Spain - Luis de la FuenteGetty Image/ GOAL AR

"من الخراب للعمار وثنائية عصرية بقيادة ميسي الصغير" .. مغامرة إسبانيا دي لا فوينتي في يورو 2024 خارج التوقعات

"من يملك الماضي لابد أن يعود يومًا"؛ لذلك على العاشق والمحب لمنتخب إسبانيا، أن لا يفقد الأمل أبدًا، في رؤية نجوم الماتادور، وهم يعتلون منصات التتويج مجددًا.

وعلى الرغم من أن المنتخب الإسباني، الذي يستعد للمشاركة في بطولة كأس أمم أوروبا "يورو 2024"، غير مرشح نهائيًا لحصد لقب النسخة الحالية، نظرًا لوجود فرق أخرى، أكثر جاهزية وامتلاكًا للنجوم المؤثرين؛ إلا أنه لا يُمكن استبعاد أصحاب القميص "الأحمر"، من الحسابات نهائيًا.

إسبانيا تتواجد في المجموعة الثانية "الحديدية" ببطولة كأس أمم أوروبا، التي تستضيفها ألمانيا على أراضيها، في الفترة من 14 يونيو إلى 14 يوليو 2024؛ إلى جانب منتخبات إيطاليا وكرواتيا وألبانيا.

وعلى عكس التوقعات.. توجد بعض المؤشرات، التي قد تجعل "مغامرة" منتخب إسبانيا الأول لكرة القدم، ناجحة للغاية في "يورو 2024"، ولمَ لا تحقيق المفاجأة بإعتلاء منصة التتويج في النهاية؟!

وتستعرض النسخة العربية من موقع "GOAL"، أبرز هذه المؤشرات التي قد تقود المنتخب الإسباني؛ لتحقيق المجد الأوروبي على الأراضي الألمانية..

  • Spain celebrate Northern Ireland Getty

    مزيج من "الشباب والخبرة" في القائمة الإسبانية

    دائمًا ما يُقال أن أفضل الفرق، هي تلك التي تجمع بين الشباب والخبرة؛ لأنه يكون هُناك توازن داخل غرفة الملابس، ينعكس على النتائج في أرضية الملعب.

    والجيل الحالي للمنتخب الإسباني، يتمتع بهذه الميزة؛ حيث تضم القائمة المشاركة في بطولة كأس أمم أوروبا "يورو 2024"، العديد من اللاعبين تحت 23 سنة، بالإضافة إلى خبراتٍ مهمة.

    ويعتبر لامين يامال، جوهرة نادي برشلونة؛ أصغر لاعب في قائمة منتخب إسبانيا الأول لكرة القدم، ببطولة أمم أوروبا 2024؛ حيث يبلغ من العمر 16 سنة فقط، بينما يُعد نجم إشبيلية خيسوس نافاس، الأكبر على الإطلاق بعمر الـ38 سنة.

    - لاعبون تحت 23 سنة: لامين يامال، نيكو ويليامز، بيدري رودريجيز، فيرمين لوبيز وأليكس باينا.

    - لاعبون فوق الـ30 سنة: خيسوس نافاس، ناتشو فيرنانديز، داني كارفاخال، ألفارو موراتا وخوسيلو.

    وما بين هؤلاء اللاعبين.. توجد العديد من الأسماء في القائمة الإسبانية، التي تتراوح أعمارها بين الـ24 و28 سنة؛ أي أنهم يجمعون بين الشباب والخبرة "معًا".

  • إعلان
  • España AndorraGetty Images

    "مدارس تكتيكية" متنوعة داخل المنتخب الإسباني

    يتميز الجيل الحالي لمنتخب إسبانيا، بتنوع "المدارس التكتيكية" داخله؛ وذلك بجمعه بين النجوم الناشطين في الدوري المحلي، والعديد من الأسماء المحترفة في دول مختلفة.

    خروج العديد من اللاعبين الإسبان، إلى أكبر دوريات العالم؛ يجعل الجهاز الفني للمنتخب الوطني، يملك كتيبة تستطيع أن تتماشى مع أي خطط تكتيكية داخل أرضية الملعب.

