Getty Images Sportفي مواجهة اتسمت بالندية والاختبارات التكتيكية الدقيقة، سقط المنتخب السعودي أمام نظيره الأمريكي بهدفٍ دون رد، في الجولة الثانية ضمن منافسات المجموعة الرابعة من بطولة الكأس الذهبية المقامة في الولايات المتحدة الأمريكية.
ورغم أن الخسارة أبقت الأخضر في المركز الثاني برصيد 3 نقاط، إلا أن المباراة حملت الكثير من الإشارات الفنية التي تستحق التوقف عندها، سواء على مستوى التنظيم الدفاعي، أو على صعيد الفعالية الهجومية.
Getty Images Sportدخل المدرب الفرنسي هيرفي رينارد المواجهة بتكتيك مختلف نسبيًا، من خلال الدفع بثلاثي ارتكاز وهم: علي الحسن، زياد الجهني، وسعود عبد الحميد، وهو الأخير الذي كُلّف بأدوار مزدوجة، إذ ساعد الظهير الأيمن علي مجرشي في إغلاق الجبهة اليمنى أمام تحركات الجناح الأمريكي الخطر مالك تيلمان، إلا أن هذا الرهان لم يؤتِ ثماره.
رغم الكثافة العددية، لم ينجح السعوديون في السيطرة على الجانب الأيسر الهجومي لأمريكا، حيث شكّل تيلمان مصدر إزعاج متواصل بسبب سرعته وتحركاته الذكية بين الخطوط، مما تسبب في ارتباك واضح على مستوى تمركز لاعبي الوسط والدفاع.
Getty Images Sportخطط رينارد تمثلت في منح الأفضلية للاستحواذ الأمريكي، والتركيز على إغلاق المساحات والزوايا، خصوصًا في حالة الدفاع التي كان فيها التحول إلى 4-5-1 واضحًا، مع تراجع الأجنحة لتشكيل جدار وسط مضاعف.
هذا التكتيك أعطى بعض الصلابة الدفاعية في أول نصف ساعة، لكنه بدأ يتآكل مع كثرة التدوير الأمريكي للكرة وتبادل المراكز، خاصة مع بروز لاعب الوسط الأمريكي سيباستيان برهالتر.
كان سيباستيان برهالتر أحد أبرز نجوم اللقاء، إذ امتلك دقة تمرير وصلت إلى 89%، وأرسل 6 تمريرات طولية ناجحة من أصل 9، وهو ما مكّنه من كسر خطوط الدفاع السعودية أكثر من مرة. اللاعب الشاب كان هو من صنع الهدف الوحيد في الدقيقة 64، عبر تمريرة بينية ذكية، أسقطت خط الوسط والعمق الدفاعي للأخضر دفعة واحدة.
Getty Images Sportرغم التنظيم الدفاعي المقبول في كثير من أوقات المباراة، فإن الكرات العرضية كانت الآفة الأبرز في أداء المنتخب السعودي، حيث فشل المدافعون في التعامل مع الكرات القادمة من الجانبين، سواء في الحالة المفتوحة أو الركلات الثابتة، وهو ما تسبب في ارتباك متكرر داخل منطقة الجزاء، وكاد يكلف الفريق أكثر من هدف لولا تألق الحارس نواف العقيدي في بعض اللحظات.
Getty Images Sportهجوم الأخضر كان يعتمد على المرتدات، وخصوصًا عبر الجبهة اليسرى بوجود عبد الرحمن العبود، الذي أظهر بعض اللمحات الفردية، لكن غابت عنه المساندة الفعالة، ومع تراجع مستوى أيمن يحيى، بدا الهجوم معزولًا عن خط الوسط.
في محاولة لتنشيط الهجوم، قرر رينارد الدفع بصالح الشهري كمهاجم ثانٍ، وخروج أيمن يحيى، لتحويل الخطة إلى 4-4-2، لكن التغيير لم يحقق التوازن المطلوب، إذ فقد الفريق السيطرة على العمق، واستمرت الهيمنة الأمريكية.
وفي الدقائق الأخيرة، حاول المدرب إعادة التوازن عبر إشراك مروان الصحفي بديلًا لـ نواف بوشل، وتحويل سعود عبد الحميد للجهة اليسرى، لكن الضغط الأمريكي لم يتراجع، وانتهت المواجهة بفوز مستحق للمنتخب المضيف.