Ella Toone Manchester United Women 2022-23Getty

العودة للحياة بعد سنوات من التفكك.. كيف وصل فريق سيدات مانشستر يونايتد إلى المجد بنهائي كأس الاتحاد؟

ستزين سيدات مانشستر يونايتد، يوم الأحد المقبل ملعب ويمبلي التاريخي، بإنجاز أول مرة تصلن إليه، وهو نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، وصل إليه فريق الرجال مرات لا تعد، حققوا اللقب، وخسروه، لكن فتيات مانشستر أمام صناعة لتاريخ لفريقهن في حال تحقيق اللقب.

فبعد الانتظار 13 عامًا بفريق بحجم مانشستر يونايتد بدون أي لاعبة، أعادت إدارة الشياطين الحمر تأسيس الفريق فقط في 2018، وكانت الأهداف ثابتة، منذ الوصول للدوري الممتاز، ثم منافسة الثلاثة الكبار، تشيلسي، وآرسنال، ومانشستر سيتي.

الأول هو منافس مانشستر يونايتد يوم الأحد، والذي يسعى لتحقيق انتصاره الثالث على التوالي بلقب كأس الاتحاد، إيما هايز مدربة البلوز هي المرشح الأول للقب، فنهائي الكأس بويمبلي، تجربة خاضتها كثيرًا، على الجانب الآخر فتيات مانشستر، متصدري الدوري الممتاز حاليًا، لأول مرة بعد حصولهم على المركز الرابع، ثلاث مرات متتالية، يعبر عما وصلن إليه هذا الموسم.

في موسم يبدو مثاليًا لفريق مارك سكينر، الذي يقترب من الوصول لدوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه، وهو الهدف الذي سعى إليه منذ الجولة الأولى بالدوري، لكنهم يوم الأحد في ويمبلي سيفوقون جميع التوقعات، بموسم قد لا يتكرر على الأقل في الوقت الحالي.

الفوز بأول لقب كبير مثل كأس الاتحاد الإنجليزي، سيكون إنجازًا تاريخيًا لسيدات مانشستر يونايتد، في رحلتهم المثيرة هذا الموسم، لواحد من أكبر أندية العالم.

  • تاريخ يجب ألا يُنسى

    هذه الرحلة لم تبدأ في 2018 فقط، بعد قرار اتحاد الكرة برفع الحظر عن كرة القدم النسائية لمدة 50 عامًا في عام 1971، فتم إنشاء فريق سيدات مانشستر يونايتد من خلال داعمي يونايتد، ولعب أول مباراة له في أكتوبر 1977.

    سيستمر الفريق في الانضمام إلى دوري المقاطعات الثلاث، واتحاد كرة القدم للسيدات، بجانب دعم وتغطية في برامج فريق الرجال، وفي أوائل الثمانينيات، عملت المديرة آن سميث واللجنة المتحدة، لإنشاء دوري محلي لتقليل عبء السفر، وفازت سيدات مانشستر بالمسابقة في سنواته الثلاث الأولى.

    تطور فريق السيدات عبر العقود الماضية، حيث لعبن في أولد ترافورد قبل مباراة تمهيدية للرجال، وتدربن في الملعب الأسطوري، ذا كليف، قبل أن تصبح رسميًا جزءًا من مانشستر يونايتد في عام 2001.

    لكن ذلك الاتحاد لم يستمر كثيرًا، فبعد أربع سنوات، وبعد مدة قصيرة من تولي عائلة جليزر، وقبل ثلاثة أشهر فقط من لعب يورو 2005 للسيدات، في شمال غرب إنجلترا، اعتبر النادي أن فريق السيدات ليس جزءًا من "أعماله الأساسية".

    تم رفع الحظر من قبل، ولكن لن يتم إعادة التطوير لمدة 13 عامًا آخر.

  • إعلان
  • Ella Toone Man Utd 2022-23Getty Images

    أكاديمية مثمرة

    عند الإعلان عن توقف عمل فريق مانشستر يونايتد للسيدات، صرح النادي:" أفضل شيئًا نقدمه في لعبة السيدات هو التركيز على الشباب، نريد أن نكون مجتمًا خاصًا بنا، وأن يتم نشر مواردنا بشكل منظم على الأطفال بدلاً من البالغين ".

