الأهلي ضد الاتفاق | أليكساندر الإثبات الحقيقي لقلة حظ الراقي وملعب الكرة ليس "حلبة مصارعة" يا إيفان توني!

صانع الألعاب البرازيلي الذي بوجوده "غالبًا" ما نشعر أن الأهلي يلعب منقوصًا بعشرة لاعبين فقط..

الموسم الماضي، تعرض "بوبي" للكثير من الانتقادات؛ البعض دافع عنه ما بين كونه أول موسم له في دوري روشن، وآخرون قالوا إنه لا يلعب في مكانه "خلف المهاجم" واللعب به كمهاجم صريح لا يخدم إمكانياته وغيرها من المبررات.

لكن ماذا عن الموسم الجاري؟! .. فيرمينو أجاد بالفعل أحيانًا إلا أن هذا حدث في المباريات التي ينزل بها كبديل، أما عند الدفع به أساسيًا فـ"وجوده مثل عدمه!".

في لقاء الليلة أمام الاتفاق، أهدر فيرمينو على الأقل فرصتين محققتين، ووقع في مصيدة التسلل ثلاث مرات!

واحدة من أغرب لقطاته كانت في الدقيقة 15، بعدما استقبل عرضية هوائية من وسط الملعب خلف مدافعي النواخذة، لتضعه على انفراد تام بحارس الخصم، لكن انظر لطريقة إنهائه للهجمة .. أطاح بالكرة في السماء بغرابة شديدة، نعم! حكم الراية أشار بوقوعه في مصيدة التسلل، لكن كيف لنجم بحجمه أن يكون إنهاؤه بهذه الطريقة!

على جانب آخر، نجح البرازيلي في تحويل عرضية أكثر من رائعة من زميله سعد بالعبيد إلى تسديدة في الشباك في الدقيقة 63 محرزًا الهدف الثاني للأهلي، وربما هذا الهدف ما يشفع ما قدمه طوال المباراة.

وحقيقة في كل مباراة متواضعة يقدمها روبرتو يدور في الأذهان الجملة نفسها .. ليتك رحلت الصيف الماضي وبقى آلان سانت ماكسيمين، خاصةً وأن فيرمينو في الأساس كانت التقارير الصحفية تتحدث بقوة عن محاولة الاستغناء عنه!

الحارس السنغالي كان أحد نجوم مباراة الليلة، إن لم يكن هو النجم الأول..

حقيقةً النواخذة كانوا بلا أنياب حقيقية في مباراة الليلة، لكنهم برزوا في أربع لقطات خطيرة، نجج ميندي في التعامل معهما ببراعة كبيرة.

إحداها في الدقيقة 5+45 من عمر الشوط الأول، وقتما حصل ألفارو ميدران؛ لاعب الاتفاق، على عرضية من الجهة اليسرى لفريقه إلى داخل منطقة الجزاء، حولها بتسديدة في اتجاه المرمى الذي كان منفردًا به، لكن ميندي نجح في التصدي له وأبعد الكرة بقدمه بنجاح.

الفرصة الأخرى كانت في الدقيقة 72 وسط ارتباك في خط دفاع الأهلي الذي يغيب عنه ميريح ديميرال "الموقوف للطرد في المباراة الماضية"، حاول فينالدوم مباغتة ميندي وإسكان الكرة في شباكه، لكن أسد التيرانجا كان في الموعد هذه المرة أيضًا.

ورغم أن ميندي استقبل هدفًا في الدقيقة 1+90 بعد تسديدة فينالدوم من داخل منطقة الـ18 إلا أنه أنقذ الأهلي من الخسارة أمام "فريق مهترئ بالأساس"!

لطالما ندد جمهور الأهلي بتعرض ناديه للظلم مقارنة بالدعم الذي يحصل عليه منافسوه، ومنهم من وصفه بـ"قليل الحظ" .. اليوم الجميع حقًا ربما يتفق معكم!

لاعب الوسط البرازيلي أليكساندر شارك اليوم أمام الاتفاق أساسيًا، بعد غياب منذ السابع من ديسمبر الماضي، ليظهر وكأنه يلعب مع الراقي منذ سنوات ويتألق وكأنه لم يغب قط عن المباريات.

