بالخبرة والتفاصيل البسيطة! .. الدوري الأوروبي ينتشل مانشستر يونايتد وتوتنهام من "حالة الضياع" بين كبار البريميرليج

"يجب أن يكون الحظ معك وأن تخدمك بعض التفاصيل البسيطة!".. مقولة يتم ترديدها باستمرار، بشأن مشاركة أي نادٍ كبير، في المسابقات القارية.

وبالفعل.. هذا الأمر تجسد مع نادي مانشستر يونايتد تحديدًا، في نسخة "2024-2025" من مسابقة الدوري الأوروبي؛ وخاصة في ربع ونصف النهائي - على التوالي -.

ونجح مانشستر يونايتد في تخطي عقبة أولمبيك ليون، ضمن منافسات ربع نهائي الدوري الأوروبي؛ بعد التعادل (2-2) ذهابًا في فرنسا، ثم الفوز (5-4) إيابًا خلال الشوطين الإضافيين، بإنجلترا.

وفي مباراة الإياب.. تعرض لاعب أولمبيك ليون كورينتين توليسو لـ"الطرد"، في الدقيقة 89؛ وذلك عندما كانت النتيجة تشير إلى التعادل الإيجابي (2-2).

وعلى الرغم من أن أولمبيك ليون نجح في التقدم (4-2) خلال الشوطين الإضافيين؛ إلا أنه لم يستطع الصمود أكثر من ذلك، في ظل النقص العددي؛ ليعود الشياطين الحمر ويقلبوا النتيجة لصالحهم.

هذا الأمر تكرر مجددًا ضد أتلتيك بيلباو، في دور نصف النهائي من مسابقة الدوري الأوروبي؛ ولكن هذه المرة في مباراة الذهاب، التي أقيمت في إسبانيا.

أتلتيك بيلباو بدأ مباراة الذهاب بقوة، قبل أن يُحتسب ضده "ركلة جزاء" مع طرد مدافعه المتألق داني فيفيان، في الدقيقة 35؛ ليؤمن بعدها مانشستر يونايتد فوزًا مريحًا (3-0).

ولولا هذه التفاصيل البسيطة، كان من الممكن أن يُعاني مانشستر يونايتد كثيرًا، أو حتى لا يشاهده عشاقه في نهائي الدوري الأوروبي، للموسم الرياضي الحالي 2024-2025.

مسابقات الدوري دائمًا ما تعتمد على النفس الطويل، وكذلك "عمق قائمة" الفرق؛ أي أن يكون البديل على نفس مستوى الأساسي، أو حتى قريبًا منه؛ حتى يستطيع أن يُنافس على مدار 38 جولة.

هذا الأمر غير متوفر لدى مانشستر يونايتد وتوتنهام هوتسبير، في الوقت الحالي؛ حيث هناك "نواقص" فنية كبيرة، في قائمتي الفريقين العملاقين.

بالطبع.. هذه النواقص تجعل من الشياطين الحمر والسبيرز، غير قادرين على المنافسة بنفس المستوى، في أكثر من بطولة محلية وقارية، خلال موسم رياضي واحد فقط.

لذلك.. نرى أن اهتمام مانشستر يونايتد وتوتنهام هوتسبير، في الموسم الرياضي الحالي 2024-2025؛ كان منصبًا على مسابقة الدوري الأوروبي، بشكلٍ أكبر.

وظهر هذا الأمر في "الجدية" التي كان عليها نجوم الفريقين، في مباريات الدوري الأوروبي؛ بالمقارنة مع ما يكونوا عليه، عندما يخوضون منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز.

وما ساعد في هذا الأمر؛ هو أن "بطل" الدوري الأوروبي، سيتأهل إلى النسخة القادمة من مسابقة دوري أبطال أوروبا 2025-2026؛ لذلك.. أصبح هناك حافز معنوي أكبر، خاصة مع صعوبة تحقيق هذا الأمر عن طريق "البريميرليج".

