Lionel Messi Barcelona 2021Getty Images

الرافعة التي تنقذ برشلونة .. دراسة تكشف حجم المكاسب المحتملة من عودة ليونيل ميسي إلى "كامب نو"

في وقت يسعى فيه نادي برشلونة إلى ترسيخ تعافيه المالي والرياضي، ويبحث عن قفزة نوعية تعيده إلى مصاف كبار أوروبا، برزت فكرة عودة الأسطورة ليونيل ميسي ليس فقط كمسألة عاطفية أو رياضية، بل كقرار إستراتيجي قادر على إحداث تأثير اقتصادي مباشر يعيد للنادي مكانته العالمية في صناعة كرة القدم.

ولن تكون عودة الهداف التاريخي للنادي مجرد لفتة وداعية أو خطوة عاطفية، بل قرار يعيد تشكيل الوضع المالي لبرشلونة ويدفعه نحو مستقبل تتصدر فيه العلامة التجارية المشهد العالمي من جديد، فميسي لم يكن يومًا مجرد لاعب، بل كان وسيظل المحرك الاقتصادي الأكبر في تاريخ برشلونة.

  • ميسي .. أعظم الأصول التجارية لبرشلونة

    قبل رحيله، كان ميسي يساهم بما يقارب بثلث إيرادات برشلونة، ومنذ مغادرته، خسر النادي ما بين 200 و250 مليون يورو سنويًا، وفق تحليل تاريخي للخبير المالي مارك سيريا، نُشر في صحيفة "سبورت" عام 2021.

    لكن الأهم ليس الماضي، بل ما قد يعنيه الحاضر: إذ يؤكد سيريا أن الأثر المالي لعودة ميسي اليوم يتجاوز التقديرات السابقة، ليصل إلى نحو 800 مليون يورو خلال أربع سنوات، خصوصًا بعد تتويجه بطلًا للعالم وزيادة حجم رعاياته.

    ويشبّه سيريا تأثير عودة ميسي بعودة فرقة موسيقية أسطورية مثل "أوايسس"، حيث تتضاعف الإيرادات بفعل عامل المفاجأة والحنين، مؤكدًا أن عودة نجم بحجم ميسي ستُحدث ثورة في سوق الانتقالات، وتجذب اهتمامَا عالميًا غير مسبوق.

  • إعلان
  • Lionel Messi Barcelona 2009Getty

    عودة ميسي ليست مجرد لقاء عاطف

    تشير الدراسة إلى أن برشلونة اليوم يمتلك أدوات لم تكن متاحة عام 2021، فالقسم الرقمي أصبح قابلًا للتوسع عالميًا، ما يتيح لأي مشجع شراء منتجات النادي بسهولة، وميسي يمثل المغناطيس الأكبر لهذا النظام.

    كما أن شركة "برشلونة لايسنسينج آند ميرشندايزينج" (BLM) باتت قادرة على إطلاق مشروع شبيه بشراكة "جوردان-نايكي"، لكن بلمسة كتالونية خالصة، عبر منتجات حصرية تستثمر في رمزية ميسي وبرشلونة، وهو نموذج لم يُستغل خلال مسيرة اللاعب السابقة.

  • تأثير مباشر على التذاكر

    في ملعب "كامب نو" المُجدّد، ومع ازدهار السياحة الرياضية وارتفاع الطلب الدولي، ستكون عودة ميسي كفيلة بتحويل كل مباراة إلى حدث عالمي وخصوصًا بعد تجديد الملعب التاريخي.

    ويؤكد سيريا أن الإيرادات من التذاكر قد ترتفع بنسبة 30% دون الحاجة لزيادة الأسعار، بفضل الجاذبية العالمية للنجم الأرجنتيني.

    وأشار أيضًا إلى أن وجود ميسي سيجذب كبريات العلامات التجارية التي كانت بعيدة عن برشلونة في السنوات الأخيرة، ليصبح النادي مجددًا في موقع قوة مالية بين أندية العالم.
    ويؤكد، أن قيمة النادي سترتفع بنسبة تتراوح بين 15% و20% بمجرد عودة ميسي، بغض النظر عن النتائج الرياضية.

    والأكيد أن عودة ميسي إلى برشلونة ستعيد تأكيد ما حذر منه سيريا عام 2021، حين وصف رحيله بأنه ضربة هيكلية لاقتصاد النادي، واليوم، ستكون عودته بمثابة إعادة برشلونة إلى دوره الطبيعي كقوة أوروبية كبرى قادرة على النمو والمنافسة ماليًا ورياضيًا.

  • هل لا يزال بإمكان ميسي العودة إلى برشلونة؟

    حُرم الأسطورة الأرجنتيني من توديع الجماهير في الملعب بكتالونيا عند الإعلان عن رحيل عاطفي عن عمالقة الدوري الإسباني في 2021 بعد انتهاء عقده. ومع عدم قدرة برشلونة على تمويل تمديد العقد في تلك المرحلة بسبب قيود مالية شديدة، غادر ميسي إلى باريس سان جيرمان كلاعب حر.

    واستمرت فترته في العاصمة الفرنسية لمدة عامين، وخلال تلك الفترة، حقق حلم حياته بالفوز بكأس العالم مع الأرجنتين حيث قاد "لا ألبيسيليستي" إلى لقبهم الثالث في قطر. لا توجد إمكانية لعودة ميسي إلى برشلونة بشكل دائم، حيث يواصل مطاردة الحلم الأمريكي في الدوري الأمريكي لكرة القدم مع إنتر ميامي. لقد التزم مؤخراً بعقد جديد مدته ثلاث سنوات سيأخذه إلى ما بعد عيد ميلاده الأربعين وعبر موسم 2028 في الولايات المتحدة.

    كما نأى برشلونة بنفسه عن خطوة استعارة ميسي في فترة توقف الدوري الأمريكي، حيث قال لابورتا في مقابلة حديثة: "عودة ليو ميسي كلاعب هي شيء غير واقعي ببساطة. في الوقت الحالي، لديه عقد مع إنتر ميامي. النادي يبني مشروعاً للحاضر والمستقبل. الأمر معقد، وإذا عشت في الماضي فبالكاد تتقدم للأمام".

    في سياق متصل، سيعود ميسي للعمل مع "الهيرونز" (لقب إنتر ميامي) في 30 نوفمبر الجاري، حيث يواجهون نيويورك سيتي إف سي في نهائي دوري منطقة الشرق، إذ أن اللاعب البالغ من العمر 38 عامًا على بعد مباراتين فقط من قيادة ميامي لأول لقب لهم في كأس الدوري الأمريكي.