Ahly Ain

الأهلي والعين .. رحيمي "تائه في القاهرة" ودروس مجانية للهلال لإسقاط "مُرعب آسيا"

دخل هيرنان كريسبو مدرب العين الإماراتي مع فريقه إلى ملعب ستاد القاهرة، مساء اليوم، الثلاثاء، وهو يعرف جيدًا الخصم الذي يواجهه وما يمكن أن يفعله، ولكنه فشل مثله مثل غيره في إسقاطه.

الأهلي المصري .. هو اللغز الذي يعرفه الجميع، كتاب مفتوح بكل تفاصيله، ولكنك ستعجز دائمًا عن حله، حتى لو كنت مُرعبًا لقارة آسيا بأكملها ولديك سفيان رحيمي وغيره من النجوم.

المباراة التي جمعت بين الفريقين في كأس القارات للأندية إنتركونتيننتال 2024، انتهت بفوز الأهلي بثلاثية نظيفة، نتيجة طبيعية ومتوقعة لأي شخص يدرك قيمة وقوة المارد الأحمر عندما تأتي المحافل الدولية الكبرى.

الثلاثية كانت بمثابة اللوحة الفنية المكونة من 3 مشاهد، لأنها لم تكن مجرد مواجهة عادية تمر مرور الكرام، بل حلقة جديدة من مسلسل تفوق الأهلي في مثل هذه المباريات!

المشهد الأول .. توتر العين من مواجهة هذا "اللغز المعروف" كان واضحًا منذ الوهلة الأولى، ومنح الأهلي هدف التقدم من تمريرة ضلت طريقها من إمام عاشور، أخطأ في تقديرها المرتبك يحيى نادر، ليمنحها إلى وسام أبو علي الذي أودعها ببراعة في شباك الحارس خالد عيسى، ليذهب محتفلًا على كرسي مع الجماهير، وكأنه يخبرنا جميعًا بالاسترخاء للاستمتاع بكل لحظة من هذه الليلة.

المشهد الثاني .. الأروع والأكثر جمالًا، بطله إمام عاشور، الذي سجل بعض الأهداف الهامة وصنع العديد من اللحظات الخاصة مع المارد الأحمر، ولكن هذه اللحظة "غير" ولا يمكن مقارنتها بأي هدف آخر، حيث سدد كرة صاروخية "على الطائر" في مرمى خالد عيسى ليؤكد تفوق الأهلي، ويرسل رسالة أخرى إلى كريسبو كان فحواها "اللغز صعب عليك .. كان غيرك أشطر"!

المشهد الثالث .. كان عاديًا ومعتادًا، عمر كمال يحصل على ركلة جزاء في الدقائق الأخيرة، سجل منها محمد مجدي قفشة هدفًا جديدًا لتكتمل الثلاثية.

ملحوظة .. كان من الممكن أن يكون هناك المزيد من المشاهد الأخرى، ولكن تألق خالد عيسى حرم الأهلي من زيادة "الغلة" ليكتفي بثلاثية نظيفة ستجعله يحزم حقائبه نحو الدوحة لاستكمال مشواره في البطولة..

  • FBL-INTERCONTINENTAL-CLUB-CUPAFP

    عقلية ريال مدريد

    الأهلي قد يتخبط ويعاني محليًا أمام فرق متوسطة بل ضعيفة، ولكن عندما تأتي المحافل الكبري ترى صورة مختلفة تمامًا، نسخة مصرية من ريال مدريد وبايرن ميونخ، شخصية بطل يكتسح خصومه ولا يمنحهم أي فرصة للتنفس.

    الأمر لا يتعلق بمارسيل كولر وبيتسو موسيماني أو أي مدرب آخر، إنها عقلية الأهلي التي ظهرت في العديد من المناسبات داخل إفريقيا وخارجها في كأس العالم للأندية بنسخته القديمة.

    العين "مُرعب قارة آسيا" والذي تفنن في تعذيب دفاعات الهلال في نصف نهائي دوري أبطال آسيا 2023-2024، كان خصمًا أليفًا بصورة لم يتوقعها أكثر المتفائلين من جماهير الأهلي، التوتر كان العنوان الرئيسي للفريق الإماراتي في الشوط الأول، والذي دفع ثمنه غاليًا في الخطأ الذي أدى إلى هدف وسام أبو علي.

    البعض يقلل من قيمة اكتساح الأهلي لقارة إفريقيا على مدار السنوات الماضية، بحجة أن الأندية أصبحت ضعيفة للغاية ولا تعيش أفضل حالاتها، مما ساعد الفريق الأحمر على الظفر بدوري الأبطال في 2020 و2021 و2023 و2024.

    لو افترضنا صحة هذا "الهراء" فهل العين ضعيف أيضًا؟ العملاق الإماراتي الذي تفنن في إسقاط النصر والهلال في دوري أبطال آسيا بعد طفرتهما التاريخية الموسم الماضي بتواجد نخبة من نجوم العالم، وسحق يوكوهاما 5/1 في إياب المباراة النهائية للبطولة.

