التعاقدات الجديدة وعقد ماركوس راشفورد.. استحواذ مانشستر يونايتد المثير للسخرية يهدد خطة إريك تين هاج لإعادة بناء الفريق

تم تقديم أول جولة من العروض لشراء مانشستر يونايتد في 17 فبراير، عندما أعلن القطري، الشيخ جاسم، عن نيته لشراء النادي، وتسديد ديونه. وقد تبعه مجموعة "INEOS" بقيادة الرئيس التنفيذي الأصلي من مانشستر، راتكليف. وكانوا المتقدمين الوحيدين الذين أعلنوا، عن اهتمامهم بالاستحواذ في ذلك الوقت، وعلى الرغم من أنه فيما بعد، تبين أن شركة "إليوت مانجمنت"، التابعة لصندوق استثمار أمريكي، قدمت تمويلًا لأي طرف مهتم، مما يفتح الباب لإمكانية بقاء عائلة جليز، بنسبة في النادي.

التقى وفدا "INEOS" ومؤسسة الشيخ جاسم "ناينتي تو" في مارس، مع مسؤولي مانشستر يونايتد في أولد ترافورد. وتم تحديد الموعد النهائي للجولة الثانية من العروض بعد بضعة أيام، وفي ذلك الوقت بدأت الأمور تتعقد.

وأعلن الشيخ جاسم، ومجموعة "INEOS" أنهما قدما عروضهما الثانية، لكنه تبين أن مانشستر يونايتد لم يستلمها. وطلبت كلا الجهتين من مجموعة راين، الذين ينظمون عملية البيع تمديد الموعد النهائي، وتم الموافقة على ذلك.

دخل رجل الأعمال الفنلندي توماس زيلياكوس الصراع في مارس، حيث دعم عرضًا يقوده المشجعون، وفقًا لهذا العرض سيمتلك الجمهور نصف النادي إذا نجح في الاستحواذ عليه. ومع ذلك، انسحب زيلياكوس بعد أقل من شهر بسبب استيائه من أن عائلة جليزر كانت تجري جولة ثالثة من العروض، لكي تحقق سعرًا أعلى. كما اعتبر زيلياكوس أن السعر المطلوب من العائلة الأمريكية، والمقدر بحوالي 6 مليارات جنيه استرليني، أعلى بكثير مما يستحقه النادي.

وقال زيلياكوس:" جيم راتكليف، والشيخ جاسم، وأنا كنا جميعًا جاهزين للتفاوض على صفقة لشراء مانشستر يونايتد. بدلاً من ذلك، اختارت عائلة جليزر بدء جولة جديدة. لن أشارك في مهزلة تهدف إلى تحقيق أقصى ربح للبائعين، على حساب النادي".

ثم أجرى يونايتد جولة ثالثة، وأخيرة من العروض، حيث قدم كل من الشيخ جاسم، وINEOS عروضًا جديدة. ظهرت تقارير في وقت سابق من هذا الشهر، تفيد بأن INEOS يقترب من الشراء بعد تقديم عرض قيمته 6 مليارات جنيه استرليني، وهو رقم قياسي عالمي. ومع ذلك، رد الشيخ جاسم بعرض آخر بعد أسابيع من الموعد النهائي. وينتظر القطري الآن الاستجابة من عائلة جليزر، وشركة راين.

عملية الاستحواذ التي تعانيها مانشستر يونايتد، تتناقض مع عملية بيع تشيلسي في عام 2022. بعد أن تمت معاقبة رومان أبراموفيتش من قبل الحكومة البريطانية، بعد غزو روسيا لأوكرانيا، أعلن في 2 مارس أنه يريد بيع النادي. أكمل بولي استحواذه على النادي في 28 مايو. استغرقت العملية بأكملها حوالي ثلاثة أشهر، أقل من نصف الوقت الذي استمرت فيه مأساة مانشستر يونايتد، دون أن يظهر أي نهاية واضحة في الأفق.

أول عام لتشيلسي تحت إدارة بولي، كان كارثيًا تمامًا على الصعيد الرياضي، والبلوز، الذين يحتلون المركز الـ12 في الترتيب، يعانون مع المدير الفني الثالث لهم هذا الموسم. ومع ذلك، لا يمكن إنكار حقيقة أن عملية الاستحواذ تمت بسرعة، وأنهم كانوا قادرين على التحرك سريعًا، وبشكل حاسم، في سوق الانتقالات نتيجة لذلك.

والظروف بالطبع مختلفة تمامًا. بينما لم يكن لدى أبراموفيتش خيارًا، سوى بيع تشيلسي بسبب تجميد أصوله، فإن جليزر يمتلكون كل الورق في يديهم. الجانب الإيجابي من سحبهم للعملية هو إمكانية تحقيقهم لمزيد من الأموال خلال عملية البيع. أما الجانب السلبي الوحيد هو أنهم سيواجهون مظاهرات أكثر حدة من الجماهير، ولكن بالنظر إلى أنهم واجهوا معارضة شديدة منذ لحظة شرائهم للنادي في عام 2005، فمن غير المرجح أن يكون ذلك مصدر قلق بالنسبة لهم.

