dembele Getty Images

الكرة الذهبية | احذر من أصدقائك ألف مرة يا ديمبيلي .. سيناريو فينيسيوس القاسي ليس ببعيد والأمل في ثغرات مبابي وصلاح ولامين يامال!

فرض النجم الفرنسي عثمان ديمبيلي، لاعب باريس سان جيرمان، نفسه بقوة على ساحة المنافسة على الكرة الذهبية لموسم 2024-2025، بعد ثلاثية محلية حققها مع الفريق الباريسي وكسر عناد دوري أبطال أوروبا، ليضع اسمه في مقدمة المتصارعين على الذهب في حفل "فرانس فوتبول" المرتقب.

ووسط هذا الزخم من الإنجازات، بدا ديمبيلي وكأنه يعيش ذروة مستواه الفني، ما جعله في قلب النقاشات حول الكرة الذهبية، إن كان سيظفر بالجائزة أو لا، فهذا أمر تحكمه تفاصيل دقيقة في التصويت، لكن لا شك أنه فرض نفسه بقوة في المشهد العالمي هذا الموسم.

إلا أن أكثر ما يخشاه ديمبيلي لن يكون منافسيه على الإطلاق بل 3 لاعبين يعيش معهم اليوم بيومه ورفع معهم الكؤوس في هذا الموسم الذهبي، وهم المغربي أشرف حكيمي، الفرنسي الشاب ديزيري دوي، والبرتغالي فيتينيا.

هذا الثلاثي ساهم مع ديمبيلي بشكل مؤثر في كل إنجازات باريس سان جيرمان هذا الموسم، بل ومنهم من قام بإنجازات خارج إطار الفريق الفرنسي، مثل فيتينيا الذي فاز مع منتخب بلاده بدوري الأمم الأوروبية.

وهنا يكمن الخطورة على حلم ديمبيلي في حصد الكرة الذهبية، لأن سيناريو تفتيت الأصوات بين الفئة الغالبة التي ترى أحقية أن تذهب الجائزة للاعب من الفريق الباريسي، بعد هذا الموسم الاستثنائي، قد يحدث وبقوة مع تعدد الآراء بأفضلية أي من الأسماء المذكورة والتي يستحق بالفعل كل منها أن يستحوذ على كم كبير من الأصوات بسبب ما قدمه.

  • dembele(C)Getty Images

    ماذا قدم عثمان ديمبيلي في موسم 2024-2025؟

    عثمان ديمبيلي قدّم موسمًا مذهلًا في 2024-2025 جعله ضمن أبرز المرشحين للكرة الذهبية، بعدما تحوّل من لاعب يعاني من الإصابات المتكررة إلى نجم حاسم ومؤثر في باريس سان جيرمان.

    هذا التحول جاء في أعقاب رحيل كيليان مبابي، حيث تحرر ديمبيلي نفسيًا وذهنيًا، وتحول من جناح تقليدي إلى مهاجم صريح تحت قيادة المدرب لويس إنريكي، وهو ما انعكس إيجابيًا على أرقامه وأدائه الفني.

    في هذا الموسم، قاد ديمبيلي فريقه لتحقيق إنجاز تاريخي بالتتويج بدوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخ النادي، بعد فوز ساحق على إنتر الإيطالي بخمسة أهداف دون رد في المباراة النهائية، وكان له في اللقاء تمريرتين حاسمتين.

    ولم يكتف الفرنسي بذلك، بل ساهم بشكل مباشر في فوز باريس سان جيرمان بالثلاثية المحلية (الدوري الفرنسي، كأس فرنسا، وكأس السوبر الفرنسي)، ولديه فرصة لإضافة إلى حصيلته كأسين إضافيتين حال تتويج باريس بالسوبر الأوروبي وكأس العالم لأبطال القارات "إنتركونتيننتال".

