GOALفي ليلة كروية درامية على ملعب "سانت جيمس بارك"، وفي الدقيقة 96 من مباراة معقدة أمام نيوكاسل، قرر مدرب ليفربول، آرني سلوت، أن يلقي بورقته الأخيرة: فتى يبلغ من العمر 16 عاماً، يخوض أولى مبارياته في الدوري الإنجليزي.
لم يكن أحد يتوقع أن هذا الفتى، ريو نجوموها، سيحتاج إلى أربع دقائق فقط ليحول نفسه من موهبة واعدة إلى حديث إنجلترا بأكملها، ويسجل هدفاً قاتلاً في الدقيقة 100 سيظل محفوراً في تاريخ النادي.
Getty Images Sportكانت النتيجة تشير إلى التعادل 2-2، والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، نزل نجوموها إلى الملعب وفي عينيه طموح شاب.
وفي الدقيقة العاشرة من الوقت بدل الضائع، وبعد تمريرة حاسمة من محمد صلاح، أظهر نجوموها هدوءاً وثقة لا يتناسبان مع عمره، ليسدد كرة قوية في الشباك ويمنح ليفربول ثلاث نقاط ثمينة.
لم يكن مجرد هدف، بل كان إعلاناً عن ميلاد نجم جديد، وهو ما لخصه أسطورة أرسنال، تييري هنري، في الاستوديو التحليلي قائلاً: "لقد أعلن عن نفسه، بدا وكأنه لاعب يلعب منذ زمن طويل بالطريقة التي أنهى بها الهجمة".
.jpg?auto=webp&format=pjpg&width=3840&quality=60)
Rio Ngumoha Instagramوراء هذا التألق، تكمن قصة انتقال مثيرة للجدل، نجوموها هو نتاج أكاديمية تشيلسي التي انضم إليها في الثامنة من عمره.
لكن في صيف 2024، وبعد فشل مفاوضات التجديد، خطفه ليفربول في صفقة أغضبت إدارة تشيلسي بشدة، لدرجة أن الأمر تطلب تدخل محكمة رياضية لتحديد قيمة التعويض.
غضب تشيلسي كان مفهوماً، فقد خسروا جوهرة توقع لها أسطورتهم جون تيري مستقبلاً باهراً قائلاً: "هذا الفتى سيكون لاعباً كبيراً جداً".
Socialفي اليوم التالي للمباراة، تزينت الصفحات الخلفية للصحف الإنجليزية بصورة نجوموها وعناوين مدوية.
صحيفة "التايمز" استعارت العبارة التاريخية التي أُطلقت على واين روني وكتبت "تذكروا الاسم"، بينما وصفت "ديلي إكسبريس" ما حدث بـ "ريو العظيم (RIO GRAND)".
عكست العناوين الصاخبة مثل "ركلات المراهق في الأسنان" حجم الدراما التي حسمها هذا الفتى الصغير.
Getty Images Sportاشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بالإشادة بنجوموها، حيث وصفه المشجعون بـ"نجم المستقبل" و"أفضل لاعب شاب في العالم"، حتى أن البعض بدأ مقارنات جريئة بينه وبين موهبة برشلونة لامين يامال.
لكن قصته لم تتوقف عند حدود الملعب، بل امتدت إلى عالم "فانتازي البريمييرليج"، فالتمريرة الحاسمة التي قدمها محمد صلاح في الدقيقة 90+10 لهدف نجوموها، أنقذت ملايين من لاعبي الفانتازي، حيث حولت نقاط صلاح في المباراة من نقطتين إلى 5 نقاط، ليصبح نجوموها بطلاً في أعين جماهير ليفربول ولاعبي الفانتازي على حد سواء.
Getty Images Sportفي أربع دقائق فقط، تحول ريو نجوموها من موهبة أكاديمية واعدة إلى حديث إنجلترا بأكملها.
لكن القصة لا تتعلق فقط بهدف في الدقيقة الأخيرة، بل بالهدوء والثقة التي أظهرهما فتى في السادسة عشرة من عمره في أصعب لحظة ممكنة.
وكما قال له قائد فريقه فيرجيل فان دايك: "كل شيء يبدأ الآن"، فالاختبار الحقيقي ليس في تسجيل هدف تاريخي، بل في العمل الجاد والتواضع والاستمرارية.
لقد أعلن نجوموها عن نفسه، والآن يشاهد عالم كرة القدم بفارغ الصبر الفصل التالي في قصة من المحتمل أن تكون أحد ألمع مواهب ليفربول وإنجلترا.
