"ودارت الأيام" .. هكذا قد تُوصف مسيرة ديفوك أوريجي مهاجم ميلان في السنوات الأخيرة، إذ تحول إلى موظف متقاعد في النادي الإيطالي بعدما كان الجميع يتغنى بهدفه الذي أقصى برشلونة من دوري أبطال أوروبا موسم 2018-2019.
Social GFXالرابع سجله أوريجي!
"الرابع سجله أوريجي" هي الجملة الأكثر إيلامًا لجمهور برشلونة، حيث تحمل لهم ذكريات سيئة جدًا عن مواجهة ليفربول في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2018-2019.
البارسا حسم لقاء الذهاب لصالحه 3-0، لكنه خسر إيابًا في مفاجأة مدوية بأربعة أهداف نظيفة، وقد سجل أوريجي الهدف الرابع من كرة لا تتكرر كثيرًا في كرة القدم، إذ استغل ألكسندر ترينت أرنولد انشغال لاعبي برشلونة بترتيب صفوفهم ومرر الكرة سريعًا من ركلة ركنية إلى أوريجي ليُسدد الأخير تجاه المرمى قبل 11 دقيقة من نهاية الوقت الأصلي.
أوريجي أصبح بطل ليفربول الأول في تلك الليلة، وقد وصفه الجميع بقاهر برشلونة، خاصة أنه كان قد سجل هدفًا آخرًا في المباراة، وقد اعتبرت تلك اللقطة بمثابة أيقونة تتويج الريدز باللقب بعد فوزهم في النهائي على توتنهام بهدفين سجل المهاجم البلجيكي أحدهما.
مسيرة متوسطة
إن غضضنا النظر عن تلك المباراة لأوريجي، نرى أن مسيرته في كرة القدم كانت متواضعة إلى متوسطة في أحسن الحالات، فهو لاعب ينشط في مركزي المهاجم والجناح الهجومي، ورغم ذلك لم يُسجل في أفضل مواسمه أكثر من 11 هدفًا، وكان موسم 2016-2017 مع ليفربول.
بداية أوريجي كانت مع شباب جينك، وقد رفض الانتقال إلى مانشستر يونايتد مُفضلا اختيار ليل الفرنسي عام 2010، وقد خاض مباراته الأولى مع الفريق الأول بعد عامين ونصف تقريبًا، وتحديدًا في فبراير 2013.
ودفع ليفربول ما يقرب من 13 مليون يورو لضم صاحب الـ19 عامًا من ليل، وقد أبقاه لموسم معارًا مع الفريق الفرنسي، وبعد موسم 2016-2017 مع ناديه الإنجليزي أعير مجددًا لكن إلى فولسفورج الألماني تلك المرة.
ورغم أن موسم 2016-2017 هو الأفضل للاعب مع ليفربول على صعيد الأهداف، سجل 11، إلا أن الموسم الأفضل فعليًا له كان 2018-2019 حين ساهم في الفوز بدوري الأبطال، بإحرازه 3 أهداف خلال مباراتي نصف النهائي والنهائي أمام برشلونة وتوتنهام، وهو ما دفع النادي وبرغبة من المدرب يورجن كلوب إلى تجديد عقده حتى صيف 2022.
هذا القرار قد يُوصف بأنه أحد أخطاء كلوب الكبرى في ليفربول، فاللاعب شهد حالة تراجع غريبة في مستواه، كما ساهمت الإصابات في غيابه عن الملاعب طويلًا، وقد اكتفى بإحراز 13 هدفًا خلال المواسم الثلاثة الجديدة حتى انتهى به الأمر راحلًا إلى ميلان في صفقة انتقال حر صيف 2022.
لم يُخيب أوريجي الآمال وقدم أداءً متواضعًا تمامًا في موسمه الأول مع ميلان، مكتفيًا بهدفين خلال 36 مباراة جلها من دكة البدلاء، ليُعار إلى نوتنجهام فورست ويعود دون إحراز سوى هدف واحد خلال 22 مباراة، وهنا كانت نقطة النهاية!
موظف متقاعد
أوريجي وقع عقدًا مع ميلان يمتد حتى صيف 2026، يتقاضى بموجبه 4 ملايين يورو سنويًا، ولكنه لم يلعب للفريق سوى موسم واحد! وكانت آخر مباراة للاعب مع الروسونيري في 4 يونيو 2023 وكانت ضد هيلاس فيرونا، غادر بعدها معارًا إلى نوتنجهام فورست.
باولو فونسيكا، المدرب الذي خلف ستيفانو بيولي في ميلان، أخرج أوريجي تمامًا من حساباته، وقد حاولت الإدارة بيع عقده لكنه رفض تمامًا، ولذا تم تحويله للفريق الرديف في النادي الإيطالي.
صحيفة لاجازيتا ديلو سبورت كشفت في نوفمبر 2024 أن اللاعب حتى لا يتدرب مع الفريق الرديف، بل حتى لا يتواجد في الميلانيلو، مقر تدريبات ميلان، ويجلس في بيته متقاضيًا راتبه دون بذل أي جهد!
ورغم مرور الموسم كاملًا وخروجه من الصورة تمامًا، إلا أن أوريجي رفض الرحيل عن ميلان وبقي يلعب دور الموظف المتقاعد في النادي، وتُحاول الإدارة حاليًا فسخ عقده بعدما فشلت في تسويقه لأي نادٍ لرفضه التخلي عن راتبه الكبير مع الفريق.
اللاعب البلجيكي وبعد لحظة مجد خاطفة في حياته أمام برشلونة تخلى عن كل شيء واكتفى بالمال والحصول على راتب ممتاز في إيطاليا!