FC Barcelona v Paris Saint-Germain - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD2Getty Images Sport

الخليفي ولابورتا يصفعان بيريز.. ضربة قوية لريال مدريد ومشروع السوبر ليج!

في خطوة مفاجئة تُعيد رسم خريطة إدارة كرة القدم الأوروبية، أعلن ناصر الخليفي، رئيس نادي باريس سان جيرمان ورئيس رابطة الأندية الأوروبية، عن تغيير اسم وهوية الرابطة التاريخية ECA (European Club Association) لتصبح EFC (European Football Clubs)، في إعادة تصميم شاملة تستهدف تحديث الصورة الذهنية للمنظمة وتوسيع نطاق تأثيرها داخل القارة العجوز وخارجها.

جاء الإعلان عن التحول الجديد خلال الجمعية العمومية التي استضافتها العاصمة الإيطالية روما صباح الأربعاء، بحضور نخبة من رؤساء الأندية الأوروبية الكبرى. 

وشهد الحدث حضورًا لافتًا لرئيس نادي برشلونة، جوان لابورتا، الذي لبّى دعوة الخليفي لحضور حفل العشاء الرسمي للمنظمة، وهو حضور يحمل دلالات سياسية ورياضية عميقة، خصوصًا في ظل القطيعة التي كانت تجمع برشلونة مع الاتحاد الأوروبي ورابطة الأندية الأوروبية منذ انخراطه في مشروع السوبر ليج إلى جانب ريال مدريد ويوفنتوس قبل نحو عامين.

  • إعادة بناء للهوية الأوروبية

    يأتي التغيير الذي يقوده الخليفي في لحظة حساسة تمر بها كرة القدم الأوروبية بعد سنوات من الجدل والانقسام حول مشروع السوبر ليج الذي هزّ استقرار المؤسسات التقليدية مثل اليويفا وECA. التسمية الجديدة “EFC” لا تقتصر على تغيير شكلي، بل تعكس – بحسب تصريحات الخليفي – "رؤية جديدة تضع الأندية في قلب المشروع الكروي العالمي، وتؤكد أن كرة القدم هي جوهر كل ما نقوم به".

    وأوضح الخليفي في كلمته الافتتاحية أن "هذه الخطوة ليست مجرد إعادة تسمية أو تصميم، بل إعلان نوايا. إنها تأكيد على أن رابطة الأندية الأوروبية الجديدة تفكر بطريقة مختلفة، وتتحدى الحدود من أجل مستقبل أفضل. نحن نعمل من أجل المصلحة الجماعية لجميع أعضائنا، وسنواصل الدفاع عن تطوير كرة القدم على مستوى الأندية حول العالم".

  • إعلان
  • European Super League GFXGOAL

    صفعة للسوبر ليج!

    الحضور المفاجئ لجوان لابورتا في روما أثار ضجة واسعة في الأوساط الإعلامية الإسبانية، إذ اعتُبر مؤشرًا على بداية ابتعاد برشلونة تدريجيًا عن مشروع السوبر ليج الذي لا يزال فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، يتمسك به منفردًا تقريبًا.

    ويرى مراقبون أن قبول لابورتا دعوة الخليفي في هذا التوقيت يرمز إلى تحالف جديد بين برشلونة و"يويفا" عبر بوابة رابطة الأندية الأوروبية، وهو ما يُعدّ ضربة قوية لريال مدريد، الذي سيجد نفسه معزولاً في صراعه المستمر ضد الاتحاد الأوروبي ومؤسساته.

    وفي هذا السياق، نقلت تقارير صحفية عن مصادر مقربة من إدارة برشلونة قولها إن النادي الكتالوني “يرغب في إعادة بناء علاقاته الأوروبية وتخفيف حدة المواجهة مع يويفا، بما يضمن استقراره المالي والسياسي بعد أزمات السنوات الماضية”.

  • كيان موحد

    كجزء من عملية إعادة التصميم، كشف الخليفي عن شعار جديد وألوان محدثة للكيان الجديد EFC، في خطوة تهدف إلى إبراز الحداثة والاستمرارية في آنٍ واحد. فبحسب البيان الرسمي، فإن الهوية الجديدة “تجسد طموح الأندية الأوروبية في أن تكون أكثر اتحاداً وتمثيلاً وتأثيراً في صناعة كرة القدم العالمية”.

    وتضم رابطة الأندية الأوروبية حالياً أكثر من 800 نادٍ من 55 دولة، ما يجعلها الصوت الرسمي الأكبر للأندية في القارة. كما يُتوقع أن تشهد الفترة المقبلة انضمام عدد من الأندية التي كانت خارج المنظمة خلال السنوات الأخيرة، في إشارة واضحة إلى رغبة الجميع في تجاوز مرحلة الانقسامات التي خلفها مشروع السوبر ليج.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • Borussia Dortmund v Paris Saint-Germain: Semi-final First Leg - UEFA Champions League 2023/24Getty Images Sport

    توازنات جديدة.. ونهاية حقبة

    التغيير الذي أعلنه الخليفي يعكس صراعًا ناعمًا بين القوى الإدارية في كرة القدم الأوروبية. فبينما يصر بيريز على مشروع السوبر ليج كمبادرة "تحرير اقتصادي" للأندية الكبرى من هيمنة الاتحاد الأوروبي، يسعى الخليفي إلى تثبيت نفوذ المؤسسات الرسمية وتطويرها من الداخل، مع تقديم صورة عصرية أكثر انفتاحاً وشمولاً.

    مؤتمر روما يمكن اعتباره رسالة مفادها أن النظام الكروي الأوروبي مستعد للتطور دون الحاجة إلى الانشقاق أو المواجهة، وأن الأندية الكبرى باتت تفضل الحوار على الصدام، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تعانيها بعد جائحة كورونا والأزمات المالية التي أثرت في عقود الرعاية والبث التلفزيوني.

    في ختام الحدث، أكد الخليفي أن المرحلة المقبلة ستشهد إطلاق مبادرات جديدة في مجالات التطوير الرقمي والاستدامة المالية وتمكين الأندية الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب تعزيز التعاون مع اليويفا في ملفات التنظيم والتحكيم والتسويق.

    وبينما يُنظر إلى هذا الإعلان على أنه انتصار سياسي وإداري للخليفي داخل أروقة كرة القدم الأوروبية، يرى آخرون أنه نهاية رمزية لحقبة السوبر ليج، وبداية لترتيب جديد في العلاقة بين الكبار ومؤسسات الحكم الرياضي.

    في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي من ريال مدريد حول التطورات الأخيرة، ما يزيد من الترقب حول الخطوة المقبلة التي سيتخذها بيريز، والذي يجد نفسه اليوم في عزلة متزايدة بعد أن بدأ شركاؤه السابقون بالعودة إلى الصف الأوروبي الرسمي.

    بهذا التحول، يبدو أن كرة القدم الأوروبية تدخل مرحلة جديدة تُعيد فيها الأندية الكبرى تعريف علاقاتها ومصالحها ضمن كيان موحّد، وهو ما قد يُشكّل ملامح الجيل الجديد من الحوكمة الرياضية في القارة العجوز، بقيادة ناصر الخليفي الذي لا يبدو أنه ينوي التوقف عن إعادة تشكيل مستقبل اللعبة.

0