  • إعلان
  • ديمبيلي يفرض نفسه بالأرقام الفردية أيضًا

    ديمبيلي وصل مع باريس إلى نهائي كأس العالم للأندية أمام تشيلسي، ورغم أن المباراة النهائية لم تكن على مستوى طموحاته وخسر الفريق بثلاثية قاسية، وهذا لا يقلل من موسمه المميز على المستوى الجماعي، لكنه أيضًا قد يؤثر على بعض المصوتين الذين يتذكرون دائمًا الصورة الأخيرة في الموسم والتي لم تكن سعيدة بالنسبة للنجم الفرنسي.

    أما على المستوى الفردي، فتألق ديمبيلي بتسجيله عددًا كبيرًا من الأهداف، بلغ 35 هدفًا خلال 53 مباراة في مختلف البطولات، إضافة إلى تقديم 16 تمريرة حاسمة، ما يؤكد تأثيره الفعلي على النتائج وليس فقط الأداء الفني، وقد نال جائزة أفضل لاعب في الدوري الفرنسي وأفضل لاعب في دوري الأبطال، كما تُوج بلقب هدّاف الدوري بالتساوي مع ماسون جرينوود.

    اللافت في مسيرة ديمبيلي هذا الموسم هو قدرته على الحسم في المباريات الكبرى، حيث سجل أهدافًا مؤثرة في شباك أندية مثل مانشستر سيتي، ليفربول، وآرسنال في دوري الأبطال وأمام ريال مدريد وبايرن ميونخ في كأس العالم للأندية، مما عزز من صورته كلاعب قادر على صنع الفارق في اللحظات الحاسمة وله دور مهم في إنجازات فريقه الجماعية.

  • Rodri Vinicius Junior Pallone d'Oro 2024 GFX desktopGOAL

    سيناريو فينيسيوس القاسي في 2024

    تفتيت الأصوات كان له تأثير كبير على خسارة فينيسيوس جونيور للكرة الذهبية لصالح رودري في نسخة 2024، فرغم الأداء المميز الذي قدمه فينيسيوس، إلا أن وجود عدد من زملائه في ريال مدريد ضمن قائمة المرشحين ساهم في تشتيت الأصوات الموجهة للفريق الملكي.

    وجود أكثر من نجم من ريال مدريد في قائمة المرشحين أدى إلى انقسام الأصوات بين اللاعبين، مما أضعف فرص فينيسيوس في الفوز، حيث كشفت النتائج النهائية عن أن رودري حصل على 1170 نقطة من أصل 1485، بينما حصل فينيسيوس على 1129 نقطة، أي بفارق 41 نقطة فقط عن لاعب الوسط الإسباني.

    ولك أن تتخيل أن جود بيلينجهام نال المركز الأول في تصويت 5 صحفيين، وداني كارباخال في تصويت 4، وتوني كروس في تصويت اثنين منهم، وهذه الأصوات لو ذهبت كلها إلى فينيسيوس، لكان من الممكن أن يتفوق على رودري بسهولة.

    حتى مجلة "فرانس فوتبول" نفسها أكدت أن وجود بيلينجهام وكارباخال في المراكز الخمسة الأولى أثر سلبًا على حظوظ فينيسيوس، وهو ما استفاد منه رودري بشكل مباشر، ليحسم الجائزة التي أثارت جدلًا كبيرًا دفعت ريال مدريد إلى مقاطعة الحفل وإلقاء الاتهامات اللاذعة للمسؤولين عن هذه الجائزة العريقة.

  • Kylian Mbappe Ousmane Dembele Lamine Yamal Ballon d'Or 2025Getty Images

    معركة "النواقص" تطمئن ديمبيلي قليلًا!

    ما طرحناه في السطور الماضية يحتكم إلى المنطق ودرس من الماضي حدث بالفعل وقد يتكرر مع ديمبيلي هذا العام، لكن حتى تكتمل الصورة يجب أن نطرح سؤالًا آخر، إذا تسبب التصويت في تفتيت الأصوات بين لاعبي باريس سان جيرمان، فمن سيكون المستفيد الأكبر مثل رودري في الموسم الماضي؟

    الإجابة تختلف كثيرًا عما حدث في الموسم الماضي، لأن رودري كان مدفوعًا بعوامل قوية تجعله المرشح البارز من حيث أرقامه الفردية ودوره المؤثر مع مانشستر سيتي في الفوز بالبريميرليج ومع منتخب إسبانيا في بطولة الأمم الأوروبية، لكن هذا العام يوجد أكثر من متنافس وجميعهم اتفقوا على تحقيق إنجازات مختلفة، لكن كل منهم أيضًا لديه قطعة ناقصة.

