جوهرة الوسط، حامي العرين وأبرز الضحايا السعوديين لثورة الانتقالات في دوري روشن

سلمان الفرج قد يُوصف بأنه الخاسر الأكبر في دوري روشن السعودي مما حدث بدءًا من صيف 2023 وحتى الآن، فاللاعب تحول من نجم وقائد للهلال إلى لاعب في دوري الدرجة الأولى مع فريق يتم بناءه من جديد.

الفرج خاض تجربة إيجابية مع نيوم، لكن الفارق هائل بين نيوم والهلال، سواء في الشعبية أو المكانة أو التاريخ أو الأهداف والطموحات.

خسارة الفرج لم تتوقف عند الحدود الرياضية، بل أصبح اللاعب منبوذًا من عديد الجماهير بعد تصريحاته ضد الهلال وطريقة رحيله.

العقيدي من الخاسرين الكبار من تلك الثورة في الدوري السعودي، إذ كان يُعتقد أنه مستقبل حراسة المرمى في النصر والمنتخب السعودي.

اللاعب حقق الشق الثاني ربما بوصوله للتشكيل الأساسي للأخضر، لكنه لم يُحقق هدفه مع النصر بعد التعاقد مع بينتو، بل غادر إلى الفتح ورغم تألقه إلا أن لا مكان له مع كبار الدوري السعودي بسبب تفضيل حارس المرمى الأجنبي.

قد تستشعر قيمة كنو الفنية عند العودة إلى قضية توقيعه للنصر والهلال معًا بعد نهاية عقده مع الثاني وقبل أن يُجدده في ليلة السوبر الفارقة، الهلال ضحى بالإيقاف لفترتي انتقال من أجل الحفاظ على اللاعب والنتيجة كانت خسارته ضم كريستيانو رونالدو.

كنو فقد مكانه تمامًا في التشكيل الأساسي للهلال بعدما كان جزءًا لا يتجزأ منه، أصبح الآن مجرد لاعب بديل يُشارك في بعض الدقائق أو في بعض المباريات لأجل إراحة الأجانب.

الجميع كان يتحدث عن موهبة الغنام وإمكانياته الكبيرة، ويتنبأ له بمستقبل باهر مع النصر.

هذا الأمر لم يحدث أبدًا، لأن اللاعب، كغيره من اللاعبين الشباب، لم يجد أي فرصة للتواجد على أرض الملعب والحصول على الوقت المناسب للنضج والتطور والتحسن، والنتيجة كانت رحيله للاتفاق ومن ثم للهلال في رحلة إعارة لم تٌحقق الكثير كذلك.

الهلال جعل متعب الحربي أغلى لاعب سعودي في الدوري خلال صيف 2024، حين دفع ما يزيد عن الـ100 مليون ريال سعودي لضمه من الشباب بعد سباق شرس مع النصر.

اللاعب كان يُتوقع له اللعب أساسيًا في ظل مستوى رينان لودي المحبط وتراجع ياسر الشهراني، لكن هذا لم يحدث أبدًا بعدما انتفض اللاعب البرازيلي وقدم مستوى مميزًا خلال الموسم الماضي، ليبقى الحربي جليس دكة البدلاء ويبتعد كثيرًا عن الصورة.

العويس انضم للهلال في يناير 2022 محملًا بآمال أن يُصبح الحارس الأساسي بعد اعتزال عبد الله المعيوف الذي كان يبدو قريبًا ببلوغ اللاعب عامه الـ35.

جلس اللاعب على دكة البدلاء بديلًا للمعيوف بقية الموسم الأول وكذلك الموسم الثاني منتظرًا حدوث الأمر المنطقي بنهاية رحلة الحارس المخضرم برحيله أو اعتزاله وتسلمه للراية من بعده، لكن ما حدث كان صاعقة وكابوس للاعب!

خرجت الأمور عن المنطق في صيف 2023 بانطلاق حملة السعودية لجلب نجوم العالم لدوري روشن، وقد نجح الهلال في ضم ياسين بونو وهو ما جعل العويس بعيدًا تمامًا عن تحقيق حلمه والبقاء جليس الدكة حتى انتهى به الأمر خارج النادي متجهًا للعلا هذا الصيف.

لاعب آخر من الجواهر السعودية التي تستحق الفرصة الكاملة للتعبير عن نفسها، لكن تلك الفرصة من الصعب جدًا أن تأتي في ظل وجود هذا الكم من الأجانب المميزين.

أيمن يحيى لاعب ممتاز يمتلك جودة هائلة وقدرة على شغل عديد المراكز في الوسط والهجوم، وقد كانت التوقعات حوله إيجابية جدًا، لكن ثورة الانتقالات حرمته من فرصة التواجد على أرض الملعب بالعدد المطلوب من المباريات للتطور والتحسن مع النصر، وذلك بالطبع بعد ضم أمثال رونالدو وساديو ماني وأوتافيو وغيرهم.

يحيى على الأرجح سيُواصل الجلوس على مقاعد البدلاء الموسم القادم ويحصل على بعض الدقائق للعب، حتى لو انتقل لفريق آخر فالوضع لن يتحسن كثيرًا نتيجة سيطرة الأجانب على الجزء الأمامي من الملعب في دوري روشن.

لا أحد يستطيع إنكار موهبة وجودة الجوير الهائلة، لاعب يمتلك كل ما يلزم ليكون أساسيًا في الهلال وجميع الأندية السعودية الكبيرة، لكن بوجود أمثال نجولو كانتي ومارسيلو بروزوفيتش وروبن نيفيش وحسام عوار وسيرجي ميلينكوفيتش سافيتش وغيرهم من النجوم أصحاب الجودة والخبرة يُصبح الأمر صعبًا جدًا.

الحقيقة الوحيدة المؤكدة أن الجوير كان سيكون أحد أهم عناصر الهلال حاليًا لولا ثورة الانتقالات في دوري روشن، والتي عصفت بأحلامه وجعلته يخرج بالإعارة إلى الشباب، ورغم تألقه هناك وعودته للهلال هذا الصيف إلا أن استمراره غير مضمون أبدًا بل وإن بقي سيظل جليس دكة البدلاء!

لفت عبد الله رديف أنظار الجميع في السعودية بأدائه وأهدافه مع منتخب تحت 20 عامًا في بطولة كأس العرب للشباب عامي 2021 و2022، حيث قاد الأخضر الشاب للقب في النسختين.

توقع الجميع مستقبلًا مبهرًا للمهاجم الشاب صاحب الإمكانيات الكبيرة، وقد حافظ الهلال عليه بتوقيع عقد احترافي معه ثم تجديده، لكن اللاعب لم يلعب سوى 53 دقيقة مع الهلال، وقد خرج معارًا للشباب والاتفاق وهناك أيضًا لم يحصل على الكثير من الفرص رغم أن الوضع كان أفضل مما عليه في الهلال بالطبع.

رديف مازال صغيرًا، 22 عامًا، وأمامه المستقبل، لكن مع الوضع الحاضر والتوقعات للمستقبل سيكون من شبه المستحيل أن يتواجد أساسيًا في أي من أندية دوري روشن، نتيجة الاعتماد الكامل تقريبًا على الأجانب في خط الهجوم.