الأزمة مع كين و"غطرسة" الشياطين .. رحلة هالاند المعقدة مع مانشستر يونايتد

كانت نشأة هالاند، سببًا أساسيًا فى رفضه الانضمام لمانشستر يونايتد سابقًا حيث لعب والده لفريقين من أكبر منافسين اليونايتد وهم ليدز والسيتى.

وبصفة أن والد هالاند، كان لاعبًا في ليدز، قال سابقًا إن مانشستر يونايتد "حثالة"، ودخل في مشاجرة عنيفة مع روي كين، في مباراة بعام 1997، عندما لامه قائد اليونايتد بسبب إصابة فى ركبته.

ونفى والد هالاند، محاولته إصابة كين أو السخرية منه وقال بعد سنوات: "لقد حاول التدخل ضدى وحصلت على الركلة الحرة لقد كان ملقى على الأرض وقلت له فقط "انهض" لم أكن أحاول إغضابه ولكن من الواضح أنه تعامل مع الأمر بحدة".

ولم ينسى كين، هذه الواقعة لمدة أربع سنوات وانتقم منه في ديربي مانشستر عام 2001 على ملعب أولد ترافورد حيث تدخل بعنف على الركبة اليمنى لوالد هالاند.

وكتب كين، في سيرته الذاتية: "لقد انتظرت طويلاً وضربته بقوة"، وتم تغريم كين، مبلغ 5000 جنيه إسترليني وتم إيقافه ثلاث مباريات وبعد مرور عام، وعندما كشف عن تعمده التدخل بعنف تم تغريمه مبلغًا إضافيًا قدره 150 ألف جنيه إسترليني وتم إيقافه لخمس مباريات أخرى.

واعتزل والد هالاند، فى عمر 30 عامًا، بعد عامين من التدخل العنيف وقال: "لم ألعب لمدة 90 دقيقة كاملة بعد ذلك التدخل، واكتشفت بعد ذلك أنه كان متعمدًا وكان يسعى للانتقام وأعتقد أن هذا أمر محزن".

رفض إرلينج هالاند، التحدث عن ذلك الحادث وقال أنه لم يتحدث أبدًا مع والده حول هذا الموضوع وعندما هتف جمهور يونايتد "كيانو" قبل أن ينفذ ركلة الجزاء في ملعب أولد ترافورد في وقت سابق من هذا الموسم، قال: "كان الكثير من الناس يغنون أغنية كيانو، لا أعرف السبب لقد تعرضت للضغط ولكن سجلت وكان شعورًا رائعًا".

وتقوم جماهير اليونايتد بإهانة هالاند، دائمًا لكنه لا يهتم وقال لـ "Four "Four Two: "الأمر كله يتعلق بالمزاح وأنا أستمتع بذلك لقد التقيت بالفعل ببعض مشجعي يونايتد هنا في المدينة، ونحن نمزح دائمًا مع بعضنا البعض الأمر يتعلق بعدم أخذ كل شيء على محمل الجد".

وتابع: "هناك الكثير من مشجعي يونايتد في مسقط رأسي بالنرويج، لذلك كان علي دائمًا أن أزورهم وأنا معتاد على هذا وأحبه".

كان هالاند، قريبًا من الانضمام إلى مانشستر يونايتد مرتين واعترف بأنه مدين بالكثير لأسطورة الشياطين الحمر سولشاير، الذي لعب دورًا رئيسيًا في المرحلة الأولى من مسيرته.

وكانت بداية هالاند، سيئة عندما انضم إلى الفريق الأول في براين، وعمره 16 عامًا وفشل في التسجيل في 16 مباراة مع نادي مسقط رأسه، لكنه كان أفضل مع فريق مولده تحت قيادة سولشاير، حيث سجل 14 هدفًا.

وقال هالاند، في سبتمبر 2019، عندما كان يلعب لفريق ريد بول سالزبورج وكان سولشاير مدربًا لمانشستر يونايتد: "كان له تأثير كبير على حياتي كشخص وكمدرب، لقد فاز بدوري أبطال أوروبا وكان لاعبًا جيدًا لقد علمني الكثير وحلمت باللعب لأفضل الأندية في العالم طوال حياتي، وأنا أحب كرة القدم الإنجليزية بشكل خاص".

وبذل سولشاير، قصارى جهده لمحاولة الاجتماع مع هالاند، مجددًا فى مانشستر يونايتد فى الوقت الذى تألق فيه النجم الشاب فى دوري أبطال أوروبا وسجل ثمانية أهداف لصالح سالزبورج، وسافر مدرب اليونايتد لمقابلة وكلاء هالاند ووالده.

كان العائق الرئيسي الذي منع هالاند، من الانتقال إلى مانشستر يونايتد هو شروط العقد، الذي صاغه وكيل هالاند، والذى أراد تأمين حصة من المبيعات المستقبلية لهالاند وإضافة شرط جزائي منخفض يصبح ساريًا في خلال عامين.