صاحب الـ21 عامًا تعاقد معه الأهلي في صيف 2024، لكنه غاب عن عدد من المباريات وسط تقارير تزعم معاناته من إصابة مزمنة في منطقة الحوض، وتلك الإصابة هي التي غيبته عن الملاعب منذ أوائل ديسمبر الماضي كذلك .. في سوء حظ غريب يواجه قلعة الكؤوس في واحدة من أفضل صفقاته في السنوات الأخيرة!

لاعب الوسط الشاب شارك في 78 دقيقة أمام الاتفاق الليلة قبل أن يسحبه مدربه ماتياس يايسله من الملعب، وخلال تلك الدقائق بخلاف كونه قائد غالبية الهجمات، صنع فرصتين لزملائه، وتفوق في خمس من أصل تسع مواجهات ثنائية أرضية.

كذلك على المستوى الدفاعي، استخلص الكرة عشر مرات، وقام بثلاثة تدخلات.

الحديث عن المهاجم الإنجليزي في الأهلي "قُتل بحثًا"، لكنه يجبرك في كل مباراة على الحديث عنه..

منذ أن انضم إيفان توني للأهلي في الصيف الماضي، وعديد علامات الاستفهام محاطة به؛ تارةً يكون العيب به، وتارةً أخرى في صناعة اللعب في الأهلي بشكل عام، لكن الليلة وصل الراقي بالكثير من الفرص أمام مرمى الاتفاق، وفي كل مرة الفشل حليف صاحب الـ28 عامًا في وقت سجل به زميليه جابري فيجا وروبرتو فيرمينو، رغم حتى سوء مستوى الثاني.

توني أهدر الليلة فرصة محققة، وسدد ثلاث مرات، منها اثنتين على المرمى، لكن الأكثر لفتًا للنظر هو فشله في خمس ثنائيات من أصل تسع وفقدانه للكرة 15 مرة أكثر من أي لاعب آخر في فريقه باستثناء علي مجرشي الذي فقدها نفس عدد المرات.

يمكننا أن نطلق على إيفان لقب "المصارع" فلقطات مصارعته للاعبي الخصم كانت أكثر بروزًا من جوانبه الفنية على أرض الملعب، فقد اختار المصارعة وسوء التمركز وسوء الإنهاء!

تلك النقطة تعد استكمالًا للحديث عن إيفان توني، الذي تعاقد معه الأهلي في صيف 2024 لينافس هدافي الخصوم سواء كريستيانو رونالدو أو كريم بنزيما أو أليكساندر ميتروفيتش.

لكن المثير أن هداف الراقي في دوري روشن هو لاعب الوسط الإسباني جابري فيجا برصيد خمسة أهداف!

الأهلي بشكل عام عابه الليلة أمام الاتفاق سوء إنهاء الهجمات رغم الوصول كثيرًا لمناطق الخطورة للنواخذة، وتلك النقطة تؤكد أن المدرب قام بعمله بشكل كبير، لكن رعونة اللاعبين هي من تهدر كل ذلك.

"نحن سعداء بما قدمناه حتى الآن" .. عبارة قالها ستيفن جيرارد؛ المدير الفني للاتفاق، قبل مباراة الليلة أمام الأهلي، وحقيقةً الجميع يريد أن يعرف أي شيء في النواخذة جلب السعادة للمدرب الإنجليزي؛ أعتقد لا شيء؛ هي فقط مجرد تصريحات!

الاتفاق تلقى الهزيمة الليلة – على أرضه – لتتواصل الأرض غضبها على أصحابها في دوري روشن، إذ أن آخر مباراة حقق بها النواخذة الفوز داخل معقلهم كانت في 28 أغسطس 2024 أمام الأخدود (1-0)، ضمن الجولة الثانية.

وكأن استاد الأمير محمد بن فهد قد قرر التحالف مع الجماهير، لمحاولة إقناع الإدارة بتسريع قرار طرد جيرارد!

الاتفاق يحتل حاليًا المركز الـ11 بجدول الترتيب "مؤقتًا" برصيد 18 نقطة، حصدها من الفوز في خمس مباريات، والتعادل في ثلاث، فيما خسر ثمانية لقاءات أخرى.

تلك النتائج بخلاف الأداء المتواضع للغاية الذي يقدمه لاعبوه على أرض الملعب سواء الليلة أمام الأهلي أو حتى منذ الموسم الماضي .. فهل من مغيث للاتفاق أم أننا سنراه يصارع الهبوط في الجولات الأخيرة من الموسم؟! .. حتمًا سيحدث هذا إن استمر جيرارد على رأس القيادة الفنية للفريق!