    لكن سيتم تدريب الشابات من خلال الأكاديمية حتى سن 16، وبعدها عليهن البحث في مكان آخر لمواصلة كرة القدم.

    لقد ظهر الكثير منهن، وتفوقن في أندية أخرى، مثل ثنائي إيفرتون من إيزي كريستيانسن، وجابي جورج، لعبا لإنجلترا أيضًا، وحققت الأولى لقب دوري أبطال أوروبا، من بين ألقابها التسعة الكبرى.

    عاد الكثير منهن إلى مانشستر، وغادرت كاتي زيلم في عام 2013 إلى ليفربول، حيث فازت بألقاب دوري السوبر ليج مرتين متتاليين، وسافرت إلى إيطاليا وحققت الدوري مع يوفنتوس، وكانت هذه مغامرتها للعودة إلى مانشستر يونايتد في موسمها الأول في بطولة السيدات، ويوم الأحد، زيلم ستقود الفريق في ويمبلي.

    ثم غادرت إيلا تون في نفس الوقت للبحث عن مسيرتها، فأمضت عدة مواسم مع بلاكبيرن روفرز، وعامين مع مانشستر سيتي، ثم أصبحت جزءًا من مانشستر يونايتد الذي تم إحياؤه مرة أخرى عام 2018، واليوم، هي واحدة من ألمع مواهب كرة القدم الإنجليزية، فازت بأمم أوروبا 2022، وسجلت في ويمبلي الصيف الماضي، في النهائي من تلك المنافسة.

    وأخيرًا، المدافعة ميلي تيرنر التي ستكون جزءًا من هذا النادي يوم الأحد، فولدت في ويلمسلو، على بعد 25 دقيقة بالسيارة من أولد ترافورد، وعادت إلى الشياطين الحمر بعد المرور إلى إيفرتون، وبريستول سيتي، وأصبحت أساسية مع فريق مانشستر منذ أن عاد للحياة مرة أخرى.

  • Manchester United Women 2018-19Getty

    العودة من جديد

    في 22 مارس 2018، أعلن نادي مانشستر يونايتد عن نيته إعادة تشكيل فريق نسائي مرة أخرى، وفي ذلك الصيف، تم تعيين لاعبة إنجلترا السابقة، كايسي ستوني كمديرة للفريق، لتقوم هي وموظفوها بتجميع فريق للتنافس في البطولة المحلية، وشمل الفريق زيلم، وتون، وتورنر، وغيرهن من لاعبات الأكاديمية السابقين، مثل الجناح كيرستي هانسون، وحارسة المرمى إميلي رامزي، وكان هذا التكوين الشبابي جزءًا لا يتجزأ من الفريق منذ إعادته وحتى الآن، ومنذ 2018، لم يلعب يونايتد أبدًا مباراة بدون لاعبة واحدة على الأقل من أكاديمية.

    ومن بين فريق ستوني كانت هناك أمثال سيوبهان تشامبرلين، التي لعبت 50 مرة مع منتخب إنجلترا، ولورين جيمس، المراهقة عالية التصنيف من نظام شباب آرسنال، وأليكس جرينوود، التي شاركت المنتخب الإنجليزي، حينما احتل المركز الثالث في كأس العالم للسيدات 2015.

    وقالت زيلم هذا الأسبوع، عن عودتها للنادي:" عندما وقعت منذ خمس سنوات، جاء الجميع من خلفيات وخبرات مختلفة، بالنسبة لي، لكن كان هذا نادي طفولتي، فقد فزت بالدوري الإنجليزي نعم، وشاركت في دوري أبطال أوروبا مع يوفنتوس، لذا كانت مغامرة كبيرة بالنسبة لي أن أعود وألعب في البطولة".

    وأضافت:" إذا نظرت للخلف، عندما كنا في الماضي وإلى ما نحن عليه الآن، فهي رحلة مجنونة، أعتقد أنها كانت لعبة تخبط حقيقية مع صعود وهبوط، لقد حققنا بالتأكيد قفزات كبيرة".

    وأردفت:" "من التواجد في ليي مع بعض الفتيات اللواتي لم يلعبن أبدًا بدوام كامل، أو لم يكن لديهن عقود احترافية من قبل، إلى أن نكون الآن في هذه المرحلة من الموسم وننافس على الثنائية، فهذا حلم يتحقق، لو لم نتوقف تلك خمس سنوات، لكان مانشستر يونايتد بالتأكيد أحد أكبر الفرق في أوروبا ".

