتى الآن -؛ كانت بمثابة أكبر انتقام من برشلونة، بعد فسخ عقد الرعاية القطرية والتفاوض مع فيراتي في نفس الصيف.

أقل من عامين مرا على عاصفة صفقة الساحر البرازيلي نيمار دا سيلفا جونيور؛ حتى تجدد الصراع بين برشلونة وباريس سان جيرمان.

الصراع الجديد بين برشلونة وباريس سان جيرمان، اشتعل مطلع عام 2019؛ بسبب النجم الهولندي فرينكي دي يونج، الذي كان يلعب وقتها في صفوف أياكس أمستردام.

وحاول برشلونة التعاقد مع دي يونج، قبل أن يتدخل باريس سان جيرمان بكل قوته المالية في الصفقة؛ حيث كان قاب قوسين أو أدنى، من التعاقد مع اللاعب.

جوسيب ماريا بارتوميو، رئيس نادي برشلونة وقتها، قرر السفر بنفسه إلى هولندا؛ من أجل إقناع اللاعب بالانضمام إلى العملاق الإسباني، بدلًا من الفريق الباريسي.

وبالفعل.. نجح بارتوميو خلال هذه السفرية، في إقناع اللاعب والتوصل إلى اتفاق مع إدارة أياكس أمستردام؛ حيث تم توقيع عقود الصفقة رسميًا في يناير 2019، على أن ينضم دي يونج إلى برشلونة في صيف نفس العام.

ويلعب فرينكي دي يونج في صفوف برشلونة، منذ صيف 2019 وحتى الآن؛ حيث ينتهي عقده في 30 يونيو 2026، وسط بدء التفاوض معه للتجديد.

أما المعركة الأكبر بين برشلونة وباريس سان جيرمان؛ كانت بسبب مشروع "السوبر ليج"، الذي خطط له رئيس نادي ريال مدريد فلورنتينو بيريز.  

بيريز خطط لإقامة مسابقة بديلة عن دوري أبطال أوروبا باسم "السوبر ليج"؛ من أجل زيادة مداخيل الأندية، وإحياء اهتمام الشباب بكرة القدم مجددًا - على حد قوله -.

وكان رئيس برشلونة جوان لابورتا، من أقوى المؤيدين لمشروع بيريز؛ خاصة أن ناديه كان ولا يزال يُعاني من أزمة مالية قوية، في أعقاب تفشي فيروس "كورونا".

ومن هُنا.. وقف رئيس نادي باريس سان جيرمان ناصر الخليفي مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ضد كل من بيريز ولابورتا؛ وكان من أشد المحاربين لمشروع "السوبر ليج".

بل أن الخليفي أخذ يتهم ريال مدريد وبرشلونة؛ بأنهما يعملان على تدمير كرة القدم، من خلال إقامة مسابقة لـ"الأغنياء" فقط.

وبالتالي.. لعب الخليفي دورًا كبيرًا في إحباط هذا المشروع، حسب تصريحات رئيس الاتحاد الأوروبي ألكسندر تشيفرين؛ لتتم مكافأته بمنصب كبير، وهو رئيس رابطة الأندية الأوروبية.

لا يُمكن تسمية صفقة الأسطورة ليونيل ميسي بـ"الصراع"؛ ولكنها تُعد واحدة من أكبر الضربات الباريسية، للعملاق الإسباني برشلونة.

ناصر الخليفي، رئيس نادي باريس سان جيرمان، نجح في التعاقد مع ميسي صيف 2021؛ بعد رحيله عن برشلونة.

صفقة ميسي لم يُكن مخطط لها في البداية؛ حيث كان الأسطورة الأرجنتينية في طريقه لتجديد عقده مع نادي طفولته برشلونة، والذي كان من المقرر أن ينتهي في 30 يونيو 2021.

لكن.. المفاجأة جاءت من داخل برشلونة؛ عندما أعلن رئيس النادي جوان لابورتا، استحالة تجديد عقد ميسي مع الفريق الأول.

ورغم كل الوعود التي قدّمها لابورتا إلى ميسي، من أجل تجديد عقده مع الفريق الأول؛ إلا أنه خرج وأكد أن الأزمة الاقتصادية التي كانت تعصف بالنادي وقتها، تمنع ذلك.

بعدها.. تحرك النادي الباريسي بقيادة الخليفي؛ لينجح في التعاقد مع ميسي بشكلٍ مجاني، وليوجه أكبر ضربة - غير مباشرة - إلى برشلونة.

والصراع الأخير حتى الآن بين برشلونة وباريس سان جيرمان، جاء في صيف عام 2023؛ عندما قرر النادي الفرنسي، "فسخ عقد" لاعب آخر في صفوف العملاق الإسباني.

اللاعب المقصود هُنا هو عثمان ديمبيلي؛ الذي تعاقد معه باريس سان جيرمان صيف 2023، مقابل الشرط الجزائي في عقده مع برشلونة "50 مليون يورو".

واضطر برشلونة لوضع شرط جزائي قليل في عقد ديمبيلي، عند مفاوضات التجديد معه؛ وذلك استجابة لضغط وكيل أعماله، وقتها.

وبالطبع.. بعدها بفترة قليلة، كان من السهل على النادي الباريسي أن يفسخ عقد ديمبيلي مع برشلونة؛ وذلك لتعويض رحيل الثنائي ليونيل ميسي ونيمار دا سيلفا جونيور، في صيف 2023.

وتشاء الأقدار أن ينافس ديمبيلي، نجوم فريق برشلونة الأول لكرة القدم، على جائزة "الكرة الذهبية"؛ وذلك بعد رحيله بعامين فقط.

مع ختام تقريرنا؛ لابد أن نلفت الانتباه إلى الصراع الرياضي داخل المستطيل الأخضر، بين ناديي برشلونة وريال مدريد.

مباريات الفريقان تشهد الكثير من الإثارة؛ فلا يُمكن أن ينسى أحد المواجهة التاريخية التي جمعت بينهما، في موسم 2016-2017.

وخسر برشلونة (0-4) في العاصمة الباريسية، خلال ذهاب دور الـ16 من مسابقة دوري أبطال أوروبا؛ قبل أن يرد إيابًا في كتالونيا بالفوز (6-1)، في واحدة من أكبر الريمونتادات بتاريخ كرة القدم.

وهذه المباراة تُعد من أسباب الخلاف بين الناديين أيضًا؛ حيث اتهم النادي الباريسي نظيره الإسباني، بتحقيق الريمونتادا والتأهل إلى ربع النهائي بمساعدة تحكيمية.

ومؤخرًا.. بدأ باريس سان جيرمان يتفوق كرويًا على برشلونة؛ وذلك عقب الهزة الرياضية والاقتصادية التي تعرض لها العملاق الإسباني، بعد تفشي فيروس "كورونا".

تاريخ مواجهات برشلونة وباريس سان جيرمان:

* مباريات: 15.

* فوز برشلونة: 6.

* فوز باريس سان جيرمان: 5.

* تعادل: 4.