العين ضد الهلال | عنف الزعماء لا ينطلي على سفيان رحيمي وفعلها جورج جيسوس رغم العتب وأفعال الصغار!

"سيتحول العين لبرشلونة أمام الأزرقني" .. عبارة قالها الإعلامي الرياضي السعودي وليد الفراج في حلقة برنامجه "أكشن مع وليد"، أول أمس السبت.

تلك العبارة خرجت تعليقًا على فشل العين في تحقيق أي انتصار بالجولتين الماضيتين بالبطولة القارية، والاكتفاء بحصد نقطة وحيدة، بخلاف معاناته محليًا كذلك.

لكنه صدق بالفعل؛ الزعيم الإماراتي الليلة قدم مباراة هي الأفضل له في الموسم الجاري، وكان ندًا قويًا للموج الأزرق، لكن السؤال هل يحافظ البنفسجي على هذه الروح في قادم مبارياته لتكون مهد انطلاقته الحقيقية في الموسم لتقديم صورة تليق ببطل النسخة الأخيرة من دوري أبطال آسيا للنخبة؟!، سؤال يحتاج مدربه كريسبو تحديدًا للرد عليه!

يشار إلى أن العين يحتل المركز السادس في جدول ترتيب الدوري الإماراتي برصيد سبع نقاط فقط بعد مرور أربع جولات من الموسم.

أي مكافأة أفضل من افتتاح التهديف في مباراة كتلك؟..

في وقت كان العين مسيطرًا به على الدقائق الأولى من المباراة، وسط اهتزاز معنوي وفني "غريبين" في صفوف الهلال، قرر الظهير البرازيلي المتألق رينان لودي "فض الاشتباك".

في الدقيقة 26 من عمر الشوط الأول، وعبر تسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء، عبرت من يسار الحارس الإماراتي خالد عيسى، افتتح لودي التهديف في المباراة، لتتحول من بعدها دفة الهلال وتتوازن لما عاهدناه منه. (شاهد الهدف)

هذا الهدف هو الثاني للبرازيلي في الموسم الجاري، بخلاف صناعته لثلاثة أهداف في مباريات سابقة، ليواصل القدر مكافأته له على اجتهاده في الموسم الجاري بعد نفض غبار الانتقادات ومطالب الرحيل عنه.

صاحب "هاتريك" نصف نهائي النسخة الماضية من البطولة القارية، يعرفه الهلاليون جيدًا؛ المغربي سفيان رحيمي؛ مهاجم الزعيم الإماراتي.

ويبدو أن دفاع الهلال لا يثق في قدراته حتى لجأ لاستخدام العنف ضده منذ الدقيقة الأولى، حتى كاد في إحداها أن يتعرض لإصابة خطيرة، وتحديدًا في الدقيقة 20 من عمر الشوط الأول، بعد تدخل عنيف من قبل المدافع السنغالي خاليدو كوليبالي، كلفه الحصول على إنذار.

لكن ذلك لم يمنع أسد الأطلس من نثر سحره في ملعب هزاع بن زايد، إذ سجل ثلاثية "هاتريك"، وشكل خطورة واضحة على مرمى الحارس محمد الربيعي اليامي. (شاهد هدف رحيمي الثالث)

بخلاف هاتريك رحيمي، فقد سدد سبع تسديدات، منها خمس على المرمى، بجانب خلقه لفرصتين لزملائه، لم تترجم لأهداف.

وعلى مستوى الثنائيات، تفوق على لاعبي الهلال في 11 مرة من أصل 20 محاولة، ونجح في التحامين هوائيين من أصل خمسة.

وقدم رحيمي كذلك لمحة دفاعية، بنجاحه في تدخلين قام بهما، أمام طوفان الهلال.

في وقت من المفترض أن يُسخر به الثنائي علي البليهي والسنغالي خاليدو كوليبالي؛ قلبي دفاع الهلال، خبراته الكبيرة في مثل تلك المباريات لخدمة الفريق، يثبت في أكثر من مرة أنه ينقصه الكثير، بل ويحرج مدربه جورج جيسوس الذي لم يفلح في تطوير منظومته الدفاعية التي تنكشف أمام الكبار ولولا تألق المهاجمين والحارس المغربي ياسين بونو، لتحولت مسيرة المدرب البرتغالي مع الزعيم من النجاح إلى الفشل الذريع..

على المستوى الفني، الثنائي لم يكن بالصورة المطلوبة نهائيًا، سواء كولي الذي كان يلجأ للتقدم في أكثر من فرصة، ما يتسبب في كشف خط ظهر الهلال وتوريط البليهي والظهيرين، وحتى في تمركزه عند الثبوت في منطقته "الاهتزاز سيد الموقف"، وبالمناسبة النقطة الأولى تحديدًا هي أحد عيوب السنغالي بشكل عام في مختلف المباريات.

