حضور ملكي وأجنحة ليفركوزن .. التشكيل المثالي في أوروبا موسم 2023-2024

بعد سنوات عجاف في بوروسيا مونشنجلادباخ دون بطولات، شهد آخر موسمين تغير حظوظ السويسري، ففاز بالبوندسليجا مع بايرن ميونخ ثم الدوري الإيطالي مع إنتر العام الحالي.

الحارس المخضرم استقبلت شباكه فقط 19 هدفاً هذا الموسم بالدوري وحافظ على نظافتها في 19 مباراة من أصل 34 لعبها، وفي المجمل استقبل 23 هدفاً في كل البطولات وحافظ على نظافة شباكه في 25 مباراة من 43.

كان الظهير الإسباني نجماً غير متوجاً في صفوف بنفيكا، ولم يحظ أبداً بالاهتمام الإعلامي الذي يتناسب مع إمكانياته، ولكن كل ذلك تغير عقب انتقاله المجاني إلى باير ليفركوزن الصيف الماضي.

12 هدفاً و19 تمريرة حاسمة بمجموع 31 مساهمة تهديفية للظهير الجناح الأيسر كانت من أهم العوامل في تتويج باير بلقب البوندسليجا الأول في تاريخه والتألق الكبير لكتيبة تشابي ألونسو الذي عرف كيف يظهر النسخة الأفضل لمواطنه.

لا يمكن ذكر جريمالدو دون قرينه على الجانب الآخر، إذ صنع الثنائي الطائر سلاحاً فشل خصوم ليفركوزن بالتعامل معه.

14 هدفاً و12 تمريرة حاسمة للهولندي الشاب الذي تطور على مدار الموسم من مجرد ظهير أيمن هجومي إلى جناح يملك حرية الحركة في كل مراكز الهجوم.

تعرض ريال مدريد لضربة كبرى في افتتاح موسمه بإصابة إيدر ميليتاو بقطع في الرباط الصليبي، الأمر الذي تكرر عقب أسابيع قليلة مع شريكه دافيد ألابا، ليفقد الملكي قلبي دفاعه بالتشكيل الأساسي.

ولكن روديجر الذي اشتكى الموسم الماضي من قلة المشاركات كأساسي كان أكبر المستفيدين، إذ تحول لقائد دفاع الميرينجي وصمام أمانه، وكون شراكة ناجحة مع ناتشو أو حتى أوريليين تشواميني، والعرض الذي قدمه في ربع نهائي الأبطال لاحتواء إرلينج هالاند بأساليبه الخاصة سيبقى مخلداً في الذاكرة، ليثبت أقدامه في تشكيل كارلو أنشيلوتي وناديه لسنوات قادمة.

لم تكن بدايات الفرنسي الشاب مع آرسنال موفقة، فضيحة خارج الملعب وإعارة إلى مارسيليا ومعاناة للعب أساسياً، ولكن بداية من الموسم الماضي تغيرت حظوظه.

كون ميكيل أرتيتا ثنائية ناجحة بين جابرييل وساليبا كانت عنواناً لأقوى خطوط الدفاع في البريميرليج الموسم الجاري، والمدافع الفرنسي طور من نفسه بشكل كبير وتحول لركيزة لا غنى عنها بمشاركته في 50 مباراة بكل الموسم مع المدفعجية، ولم يغب عن أي لقاء في محاولتهم غير الموفقة لكسر هيمنة مانشستر سيتي على اللقب.

إذا غاب رودري خسر سيتي، وإذا حضر لا يعرف الفريق الخسارة، تلك إحصائية حقيقية وليس رأي لمحلل، وإن كان مانشستر يونايتد كسر القاعدة في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.

أصبح متوسط الميدان الإسباني أحد أفضل لاعبي العالم في المجمل وليس في مركزه فقط، وطور من جانبه الهجومي بشكل لافت، وغيابه عن قائمة المرشحين لجائزة لاعب العام في إنجلترا جعلت الجميع بداية من بيب جوارديولا حتى جماهير المنافس حتى تتعجب!

جاء انضمام رايس من وست هام مقابل 120 مليون يورو الصيف الماضي ليجعله تحت أعين النقاد لتبرير هذا المبلغ الضخم المدفوع من آرسنال.

ولكن الإنجليزي الشاب أثبت صحة قرار ناديه بتحوله لقائد حقيقي في خط وسط ناديه، ولاعب شامل في متوسط الميدان يعرف متى يتراجع لحماية دفاع فريقه، ومتى يتقدم بذكاء لإنهاء الهجمات بلمسته المميزة.

