بعد جدل عودة الحكام إلى "الفار" في إسبانيا .. فلتطبقوا قوانين "دوري السيدات" على رجال ريال مدريد وبرشلونة ليرتاح الجميع!

هُناك العديد من اللقطات التحكيمية الجدلية، التي رفض حكام الساحة بمسابقة الدوري الإسباني، خلال الموسم الرياضي الحالي 2025-2026؛ العودة لمشاهدتها عبر شاشة تقنية الفيديو "فار"، بأنفسهم.

ونحن هُنا سنركز على لقطتين فقط كمثال، على رفض الحكام مشاهدة اللقطات بأنفسهم عبر شاشة "فار"، رغم الجدل الكبير فيها؛ على النحو التالي:

* مباراة ريال سوسييداد وريال مدريد

شهدت هذه المباراة، التي جاءت ضمن منافسات الجولة الرابعة من مسابقة الدوري الإسباني، طرد النجم الشاب دين هاوسن، قلب دفاع فريق ريال مدريد الأول لكرة القدم، في الدقيقة 32.

حكم المباراة طرد هاوسن، بحجة أنه قام بـ"ارتكاب خطأ" ضد لاعب ريال سوسييداد؛ وهو في طريقه للانفراد بمرمى تيبو كورتوا، حارس نادي ريال مدريد.

وانفجر تشابي ألونسو، المدير الفني لنادي ريال مدريد، ضد حكم المباراة؛ حيث طالبه بالعودة لمشاهدة اللقطة بنفسه، للتأكُد بأن هاوسن لم يكن آخر مدافع عندما "ارتكب خطأً" ضد لاعب سوسييداد.

إلا أن الحكم أصر على قراره بطرد هاوسن، دون العودة لمشاهدة اللقطة بنفسه عبر الشاشة؛ كما لم يقم مساعديه في غرفة "فار"، بتنبيهه بضرورة مراجعة اللعبة.

* مباراة إشبيلية وبرشلونة

أما اللقطة الثانية؛ فجاءت في مباراة إشبيلية وبرشلونة، ضمن منافسات الجولة الثامنة من مسابقة الدوري الإسباني 2025-2026.

وسجل إشبيلية هدفًا ثانيًا في شباك برشلونة، في الدقيقة 37 من عمر الشوط الأول، عن طريق لاعبه إيساك روميرو؛ في لقطة أثارت الكثير من الجدل.

وبدأت لعبة الهدف بـ"افتكاك" لاعب إشبيلية للكرة، من ظهير نادي برشلونة جول كوندي؛ قبل أن تصل إلى روميرو، الذي أسكنها شباك الحارس البولندي المخضرم فويتشيك شتشيسني.

وأظهرت الإعادات وجود خطأ من لاعب إشبيلية ضد كوندي، عند افتكاك الكرة منه؛ إلا أن الحكم رفض العودة لمشاهدة اللعبة بنفسه عبر شاشة تقنية الفيديو "فار"، رغم اعتراض نجوم برشلونة بشدة.

واستكمالًا للنقطة السابقة.. دعونا نؤكد بأنه من المستحيل أن يعود الحكام لمشاهدة كل لقطة، عبر شاشة تقنية الفيديو "فار"؛ لكن الواقع أثبت لنا، أن الأندية أحيانًا تكون محقة في غضبها أيضًا.

وبعض اللقطات الجدلية تحتاج بالفعل، إلى عودة حكام الساحة لمشاهدتها بأنفسهم عبر شاشة "فار"؛ وذلك من أجل اتخاذ القرار السليم، والبُعد عن تعريض الأندية للظلم.

وغير ذلك.. يكون من حق الأندية وجماهيرها المختلفة في كل مكان، أن يتساءلون: "لماذا لم يعد الحكم إلى شاشة تقنية الفيديو في لقطةٍ جدليةٍ ما؟!".

أي أن الغضب الأكبر قد لا يكون بسبب احتساب قرار لمصلحة أو ضد نادٍ ما؛ وإنما لرفض الحكم العودة لمشاهدة بعض اللقطات الجدلية بنفسه، عبر شاشة "فار".