    لدينا فرنسي آخر وهو كيليان مبابي، صاحب الحذاء الذهبي في أوروبا وسجل أكبر عدد من الأهداف لريال مدريد، لكنه على المستوى الجماعي لم يساهم في فوز فريقه بأي بطولة كبرى، كما أن عدد مساهماته التهديفية (أهداف + صناعة) لا يتجاوز ما قدمه هاري كين على سبيل المثال لبايرن ميونخ، حيث ساهم الفرنسي في 49 هدفًا، بتسجيله 44 وصناعة 5 تمريرات حاسمة فقط وذلك في 59 مباراة.

    أما هاري كين فقد ساهم في 55 هدفًا (سجل 41 وصنع 14) وفي عدد مباريات أقل (51 مباراة)، بل إنه ساهم أيضًا في فوز بايرن ميونخ بالدوري الألماني وهو ما فشل فيه كيليان مع ريال مدريد.

    وكذلك الحال المصري محمد صلاح، الذي صال وجال في موسم استثنائي داخل إنجلترا وله 57 مساهمة تهديفية بواقع (34 هدفًا و23 تمريرة حاسمة) وكان عنصرًا أساسيًا في تتويج ليفربول بالدوري الإنجليزي الممتاز، لكن ليس لديه أي إنجاز آخر سواء محلي أو قاري آخر.

    أما ثنائي برشلونة المطروح بقوة للمنافسة على الكرة الذهبية، لامين يامال ورافينيا، فكل منهما لديه أرقام فردية جيدة وكذلك ساهم بشكل كبير في احتكار البارسا للبطولات المحلية الثلاث في إسبانيا، لكنهما أيضًا قد يتسببا في تفتت الأصوات المنحازة للفريق الكتالوني ويأكل كل منهما من نصيب الآخر.

    وأخيرًا هناك أسماء دخلت الحسابات وستخطف الكثير من الأصوات رغم أنها لا يتوقع لها الفوز بالجائزة مثل كول بالمر نجم تشيلسي، الذي خطف الأضواء في نهاية الموسم بدوره المهم في فوز البلوز بكأس المؤتمر الأوروبي وكأس العالم للأندية.

  • بيت القصيد

    ربما تكون المنافسة على الكرة الذهبية 2025 هي الأصعب في آخر 17 عامًا، لأن الأصوات ستوزع يمينًا ويسارًا بين القناعات المختلفة والأهواء الشخصية أيضًا وبعض دوافع الانتماء، لذلك يصعب التكهن بالفائز النهائي، لكن ما قدمناه كان قراءة واقعية وفقًا لخريطة اللاعبين المتنافسين في الموسم الماضي.

    فلو أخذ المصوتين لصالح جماعية باريس سان جيرمان حذرهم من هذا السيناريو، سيوجوهون أصواتهم إلى عثمان ديمبيلي حتى لو كانوا مقتنعين بأفضلية لاعبين أخرين مثل دوي وأشرف حكيمي وفيتينيا، ويحسمها النجم الفرنسي بفارق مريح عن منافسيه.

    أما إذا حدث سيناريو التفتيت فقد ينقلب ذلك على رأس ديمبيلي، لكنه أيضًا لن يخدم مصالح لاعب واحد بعينه في ظل ما ذكرناه سلفًا من الآراء المتعددة في التصويت، وعلى الأرجح سنرى في المركز الثلاثة الأولى فوارق لا تتجاوز الـ10 و15 نقطة وربما أقل، لكن الأكيد أننا سنشهد على صراع شرس حتى إعلان اسم الفائز وجدلًا لا ينتهي بعد هذه اللحظة!