    ومن بين الـ26 لاعبًا في القائمة الإسبانية، ببطولة كأس أمم أوروبا 2024؛ 7 لاعبين محترفين في الدوريات المختلفة؛ مثل الإنجليزي والألماني والفرنسي، وحتى السعودي.

    - الدوري الإنجليزي: دافيد رايا (آرسنال)، مارك كوكوريا (تشيلسي)، رودري (مانشستر سيتي).

    - الدوري الألماني: أليخاندرو جريمالدو (باير ليفركوزن)، داني أولمو (لايبزيج).

    - الدوري الفرنسي: فابيان رويز (باريس سان جيرمان).

    - الدوري السعودي: إيمريك لابورت (النصر).

    أما من عملاقي إسبانيا ريال مدريد وبرشلونة؛ فيتواجد في قائمة منتخب إسبانيا، 7 لاعبين دفعة واحدة؛ هم: "ناتشو فيرنانديز، داني كارفاخال، بيدري رودريجيز، فيرمين لوبيز، فيران توريس، لامين يامال وخوسيلو".

  • Pedri Nico Williams Spain 2024Getty

    الاعتماد على "الجماعية" والابتعاد عن الفردية

    منذ أن تعاقد الاتحاد الإسباني لكرة القدم، مع المدير الفني المخضرم لويس دي لا فوينتي، لقيادة المنتخب الوطني الأول، وأصبح الاعتماد على اللعب الجماعي؛ هو السمة الأبرز للماتادور.

    المنتخب الإسباني لا يوجد فيه نجمًا بارزًا، كما كان في السابق؛ حيث يعوض دي لا فوينتي ذلك، بمنظومة جماعية متكاملة؛ وهو ما اتضح في المباريات الأخيرة؛ سواء في التصفيات الأوروبية أو المباريات الودية.

    ويكفي القول إن 12 لاعبًا مختلفًا، سجلوا أهداف منتخب إسبانيا، في التصفيات الأخيرة المؤهلة إلى كأس أمم أوروبا "يورو 2024"؛ وهو ما يعكس العمل الجماعي الكبير.

    حتى في مباراتي أندورا وإيرلندا الشمالية "الوديتين"، استعدادًا لبطولة أمم أوروبا؛ سجل المنتخب الإسباني 10 أهداف، جاءوا بواسطة 6 لاعبين مختلفين.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • Luis-de-la-Fuente(C)GettyImages

    التخلص من متلازمة "4-3-3" مع دي لا فوينتي

    لسنواتٍ طويلة.. اعتمد منتخب إسبانيا الأول لكرة القدم، على طريقة لعب واحدة، هي "4-3-3"؛ والتي تحقق بها المجد الكروي في الفترة من 2008 إلى 2012 تحديدًا.

    لكن مع التغير المستمر في الطرق التكتيكية مؤخرًا؛ كان لزامًا على المنتخب الإسباني، أن يجد حلولًا بديلة في بعض المباريات؛ خاصة في ظل الانتكاسات الأخيرة.

    وبالفعل.. منذ تعاقد المنتخب الإسباني الأول، مع المدير الفني لويس دي لا فوينتي، أصبح المشجع يشاهد طرق مختلفة للماتادور، وخلال المباراة الواحدة.

    إسبانيا تلعب الآن؛ بخطط "4-2-3-1" و"4-4-2"، أو حتى بالأسلوب التقليدي لها "4-3-3"؛ حيث يعتمد ذلك على الخصم الذي يواجهه على أرضية الملعب.

    خطة "4-2-3-1" والتي بدأ دي لا فوينتي، يعتمد عليها كثيرًا مؤخرًا، أثبتت نجاعة كبيرة للغاية في المباريات؛ حيث يلعب بثنائي ارتكاز مزدوج؛ هما: رودري وفابيان رويز أو ميكيل ميرينو، مع لاعب وسط ثالث أقرب للمهاجمين "رقم 10"، ويقوم بهذا الدور حاليًا موهبة برشلونة بيدري رودريجيز.

    هذا التنوع التكتيكي؛ ساهم في صعوبة قراءة الخصم للمنتخب الإسباني، مع منح حرية أكبر للاعبي الماتادور داخل المستطيل الأخضر، عكس ما كان يحدث سابقًا، بالتقيد بطريقة واحدة، طوال الـ90 دقيقة.