    ربما يعاني العين هذا الموسم مع كريسبو، حيث يحتل المركز السادس بجدول الدوري الإماراتي بفارق 6 نقاط عن شباب الأهلي، كما أن الأمور ليست أفضل حالًا في دوري أبطال آسيا للنخبة، بالخسارة مرتين من الهلال والغرافة، والتعادل مع السد القطري، لكنه يظل أحد الكبار وهذه المواجهة لها طابع خاص يختلف عن أي مباراة أخرى، خاصة وأن الأهلي نفسه ليس في أفضل حالة فنية خلال الأسابيع الماضية.

    من أسرار نجاح الأهلي أن الرد على هذه الأكاذيب لا يحدث خلف الميكروفونات، بل من خلال النجاح والتفوق في كأس العالم للأندية وأي بطولة خارج القارة السمراء، والآن مع هذه المسابقة الجديدة الذي يستعد الفريق للمضي قدمًا فيها نحو خطوة جديدة قد تكون أصعب أمام الفائز من بطلي أمريكا الشمالية والجنوبية، ولكنها ليست مستحيلة على المدرب مارسيل كولر ورفاقه.

  • إعلان
  • ahly-hilal-ittihad@GOAL

    درس مجاني للهلال

    فوز الأهلي على العين اليوم يُجبرنا على الذهاب إلى هذه المنطقة الشائكة، لأن العملاق المصري أثبت تفوقه من جديد على أحد كبار الأندية الخليجية وقارة آسيا بشكل عام.

    الثلاثية الساحقة في شباك العين، تذكرنا بما حدث في 12 فبراير 2022، عندما تفوق الفريق على الهلال السعودي برباعية نظيفة في كأس العالم للأندية.

    وبالرجوع قليلًا بالذاكرة إلى 15 ديسمبر 2023، سنتذكر أيضًا ما فعله الأهلي بالاتحاد السعودي، عندما أسقط الشياطين الحمر خصمهم الذي تسلح بكريم بنزيما وفابينيو ونجولو كانتي بنتيجة 3/1 في مونديال الأندية أيضًا.

    وبعيدًا عن النتائج والأرقام، لو نظرنا إلى أداء الأهلي اليوم سنعرف جيدًا أنه في مستوى مختلف تمامًا عن كبار الدوري السعودي، رغم الكم الهائل من الأموال التي يتم إنفاقها بصفة منتظمة.

    بطل إفريقيا لم يمنح أي مساحة للعين من أجل التنفس بفضل السيطرة الكاسحة التي فرضها مارسيل كولر من البداية حتى النهاية، نحن هنا نتحدث عن نفس الخصم الذي تغلب على الهلال 4/2 في نصف نهائي دوري أبطال آسيا الموسم الماضي، وصعد إلى نهائي البطولة على حسابه.

    ونفس الفريق أيضًا الذي خسر 5/4 بصعوبة بالغة أمام الهلال أيضًا هذا الموسم، في مواجهة آسيوية أخرى، عانى فيها الهلال دفاعيًا واهتزت شباكه 4 مرات، بينما خرج الأهلي بشباك نظيفة في نزهة على أرضه وأمام جماهيره.

  • FBL-INTERCONTINENTAL-CLUB-CUPAFP

    مفقود في القاهرة

    الجناح المغربي سفيان رحيمي الذي سجل 7 أهداف في 8 مباريات هذا الموسم مع العين في الدوري الإماراتي ودوري أبطال آسيا للنخبة بخلاف إحرازه هدفين في شباك أوكلاند سيتي النيوزيلاندي في الدور الأول من كأس القارات، ووصل رصيده التهديفي إلى 25 هدفًا في الموسم الماضي و13 تمريرة حاسمة، جاء عند الأهلي وتوقف، لأن الأهلي غير!

    رغم المهارة الفنية الفائقة التي يمتلكها صاحب الـ28 سنة، إلا أنه لم يفعل الكثير، وكان أحد أسوأ اللاعبين في المباراة، بعدما وصل تقييمه إلى 6.3 فقط من 10 وفقًا لموقع "سوفا سكور"

    رحيمي لم يسدد أي كرة على مرمى أو خارجها، وحاول المراوغة مرة واحدة فقط وفشل، ولمس الكرة 30 مرة، وفاز بالتحام أرضي واحد من أصل 5 والتحام هوائي من 3 محاولات.

    الدولي المغربي الذي سجل هاتريك في شباك الهلال الموسم الماضي والحالي أيضًا، فقد الاستحواذ على الكرة 13 مرة، وقام بالتغطية الدفاعية مرة واحدة فقط واستخلص الكرة مرة.

    أرقامه الدفاعية تبدو أفضل من الهجومية، وهذا ما يعكس حالة الاستسلام التامة التي ظهر رحيمي عليها، في مشهد لم نعتاد عليه أبدًا من أحد أفضل اللاعبين في قارة إفريقيا!

0