انضم الإنجليزي الشاب مقابل 100 مليون يورو من بوروسيا دورتموند، ومثل مواطنه رايس، أثبت صحة قرار ناديه بصرف هذا المبلغ الضخم.

ضربة تكتيكية تدرس كانت من كارلو أنشيلوتي بتوظيف بيلينجهام خلف المهاجمين وليس مجرد لاعب وسط، لتكون المحصلة 23 هدفاً و13 تمريرة حاسمة قادت الملكي لمنصات التتويج محلياً وقارياً، وقد تقوده لكرة ذهبية قد تلعب أمم أوروبا وما سيقدم فيها دوراً في فوزه بها.

مثل بيلينجهام، جاء التغيير التكتيكي من كارلو أنشيلوتي ليفجر طاقات الجناح البرازيلي في مركز آخر، بعد أن أظهر إمكانياته الكبيرة كرأس حربة.

24 هدفاً و11 تمريرة حاسمة من فيني بمركزه الجديد كمهاجم حر بجانب مواطنه رودريجو تجعله مرشح آخر من الملكي للكرة الذهبية، وإن كانت تصرفاته مع الخصوم والجماهير كانت العنوان الأبرز لموسم لاعب ريال مدريد، الأمر الذي قد يهدد مكانته مع وصول كيليان مبابي المرتقب.

كان فودين دائماً الورقة الرابحة التي يلعبها بيب جوارديولا لقلب حظوظ مانشستر سيتي وإعطاء ناديه مرونة تكتيكية عند الحاجة، ولكن تغير الوضع هذا الموسم.

سحب الإنجليزي الشاب البساط من إرلينج هالاند والبقية وتحول لنجم سيتي الأول بعد أن سجل 27 وصنع 12 هدفاً بكل المسابقات، ليقود ناديه للقب دوري جديد ويفوز بجائزة أفضل لاعب في البريميرليج عن استحقاق.

قل ما تشاء عن نحس كين، صحيح النجم الإنجليزي انتقل إلى بايرن ميونخ لتحقيق الألقاب وخرج الفريق بموسم صفري كارثي ولكن على الصعيد الشخصي لم يكن كذلك لكين.

44 هدفاً في 45 مباراة بكل المسابقات، بالإضافة إلى 12 تمريرة حاسمة، ليتوج بالحذاء الذهبي كهداف للقارة العجوز، ويتصدر الترشيحات مع ثنائي مدريد بيلينجهام وفينيسيوس فيما يخص الكرة الذهبية بانتظار اليورو وكوبا أمريكا، ليبرر المائة مليون يورو التي دفعها البافاري لسبيرز الصيف الماضي، ويؤكد أن لا علاقة له بصفر ميونخ مع الألقاب هذا الموسم.

يستحق أندري لونين الإشادة بعد أن أثبت جدارته في حماية عرين ريال مدريد وتعويض غياب تيبو كورتوا، وإن كان اهتز مستواه بعودة البلجيكي في الأسابيع الأخيرة من الموسم.

خط دفاع آرسنال تواجد منه ساليبا بالتشكيل المثالي ولكن شريكه جابريل، وكذلك بن وايت يستحقان الذكر، خصوصاً الأخير الذي تأقلم وتألق كظهير أيمن، وكذلك ثنائي دفاع بطل إيطاليا إنتر أليساندرو باستوني وبنجامن بافارد الذان كانا وراء الدفاع الأقوى في الدوري الخمس الكبرى بأوروبا هذا الموسم.

أعاد جرانيت جاكا إحياء مشواره في باير ليفركوزن وكان قطعة أساسية في تشكيل تشابي ألونسو، بينما كان زميله فلوريان فيرتس أحد أفضل صناع اللعب في أوروبا وينتظر منه الكثير في أمم أوروبا، وفي منتصف الميدان يستحق قائد آرسنال مارتين أوديجارد الذكر وكذلك فيتينيا من بي إس جي، بالإضافة إلى نجم أتالانتا توين كوبمينمرز الذي يتوقع أن يكون محط صراع ميركاتو الصيف.

كان صراع هداف الليجا مشتعلاً حتى الجولة الأخيرة والفضل للثنائي أليكساندر سورلوث من فياريال وأرتيم دوفبيك مفاجأة جيرونا، ولا يمكن نسيان ما أضافه أنتوان جريزمان، سواء كلاعب خط وسط هجومي أو مهاجم مع أتلتيكو مدريد.