وهُنا.. يكون مبرر الحكام أحيانًا، بأنه شاهد اللعبة بنفسه على أرض الواقع واحتسب القرار؛ ولم يحصل على أي تنبيه من مساعديه في غرفة "فار"، بخلاف ذلك.

لذلك يتبادر إلى ذهننا فكرةٍ ما؛ وهي: "تطبيق بعض قوانين الدوري الإسباني للسيدات في مسابقات الرجال".

ومن حيث توقفنا في السطور الماضية، سنبدأ حديثنا الآن؛ بخصوص بعض القوانين التحكيمية، المُطبقة في الدوري الإسباني للسيدات.

وكما ذكرنا سابقًا.. أدخل الاتحاد الإسباني لكرة القدم تقنية الفيديو "فار"، في مسابقة دوري السيدات - لأول مرة -، مع بداية الموسم الرياضي الحالي 2025-2026.

لكن.. "فار" في دوري السيدات الإسباني، ليس مثل مسابقات الرجال؛ حيث يتم استخدامه بطريقتين فقط، هما:

* أولًا: إلزام الحكام بالعودة بأنفسهم لمشاهدة كل هدف يتم تسجيله أثناء المباراة؛ للتأكُد من صحته.

* ثانيًا: إعطاء كل نادٍ حق تحدي قرار الحكام "مرتين" في المباراة الواحدة؛ وإلزامهم بالعودة لمشاهدة اللقطة عبر شاشة "فار".

بمعنى.. في دوري السيدات الإسباني لا يوجد نداء من غرفة تقنية الفيديو "فار"؛ وإنما الحكام يعودون لمشاهدة اللقطات في حالتين، وهما مراجعة الأهداف أو تحدي المدربين.

لذلك.. أي مدرب يشك في قرار ما، كضربة جزاء غير محتسبة مثلًا لفريقه أو العكس وحالة طرد وغيرها؛ من حقه أن يستخدم "التحدي"، لجعل الحكم يعود إلى شاشة "فار" ومراجعة اللقطة بنفسه.

وبالطبع.. تطبيق قوانين الدوري الإسباني للسيدات في مسابقات الرجال، أمرًا صعبًا جدًا؛ خاصة أن هُناك طاقم مساعد في غرفة تقنية فيديو "فار"، هو المسؤول عن تنبيه حكم الساحة بالعودة للشاشة لمراجعة أي لقطة جدلية.

ورغم ذلك.. دعونا نقول أليس من الأفضل في ظل تشكيك الأندية - خاصة ريال مدريد وبرشلونة -، في طريقة عمل تقنية الفيديو "فار" في مسابقات الرجال بإسبانيا؛ أن يتم إضافة قانون "التحدي".

أي أنه يكون من حق كل مدرب أن يُطالب الحكم بالعودة مرة أو اثنتين على الأكثر، لمراجعة لقطةٍ جدليةٍ ما بنفسه؛ حال لم ينبهه أحد من مساعديه في غرفة "فار".

وقتها فقط.. قد تستريح الأندية الإسبانية، وتقلل من شكوتها بشأن استخدام "فار"؛ وكذلك يبعد الاتحاد المحلي نفسه عن أي اتهامات بالفساد والتلاعب، وتحديدًا من مسؤولي الريال وبرشلونة وجماهيرهما.

وحقيقة أن هذا الأمر قد لا يقضي على الجدل التحكيمي نهائيًا؛ لأن الحكم من الممكن أن يعود لمشاهدة لقطة ما على شاشة "فار"، ويتخذ نفس القرار ولا يغيره.

كما أنه هُناك نقطة أخرى أيضًا؛ وهي أنه من الممكن عرض اللقطة على حكم الساحة بـ"زوايا غير واضحة"، تجعله لا يتخذ القرار الصحيح.

إلا أنه على الأقل وكما ذكرنا، سيقل الحديث أصلًا عن جدل تعمد الحكام، عدم العودة إلى شاشة "فار".