  • Casey Stoney 2021Getty

    اكتشافات ستوني

    سيطر فريق ستوني على البطولة، حيث فاز في 18 من 20 مباراة في الدوري، من أجل تحقيق اللقب بفارق تسع نقاط، وسيتصارع النادي على الفور مع أفضل الفرق في دوري السوبر ليج الإنجليزي، فبعد بناء فريق والتركيز على أدائه في الدرجة الأولى، صعد يونايتد في الترتيب واحتل المركز الرابع في موسمه الأول، خلف تشيلسي، ومانشستر سيتي، وآرسنال فقط، ثم وصلوا إلى نصف نهائي الكأس للموسم الثاني على التوالي.

    ولكن كانت هناك فجوة يجب سدها، فلم يكن سهلًا لهذا الفريق أن يأتي ويتنافس على الألقاب على الفور، فكانوا في مواجهات ضد الأندية التي كانت تتقدم لسنوات، وظهرت هذه الخبرة في لقاءاتهم، حيث جاءت أربعة من خمس هزائم في الدوري هذا الموسم على يد "الثلاثة الكبار".

    وتم الكشف عن نمط مماثل في الموسم التالي أيضًا، فرغم الفوز 1-0 على ملعبه أمام أرسنال، ظهر الفريق أنه بحاجة لتطور، وهذا شيئًا سيستغرق وقتًا.

    لم يكن الأمر متعلقًا بما يحدث على أرض الملعب فقط، في حين أن توقيع الثنائي توبين هيث، وكريستين بريس، لاعبات المنتخب الأمريكي، أضاف لمحة عن مكانة مانشستر يونايتد، لكن في تقرير لصحيفة "ذا أتلتيك" أوضح معاناة النادي، وإحباط اللاعبات وكفاحهم من أجل اللعب المنتظم، وذكرت ستوني حينها، أنها نقلت بعناية كل المشكلات التي تواجه فتياتها للإدارة.

    وكانت ستوني ستستقيل قبل نهاية الموسم، ولم يتم تثبيت المدير الجديد سكينر، إلا قبل أيام فقط من أول مباراة ودية للفريق قبل الموسم، لكنها سلطت الضوء على ما يجب الاهتمام به لجعل مانشستر يونايتد أحد كبار إنجلترا.

    لكن ستوني وضعت أساسًا قويًا، قام النادي بالبناء عليه، مما جعله ينهي موسم 2020-21 بفرق نقطة واحدة فقط من المراكز الثلاثة الأولى، وأصبح الحديث الآن عن "الأربعة الكبار".

  • Signe Bruun Manchester United Women 2021-22Getty

    سؤال صعب

    نظرًا للظروف التي انتهى بها الموسم السابق، كانت بداية سكينر صعبة، فقام النادي بجميع انتقالاته الصيفية قبل تعيينه، ثم بدأ مدرب أورلاندو برايد السابق، بتحويل سريع لتنفيذ أفكاره.

    فقالت زيليم حينها:" لم نكن في الموسم التحضيري معه، ومن الواضح أنها كانت عملية بطيئة فعند قدومه تم فرز كل شيء، في الأشهر القليلة الأولى، ويمكنك أن ترى أننا كنا بحاجة إلى القليل من الوقت، وما زلنا نعمل على فلسفته."

    وفي المباراة الثالثة لسكينر، قدم الفريق مباراة بائسة، انتهت بالهزيمة 6-1 أمام تشيلسي، وقيل حينها أن النادي سيتحسن لكن ببطء، وبعدها تعادل 2-2 أمام مانشستر سيتي بصعوبة، وانتزع نقطة من آرسنال، ليتصدر الترتيب للحظات.

    لكن بالإضافة إلى المزيد من النتائج الإيجابية والأداء في تلك المباريات الكبيرة، احتاج مانشستر يونايتد إلى مزيد من التطور، فالشيء الوحيد المشترك بين مانشستر سيتي، وأرسنال، وتشيلسي هو أنه من النادر وقوعهم أمام فرق أخرى غيرهم، حينها فاز الشياطين الحمر في 12 مباراة فقط من 22 بالدوري، وكان أستون فيلا، ووست هام، وإيفرتون، وتوتنهام، من بين هؤلاء الذين حصلوا على نقاط منهم، وأنهى فريق سكينر بفارق خمس نقاط من المراكز الأوروبية.