  • 2023 UEFA Nations League winners spain Getty Images

    دي لا فوينتي يحول إسبانيا من "الخراب إلى العمار"

    عاش المنتخب الإسباني، أفضل مراحله الكروية في الفترة من 2008 إلى 2012، والتي شهدت التتويج بلقبين في أمم أوروبا، بالإضافة إلى الإنجاز الأكبر على الإطلاق، بالفوز ببطولة كأس العالم.

    لكن بعد تلك المرحلة الذهبية، والتي تزامنت مع نهاية المسيرة الدولية لأبرز نجوم هذا الجيل؛ بدأت نتائج منتخب إسبانيا الأول لكرة القدم، تتراجع بشكل مخيف.

    وظل المنتخب الإسباني يودع البطولات "المجمعة" الكبيرة، من الأدوار المتقدمة لعدة سنوات، وتحديدًا في الفترة من 2014 إلى 2022؛ على النحو التالي:

    - كأس العالم 2014: الخروج من الدور الأول.

    - كأس أوروبا 2016: الخروج من دور ثمن النهائي.

    - كأس العالم 2018: الخروج من دور ثمن النهائي.

    - كأس أوروبا 2020: الخروج من دور نصف النهائي.

    - كأس العالم 2022: الخروج من دور ثمن النهائي.

    هذه النتائج المخيبة لازمت منتخب إسبانيا الأول لكرة القدم، حتى جاء عام 2023؛ عندما عاد إلى منصات التتويج مجددًا، بالحصول على لقب دوري الأمم الأوروبية، تحت قيادة لويس دي لا فوينتي بالذات.

    حتى في التصفيات المؤهلة إلى بطولة كأس أمم أوروبا "يورو 2024"، قدّم الماتادور مستويات رائعة؛ وذلك بجمعه 21 نقطة من أصل 24 ممكنة.

    ولذلك.. يُمكن القول إن دي لا فوينتي، وفي عامٍ واحد فقط، حوّل منتخب إسبانيا الأول لكرة القدم من "الخراب إلى العمار"، في انتظار ما سيسفر عنه المستقبل.

  • Pedri Spain Getty

    "علاقة حب" تفجر موهبة بيدري مع المنتخب

    يضم منتخب إسبانيا الأول لكرة القدم، واحدًا من أفضل مواهب خط الوسط في العالم؛ وهو بيدري رودريجيز، نجم العملاق الكاتالوني برشلونة.

    لكن.. موهبة بيدري لم تنفجر - حتى الآن -، بالشكل الذي يأمله المشجع البرشلوني والإسباني؛ حيث يعود ذلك إلى الإصابات العضلية العديدة، التي يتعرض لها اللاعب في كل موسم.

    ويكفي القول إن بيدري، البالغ من العمر 21 سنة، تعرض لـ3 إصابات "عضلية" مع برشلونة، في الموسم المنتهي 2023-2024؛ حيث غيبته عن عديد المباريات المهمة، مكتفيًا بالمشاركة في 2.027 دقيقة فقط، بمختلف المسابقات المحلية والخارجية.

    وعلى الرغم من ذلك.. أصر لويس دي لا فوينتي، المدير الفني للمنتخب الإسباني، على ضم بيدري، إلى القائمة المشاركة في كأس أمم أوروبا "يورو 2024".

    ولم يستطع دي لا فوينتي، إخفاء حبه وإعجابه الكبيرين لبيدري؛ مؤكدًا في أكثر من مناسبة، على أن المنتخب الإسباني لا يُمكن أبدًا أن يستغنى عن هذا اللاعب، طالما أنه غير مصاب.

    بيدري من ناحيته، بادل مدرب منتخب إسبانيا، هذا الحب والإعجاب، مشددًا على أن دي لا فوينتي يدعمه بطريقة غير طبيعية، ويشجعه دائمًا على تقديم أفضل المستويات.

    وبالفعل.. يبدو موهبة نادي برشلونة، استعاد عافيته بعد دعم دي لا فوينتي؛ حيث ظهر ذلك في مباراة إيرلندا الشمالية "الودية"، والتي قدّم فيها اللاعب أداءً مبهرًا؛ ليسجل أول ثنائية في مسيرته مع المنتخب الوطني الأول لكرة القدم.