على جانب آخر.. يجب الاعتراف بأن الدوري الإنجليزي الممتاز "البريميرليج"؛ هو مسابقة "أصعب" من الدوري الأوروبي.

مانشستر يونايتد وتوتنهام هوتسبير يكونا مطالبين في الدوري الإنجليزي، أن يواجها أندية مثل مانشستر سيتي وليفربول وآرسنال وتشيلسي وأستون فيلا ونيوكاسل يونايتد، وغيرهم الكثير.

أما في الدوري الأوروبي.. نجد أن أصعب فريق واجهه توتنهام هوتسبير على سبيل المثال، في الأدوار الإقصائية؛ هو آينتراخت فرانكفورت الألماني.

حتى أن هذا الفريق الألماني استغنى عن أهم لاعبيه وهدافه الأول، النجم المصري عمر مرموش، خلال الميركاتو الشتوي الماضي "يناير 2025"؛ وذلك عندما باعه إلى مانشستر سيتي.

أما عندما واجه توتنهام أندية ثقيلة نوعًا ما، في مرحلة الدوري من مسابقة الدوري الأوروبي 2024-2025، مثل روما وجلطة سراي، لم يستطع أن يحقق الفوز عليهما؛ مكتفيًا بالتعادل مع الأول، والخسارة من الثاني.

المغزى من هذا؛ هو أن عدم تواجد العديد من المنافسين الكبار في الدوري الأوروبي، سهل من وصول مانشستر يونايتد وتوتنهام إلى المباراة النهائية؛ فمهما كانا في أسوأ حالتيهما، فهما لا يزال يتفوقا فنيًا على منافسيهما.

جانب أخير يُمكن التحدث عنه وهو "الخبرة القارية"؛ التي دائمًا ما تلعب دورًا كبيرًا جدًا، في تحديد هوية الأبطال.

أكبر مثال على ذلك؛ ما حدث مع الفريق الأول لكرة القدم بنادي برشلونة ضد إنتر، في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2024-2025.

برشلونة كان على بُعد دقيقتين فقط، من ضمان التأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، عندما كان متقدمًا (3-2) إيابًا على إنتر، بملعب "جوزيبي مياتزا" في إيطاليا.

ظهير برشلونة جيرارد مارتين، الذي يخوض المنافسة الأوروبية لأول مرة في حياته، لم يعرف كيف يبعد إحدى الكرات، التي جاء منها هدف التعادل (3-3) للأنتر، في الوقت بدل الضائع من عمر المباراة؛ قبل أن يفوز العملاق الإيطالي، في الشوطين الإضافيين.

مثال آخر هو نادي ريال مدريد؛ فبعيدًا عن نسخة العام الحالي من دوري أبطال أوروبا؛ فدائمًا هذا الكيان الرياضي العملاق يتألق قاريًا، حتى ولو كان في أسوأ حالاته محليًا؛ وذلك بسبب خبرته الكبيرة في التعامل مع نوعية هذه المباريات.

وبالعودة إلى مانشستر يونايتد وتوتنهام؛ نجد أنهما يتمتعان بخبرة أكبر من معظم منافسيهم، اللذين تقابلا معهم في مسابقة الدوري الأوروبي 2024-2025.

هذا الأمر اتضح في مباراة إياب نصف نهائي الدوري الأوروبي، بين مانشستر يونايتد وأتلتيك بيلباو؛ حيث تقدم الأخير (1-0) وكان الطرف الأفضل، في طريقه ربما نحو تحقيق الريمونتادا، بعد الخسارة ذهابًا (0-3).

لكن.. خبرة مانشستر يونايتد في المواعيد الكبيرة ظهرت؛ حيث نجح العملاق الإنجليزي في قتل رتم المباراة، ثم تسجيل 4 أهداف متتالية في آخر 20 دقيقة؛ ليكون أمام فرصة لإضافة لقب قاري جديد في خزائنه.