  • Alessia Russo Manchester United Women 2022-23Getty

    تغيير العقلية

    كل ذلك تغير هذا الموسم.، فمع اقتراب المباراة النهائية يوم الأحد، يتصدر مانشستر يونايتد الدوري الآن، لقد فازوا في 16 مباراة من أصل 20، وكان إيفرتون هو الفريق الوحيد خارج "الأربعة الكبار" الذي حصل على أي نقطة منهم، بعد ذلك التعادل السلبي في فبراير.

    في حين كلًا من تشيلسي، ومانشستر سيتي لديهم سجلات أسوأ أمام باقي فرق الدوري، فخسر البلوز من ليفربول في عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحي، وأيضًا السيتيزنس أهدروا أربع نقاط أمام أستون فيلا، وخسروا ليفربول في نفس الشهر، وهي النتائج التي جعلت طموحاتهم في المراكز الأوروبية على الحافة.

    فقد تحسن مانشستر يونايتد أيضًا في المباريات الكبيرة، فتغلبن على آرسنال، وحصلن على نقطة في ملعب الاتحاد من مانشستر سيتي.

    وأوضحت زيلم:" في المواسم السابقة، كنا مستضعفين والآن لا نشعر أن هذا هو الوضع أبدًا، الجميع يعرف هذا الدوري، إذا خسرت أي نقطة، تزداد صعوبة المنافسة، فعليك الفوز ليس فقط على الفرق التي تحتك، ولكن الحصول على النقاط من الفرق الأقرب منك مهمًا جدًا.

    ثم أضافت:" نذهب للمباريات ونحن نعلم خطة لعبتنا، ونعرف ما نريد القيام به، لا نتغير الآن بالنسبة للفرق الأخرى، لكن ربما في المواسم القليلة الأولى، كان الأمر يتعلق أكثر بالبقاء في الدوري، وكان يتطلب الأمر نقطة أو فوزًا وحيدًا".

    وأردفت:" لكن الآن، كما ترى في الكثير من المباريات نحن نسيطر على الكرة، فمثل الشوط الأول ضد مانشستر سيتي، وتم تدميرنا بالتعادل، وهذا يظهر التحول العقلي الذي وصلنا له، نعتقد حقًا أنه يمكننا الفوز وهذا ما نقبله الآن ".

  • Rachel Williams Katie Zelem Ella Toone Manchester United Women 2022-23Getty

    صُنع التاريخ - ووعد بالمستقبل

    تأتي هذه العقلية مع الاعتقاد الكبير الذي تبناه فريق مانشستر يونايتد هذا الموسم، وهو أنه سيفوز، حتى في المراحل المتأخرة من المباريات عندما لا يبدو أن ذلك سيحدث، ففي نصف النهائي ضد برايتون، كان هدف راشيل ويليامز في الدقيقة 89، هو الذي حسم مكانهم في ويمبلي.

    يُظهر التواجد في ويمبلي التقدم الذي تم إحرازه على مدار السنوات الخمس الماضية، حتى لو لم يكن الأمر دائمًا سهلًا، والعمل الذي تم إنجازه حتى قبل عام 2018.

    بالتأكيد تواجد أكاديمية مميزة، تجعلك متفائلًا بالمستقبل، والفريق الأول بقيادة سكينر إنجاز وخير مثال على ذلك، الفوز بكأس الاتحاد سيكون عملًا عظيمًا، لكن في حال الخسارة، فلن يقلل ذلك من تقدم الفريق، الذي أصبح سريعًا من كبار إنجلترا.

    فقالت زيليم:" بصراحة، أعتقد أن هذا مجرد خط أساس لما نريد أن نكون عليه، أردنا دائمًا أن نكون في دوري أبطال أوروبا، وكنا قريبين، ولكن ليس قريبًا بما فيه الكفاية، أظن أن هذا هو موسم التحول الذي سينظر إليه الجميع".

    وأضافت:" اعتاد الأمر أن يكون الثلاثة الأوائل، ومانشستر يونايتد، والآن، نحن بقوة في المراكز الأربعة الأولى، ونعلم أنه يمكننا التنافس والفوز، هذا هو الأساس ونريد التحسين من هنا فقط ".