  • lamine yamal-spain-20240326(C)Getty Images

    "ميسي الصغير" يقود أحلام الماتادور المستقبلية

    الجميع يتذكر محاولات الاتحاد الإسباني لكرة القدم؛ من أجل إقناع الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي، بتمثيل منتخب الماتادور، بدلًا من بلده الأصلي.

    ميسي الذي لفت الأنظار إليه منذ عمر الـ16 سنة مع العملاق برشلونة، تلقى دعوة من الاتحاد الإسباني لكرة القدم؛ من أجل تمثيل المنتخب الوطني، خاصة أنه كان يملك الجنسية.

    لكن.. ميسي ظل وفيًا لبلده الأصلي الأرجنتين، ورفض دعوة الاتحاد الإسباني لكرة القدم، ليتم ضمه فيما بعد إلى منتخب بلده الأول؛ والذي حقق معه مؤخرًا حلم التتويج بلقب كأس العالم، وذلك في نسخة "قطر 2022".

    وبعد 20 سنة تقريبًا من هذه الواقعة.. كرر الاتحاد الإسباني للعبة، سيناريو ميسي مجددًا، ومع جوهرة برشلونية أيضًا؛ وهو لامين يامال، صاحب الأصول المغربية.

    إسبانيا دخلت في صراع شرس مع الاتحاد المغربي لكرة القدم، من أجل الفوز بخدمات يامال؛ قبل أن يقرر جوهرة برشلونة، تمثيل الماتادور، بشكل رسمي.

    وينظر الجميع في إسبانيا ونادي برشلونة تحديدًا إلى يامال، على أنه الخليفة الشرعي للأسطورة ميسي؛ خاصة أن بدايتهما تتشابه تمامًا، في سن الـ16 عامًا.

    ومنذ الانضمام إلى المنتخب الإسباني لأول مرة، في سبتمبر من عام 2023؛ لعب يامال 7 مباريات رسمية، سجل خلالها هدفين وصنع 4 آخرين؛ وهي أرقام رائعة للغاية، بالنسبة للاعب في هذا السن.

  • España Nico WilliamsGetty Images

    ثنائية هجومية إسبانية على "الطريقة العصرية"

    إلى جانب لامين يامال.. يملك منتخب إسبانيا الأول لكرة القدم، جناحًا آخر "شاب ومهاري"؛ وهو نيكو ويليامز، نجم نادي أتلتيك بيلباو، البالغ من العمر 21 سنة فقط.

    ويتمتع يامال ونيكو، بتفاهم كبير للغاية، سواء في غرف الملابس أو على أرضية الملعب؛ وهو ما ينعكس على الأداء الهجومي للمنتخب الإسباني، في المباريات.

    والكرة العصرية حاليًا، أصبحت تعتمد على الأجنحة بشكل كبير؛ خاصة أن الفرق التي تلعب في "العمق"، تجد صعوبة في حسم المباريات لصالحها.

    ولذلك.. فإن منتخب إسبانيا يستطيع الاطمئنان على مستقبله، بامتلاك اثنين من أفضل المواهب العالمية على مستوى الجناحين الهجوميين؛ ففضلًا عن صغر عمريهما، فهما يتمتعان بسرعة ومهارة رهيبة.

    يبقى فقط على لويس دي لا فوينتي، المدير الفني للمنتخب الإسباني، أن يحسن من "الإنهاء" لدى يامال ونيكو؛ حيث الاثنان يملكان عددًا كبيرًا من التمريرات الحاسمة، ولكن معدليهما التهديفي قليل نوعًا ما.

    يامال سجل مع برشلونة، 7 أهداف في 50 مباراة، بينما هز نيكو شباك المنافسين، 8 مرات من أصل 37 لقاءً شارك فيهم مع أتلتيك بيلباو، في موسم 2023-2024.

    وإذا ما نجح دي لا فوينتي في تحسين المعدل التهديقي لهذا الثنائي؛ فأنه سيملك منتخبًا قادر على الوصول إلى مراحل بعيدة للغاية، في البطولات الكبرى؛ خاصة مع وجود العديد من المواهب في خط الوسط تحديدًا.

0