الحال نفسه بالنسبة للبليهي مع فارق أنه لا يغامر بالتقدم، لكن الأدهى أنه كلف نفسه "كارت أحمر مباشرة" بخطأ ساذج للغاية، لا يقع به مدافع دولي حصد كم البطولات التي حصدها علي..

في الدقيقة 82 من عمر المباراة، فشل البليهي في السيطرة على عرضية عيناوية على حدود منطقة الجزاء، فقرر تدارك الخطأ بخطأ أكبر، إذ لمس الكرة بذراعه في محاولة لإبطاء سرعتها وتقليل خطورتها.

لكنه لم يفلت من تقنية الفيديو بعدما منحه الحكم في البداية كارت أصفر فقط، ليقرر بعدها إلغاءه وإشهار الكارت الأحمر المباشر في وجهه.

هذا الطرد هو الثامن في تاريخ البليهي مع الهلال، والكارت الأحمر المباشر رقم ثلاثة في مسيرته.

الحديث عن مستوى دفاع الهلال المتواضع أمام العين، ينقلنا للحديث عما كشفه فهد المفرج؛ المدير التنفيذي لكرة القدم بالهلال، عبر الفيلم الوثائقي لثلاثية الموسم الماضي..

"أريد حارسًا يجلب لي النقاط .. أريد حارسًا، إذا كان فريقي ليس في وضعه، ومدافعيني كذلك، هو يحميهم" .. جملة قالها جيسوس للمفرج في صيف 2023 قبل التعاقد مع المغربي ياسين بونو، في وقت كان يملك به عبدالله المعيوف ومحمد العويس.

وبالفعل جلب له الهلال حارس يجلب له النقاط بالتعاقد مع المغربي ياسين بونو، الذي أنقذ الزعيم في الكثير من المباريات من الأخطاء الدفاعية.

لكن رغم مجهود جيسوس الكبير الواضح على مستوى الهلال إلا أنه ربما اكتفى بوجود بونو وترك مهمة تطوير الدفاع لـ"الزمن".

علامات استفهام كثيرة وكثيرة على دفاع الهلال تتفجر مع كل مباراة كبيرة، وحتى الآن لا إجابات على أي منها..

والليلة كاد أن يتورط، ليس فقط بسبب أداء البليهي وكوليبالي، إنما كذلك بالأداء "المهزوز" للحارس محمد الربيعي اليامي، الذي ظهر فاقدًا للثقة طوال المباراة، قبل أن يتوحش في الدقائق الأخيرة وينجح في العبور بالزعيم لبر الأمان، وإن كان عذره موجودًا في ظل جلوسه على مقاعد البدلاء طوال الوقت لصالح بونو.

"سبحان مغير الأحوال" .. "العبرة تتجسد في تحول النعمة إلى نقمة"، قل ما شئت في نفس الإطار، فعبارات وعبارات يمكنها أن تعبر عن حال نجم العين الإماراتي خالد عيسى في لقاء الليلة الذي كان نجم لقائي نصف نهائي النسخة الماضية..

قبل المباراة كان الخوف من محمد الربيعي اليامي؛ حارس الهلال، في ظل جلوسه احتياطيًا منذ بداية الموسم للمغربي ياسين بونو؛ الغائب عن لقاء اليوم للإصابة، لكن خالد عيسى خطف الأنظار كلها وحال دون التركيز على أخطاء صاحب الـ27 عامًا، فإن كان كم الأخطاء التي رأيناها تخرج من حارس دولي كبير .. ماذا ننتظر من "حارس بديل"؟!

صاحب الـ35 عامًا أمام الهلال رفع شعار "لا للوقوف بين القائمين والعارضة"، في أغلب الكرات يقرر عيسى الخروج والتقدم لمواجهة لاعبي الخصم، والغريب في كل مرة لا يجيد الحصول على الكرة أو حتى تشتيتها؛ بل يسدد لاعب الهلال ولحظ الحارس الإماراتي ضلت الكثير من الكرات الطريق لمرماه.

لقطة هدف سالم الدوسري في الدقيقة 6+45 وحدها تكفي لتخبرك عما قدمه خالد عيسى الليلة، إذ قرر التقدم نحو يسار منطقة الجزاء لمواجهة هجمة مرتدة يقودها التورنيدو، لكنه فشل في تشتيت الكرة، حتى سدد الهلالي من بعيد كرة في المرمى وسط غياب الدفاعات الإماراتية التي لم تكن أفضل حالًا من حارسها.