الفائزون والخاسرون من عودة زيدان لريال مدريد

مازال الغموض يُحيط بمستقبل خاميس رودريجز لاعب ريال مدريد المعار لبايرن ميونيخ، فاللاعب كان يأمل في العودة لإسبانيا والحصول على فرصة جديدة بعد رحيل زيدان وخاصة مع الحديث المتداول في بافاري بإمكانية عدم تفعيل بند حق شرائه نهائيًا.

الأمر اختلف الآن، لأن عودة زيدان تُغلق كل أبواب الريال أمام النجم الكولومبي والذي أصبح لزامًا عليه أن يجد فريقًا ثالثًا يلعب به حال رفض بايرن ميونيخ استمراره بين صفوفه للموسم القادم.

منح سولاري الفرصة للعديد من اللاعبين الشباب للعب في التشكيل الأساسي على حساب عدد من النجوم، مثل فينيسيوس جونيور وريجيلون ويورينتي وفالفيردي، وبعضهم أثبت قدراته بالفعل، لكن الأمر قد يختلف الآن مع زيدان الراغب في إعداد فريق جاهز فورًا للمنافسة على الألقاب مما قد يجعله يُفضل خيار ضم النجوم أصحاب الخبرة والجودة وحرمان تلك المواهب الشابة من الفرصة.

ما تبقى من الموسم الحالي ربما يكون الفرصة الأخيرة لتلك المجموعة لإثبات جدارتها بالبقاء ضمن صفوف ريال مدريد، لكن بعضهم قد يتأثر بتلك الضغوطات ويتراجع ويجد نفسه فجأة حبيس مقاعد البدلاء وربما خارج النادي تمامًا الصيف القادم.

النادي الإنجليزي خسر مرتين حين أعلن عن عودة زيدان إلى سانتياجو بيرنابيو، الأولى بخروج المدرب من دائرة الترشيحات لخلافة ساري حال إقالته وقد كان خيارًا ممتازًا بالفعل، والثانية باقتراب خسارته لنجمه الأبرز إيدين هازارد.

الجميع كان يؤكد أن التحاق زيدان بالنادي الإنجليزي هو الطريقة الأفضل لضمان بقاء هازارد وتجديد عقده الذي سينتهي صيف 2020 للعلاقة الرائعة التي تربط الطرفين ولأن اللاعب يحلم بالعمل تحت قيادة بطل العالم عام 1998، البلجيكي لديه حلم آخر هو اللعب في ريال مدريد ... بالتالي سيعمل جديًا الآن على تحقيق حلمه بالعمل تحت قيادة زيدان في ريال مدريد، وهنا لن يخسر إلى البلوز.

زيدان طلب عدة شروط لمواصلة عمله مع ريال مدريد الصيف الماضي، لكن بيريز رفض الأمر وهنا كان الانفصال. عاد زيدان الآن وبالتأكيد خضع بيريز لشروطه السابقة، والتي من بينها السيطرة التامة على اللاعبين وسوق الانتقالات.

الرئيس لم يعتد أبدًا ألا تكون خيوط اللعبة بيده، اعتاد أن يكون المتحكم بكل شيء وأن يسير المدرب على رأيه ويُنفذ قراراته، وهذا كان ما يحدث مع زيدان 2017، لكنه لن يكون أبدًا مع زيدان 2019.

اللاعب الويلزي قال صراحة أنه كان يُفكر بالرحيل نهاية الموسم الماضي لأنه لم يُشارك كثيرًا، لكن رحيل المدرب زيدان جعله يعدل عن قراره ويُواصل رحلته مع الريال، وقد توقع العديد أن يسطع نجمه بعد رحيل رونالدو لكنه خذل الجميع ولم يُقدم المستوى المطلوب.

زيدان أيضًا كان أحد شروط استمراره مدربًا للريال التخلي عن بيل، لكن بيريز عارض هذا الأمر ... الآن عاد المدرب وعلى الأرجح لم يُغير رأيه في جناح توتنهام السابق، لذا لم يعد السؤال حول استمرار بيل، بل أين سيلعب الموسم القادم؟

جماهير الريال أصبحت قادرة أخيرًا على عدم القلق على مستقبل فريقها، إذ تحمل عودة زيدان الكثير من الطمأنينة لهم بأن الفريق لن يدخل موسمًا آخرًا من التخبط مع المدربين الجدد القابلين للنجاح والفشل، وكذلك يحمل ضمانًا بأن غرفة الملابس ستعود هادئة ومتحدة وقوية ودون مشاكل كبيرة تترك بصمتها السلبية على الأداء.

زيدان لديه علاقة رائعة مع جماهير ريال مدريد والعديد منها دعمه حين قرر الرحيل لعدم استجابة بيريز لطلباته، لذا عودته تُمثل مصدر سعادة كبيرًا لهم، كيف لا وقد قادهم للفوز بدوري أبطال أوروبا 3 مرات متتالية!

المدافع الصلب كان قلقًا جدًا من إمكانية عودة جوزيه مورينيو، وقد دخل في مشادة مع بيريز بعد الخسارة أمام أياكس أمستردام تم الحديث خلالها عن إمكانية رحيله، مما يعني أن عودة السبشال وان كان ستقترن بالتأكيد برحيله عن الفريق.ا

الأمر اختلف الآن، عاد زيدان وسيُعيد كل الأمور لنصابها السليم، والأهم أنه سيستطيع أن يقف حائطًا صلبًا بين بيريز واللاعبين وأن يُوفر لهم الحماية اللازمة من قرارات الرئيس المتهورة أحيانًا.

كان حارس المرمى الأساسي في ريال مدريد، ورغم أدواره المؤثرة في تتويج الفريق بثلاثية الأبطال التاريخية تحت قيادة زيدان، إلا أن النادي قرر ضم تيبو كورتوا بداية الموسم الجاري، وبعدها قرر المدربان منحه المقعد الأساسي دومًا وتجاهل نافاس سوى في بطولة الكأس وحالات الطوارئ.

الآن، ومع المستوى المتذبذب لحارس المرمى القادم من تشيلسي، قد تسنح الفرصة لنافاس للعودة للتشكيل الأساسي من جديد، أو على الأقل سيحصل على فرصة متساوية مع زميله وهو ما لم يُتح له سابقًا.

قصته لا تختلف كثيرًا عن قصة زميله البرازيلي، إيسكو كان أحد النجوم المفضلين لدى زيدان وأحد العناصر المهمة في ريال مدريد، ورغم أن الأمر لم يختلف مع لوبيتيجي بل ربما تحسن كثيرًا، لكنه اختلف تمامًا تحت قيادة سولاري الذي لم يقتنع باللاعب أبدًا وأهمله تمامًا.

يكفي أن نقول أن مارسيلو لم يبدأ أي مباراة أساسية في الليجا منذ أكتوبر، وتحديدًا منذ تعيين سولاري مدربًا للفريق ... بالتأكيد، هذا الوضع لن يستمر!

هو ربما أسعد الناس بهذا القرار، مارسيلو الذي كان أحد نجوم الفريق المتوج بطلًا لأوروبا لـ3 سنوات وأهم عناصره الأساسية، لكنه لم يعد كذلك تحت قيادة سولاري الذي فضل منح الفرصة للاعب أكثر قوة دفاعية على الجانب الأيسر من الدفاع وهو ريجيلون.

البرازيلي كان قريبًا من الرحيل وبدأ البعض يُحدد وجهته بالفعل، لكن عودة زيدان قد تُغير كل شيء!