وتكمن العواقب على مانشستر يونايتد في ذلك في حجمها. كما قال زيلياكوس عند إعلانه انسحابه من السباق:" ستجعل التأخيرات، من الصعب جدًا على أي مالك جديد بناء فريق فائز للموسم المقبل".

تقدم مانشستر يونايتد بشكل كبير تحت قيادة تين هاج، بعد أن سجلوا أسوأ إجمالي نقاط خلال 30 موسمًا، في الدوري الإنجليزي الممتاز في عامي 2021-2022 تحت قيادة سولشاير، ورالف رانجنيك. وحققوا أولى بطولاتهم في الست سنوات الماضية، من خلال الفوز بكأس الرابطة الإنجليزية، ووصولهم إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، مما منحهم فرصة لوقف سباق مانشستر سيتي لإكمال الثلاثية. كما يقترب فريق الشياطين الحمر من ضمان عودته إلى دوري أبطال أوروبا، حيث يحتاجون فقط إلى نقطة واحدة أخرى، من مباراتيهم المتبقيتين في أولد ترافورد، لتأمين المركز الرابع.

ولكن ما لم يبنوا على تلك التقدمات في فصل الصيف، ولا عالجوا بعض مناطق الفريق، يتعرضون لخطر كما حدث في السنوات السابقة، عندما فشلوا في استغلال الانتهاء في المراكز الأربعة الأولى. نجح فريق تين هاج في تغطية العيوب، بفضل سلسلة رائعة من النتائج بين ديسمبر، وأبريل، ولكن المشكلات في الفريق أصبحت واضحة بشكل مؤلم، بعد الهزائم أمام إشبيلية، وبرايتون، ووست هام، عندما تعطلوا بغياب ليساندرو مارتينيز، ورافاييل فاران.

وتفتح نافذة الانتقالات رسميًا في 10 يونيو، ولا يوجد ضمان بأن عملية الاستحواذ ستُحل بحلول ذلك الوقت. ولكن يتعين على مانشستر يونايتد أن يستفيد من المتبقي لديه للتفوق على منافسيهم، حيث يتم غالبًا زرع بذور الصفقات في أبريل، ومايو.

يحتاج النادي إلى استثمار جديد، بعد أن أنفقوا ميزانيتهم التحويلية في الصيف الماضي، لدرجة أنهم في يناير لم يتمكنوا سوى من ضم فاوت فيخورست، ومارسيل سابيتسر، على سبيل الإعارة، بعدما تخلوا عن خدمات كريستيانو رونالدو.

والأولوية هذا الصيف، هي التعاقد مع مهاجم ومثمر مثل هاري كين، أو فيكتور أوسيمين، لرفع الفريق إلى المستوى التالي. لم يتمكن فيخورست من تسجيل أي هدف بالدوري الإنجليزي الممتاز، في حين يعاني أنتوني مارسيال من عدم الاستقرار، وصعوبة البقاء في حالة صحية جيدة طوال الموسم.

النادي أيضًا في حاجة إلى حارس مرمى جديد، للتنافس مع دافيد دي خيا، الذي واجه صعوبات طوال الموسم، ويعاني من مشاكل في التعامل مع الكرة بقدميه، مما يجعل من الصعب على الفريق اللعب من الخلف كما يرغب تين هاج. كما يحتاجون إلى لاعب وسط آخر، حيث أن كريستيان إريكسن، وكاسيميرو، يبلغان من العمر 31 عامًا بالفعل وسوف يبلغ برونو فيرنانديش 29 عامًا في سبتمبر.

وعملية إعادة البناء لا تزال بعيدة عن الانتهاء، وفي ظل عدم تحديد مستقبل النادي، يصعب تحديد الميزانيات لفترة الصيف، والتعاقد مع الأهداف. كما يصعب إقناع اللاعبين بالانضمام إلى النادي عندما لا يعرفون من سيديره.

ليست فقط التعاقدات الجديدة، هي ما يجب على مانشستر يونايتد أن يقلقوا بشأنه. ماركوس راشفورد على وشك الدخول إلى السنة الأخيرة من عقده، ويحتفظ بكل القوة في المفاوضات بعد أفضل موسم بمسيرته، حيث سجل 29 هدفًا في جميع المسابقات. ولم يكن لدى مهاجم إنجلترا قيمة أعلى من هذه الفترة، وطبيعي أنه سيطالب بزيادة كبيرة لتوقيع عقد جديد. كلما تمكن النادي من إتمام الصفقة لضمان بقائه، كان ذلك أفضل.

ومع ذلك، سيكون راشفورد أيضًا يرغب في معرفة أنه يلتزم بنادي لديه خطة للمستقبل، ومن غير المرجح أن يوافق على توقيع عقد جديد، حتى يتم حسم الصفقة الاستحواذ. كلما استغرقت عائلة جليزر وقتًا أطول لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كانوا يرغبون في بيع النادي، لراتكليف، أو الشيخ جاسم، أو الاستمرار، زادت المخاطرة في فقدان أحد أعظم لاعبي الفريق، وأفضل أصولهم.

استحواذ مانشستر يونايتد كانت قصة شيقة، ولكنها بحاجة ماسة للانتهاء قريبًا، حتى يتمكن النادي من النظر إلى المستقبل، والابتعاد عما يشبه حالة دائمة من ذلك التعلق.