وكانت هذه الصفقة لصالح هالاند، أكثر بكثير مما كانت لصالح اليونايتد الذى وصف الشروط بأنها "سيئة للصناعة"، وكان فريق بوروسيا دورتموند، أكثر مرونة وقبل الشروط، ووافق على ضم هالاند مقابل 17 مليون جنيه إسترليني من سالزبورج.

واعترف هانز يواكيم فاتسكه، الرئيس التنفيذي لدورتموند، في وقت لاحق: "لقد أعطينا هالاند شرطًا جزائيًا في عقده، وإلا لكان قد ذهب إلى مانشستر يونايتد"، وبسبب هذا البند لم يحصل دورتموند إلا على 51 مليون جنيه إسترليني عندما وقع هالاند، مع السيتي بعد عامين ونصف، وهو مبلغ منخفض نظرًا إلى عمر اللاعب وأرقامه المذهلة حيث سجل 86 هدفًا في 89 مباراة.

ولكن نجح الفريق الألمانى فى الاستفادة من صفقة هالاند، بشكل جيد من الناحيتين الرياضية والمالية، فهل كان على يونايتد أن يكون أكثر مرونة؟ فى الواقع كان الشياطين الحمر في وضع يسمح لهم برفض لاعب بموهبة هالاند في ذلك الوقت، حيث كانوا يمتلكون بول بوجبا، هداف الفريق برصيد 19 هدفًا، وكان لديهم أنتوني مارسيال، في الموسم التالي الذي سجل 23 هدفًا ولكن هالاند، كان سيتفوق على الثنائي.

وقال تريفور سينكلير، جناح مانشستر سيتي السابق: "أعتقد أن ذلك كان "غطرسة" من جانب مانشستر يونايتد لأنه نادٍ كبير وقالوا "نحن لا نقبل ذلك" ومن يستطيع تحمل عدم امتلاك لاعب مثل هالاند، لمدة ثلاث سنوات ثم بيعه بثلاثة أضعاف المال، إذا أراد الرحيل؟".

قال سولشاير، إنه أوصى بضم هالاند، لمانشستر يونايتد في عام 2018 عندما كان لا يزال يدرب فريق مولدي وأوضح: "لقد تواصلت مع يونايتد لبشأن هذا المهاجم الموهوب الذي كان ينبغي أن يكون لديهم لكنهم "لم يستمعوا" للأسف ولم يوقعوا معه أبدًا ولا تسألوا (أين هو الآن) إنه جيد جدًا".

وناقش سولشاير، أيضًا إمكانية انضمام هالاند إلى يونايتد مع وسائل الإعلام النرويجية وقال في عام 2018: "لقد تلقينا عروضًا من أندية جيدة هذا العام لكن رفضناها لم يكونوا على المستوى المطلوب".

وربما لم يكن هالاند، من أكبر مشجعي يونايتد لكنه أشار أيضًا إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2008، والذي فاز فيه الشياطين الحمر على تشيلسي بأنها المباراة التي جعلته يقع في حب البطولة.

وقد ألمح هالاند، إلى أنه مهتم بالانضمام إلى يونايتد وعندما سأله جارى نيفيل، في عام 2022 عن سبب عدم ارتباطه بسولشاير مرة أخرى، أجاب هالاند: "عليك أن تسأله".

هناك غموض كبير حول اهتمام يونايتد بهالاند، لكن الشيء الوحيد الواضح هو أن مسيرة النجم النرويجى الشاب تم التخطيط لها بدقة منذ أن كان في السادسة عشرة من عمره، لقد تحدث وكيله ووالده إلى العديد من الأندية على مدار مسيرته وليس مفاجئًا أن يكون يونايتد من بينهم، نظرًا لمكانته في كرة القدم الأوروبية.

ولكن اعتقد الثنائي أيضًا أن مانشستر يونايتد لم يعد بالقوة السابقة، وأن انتقال هالاند، إلى أولد ترافورد في عام 2018 أو 2019 كان من الممكن أن يعيق مسيرته.

وقال هالاند عند توقيعه مع السيتي: "لقد قمنا بكل خطوة بشكل مثالي ولدي فريق جيد وصغير من حولي يركز كثيرًا".

وسجل هالاند 79 هدفًا في 83 مباراة وساعد السيتي على الفوز بالثلاثية في موسمه الأول، ومع عودته إلى أفضل حالاته بعد إصابته الأخيرة والشراكة القوية مع كيفين دي بروينه، مجددًا لن يرغب أحد في المراهنة على قيام السيتي باكتساح آخر للألقاب.

وبعد تسجيل هالاند، خمسة أهداف في مرمى لوتون، وجه رسالة قوية لمنافسين السيتي مضمونها "نحن قادمون ومستعدون للهجوم".