اللعب بمهاجمين كان هو كلمة السر في التحول الهجومي الكبير الذي شهده الهلال خلال مباراة الاتفاق، حيث أظهر الفريق وجهًا أكثر شراسة وتنويعًا في أساليبه داخل الثلث الهجومي، خاصة مع التألق اللافت للبرازيلي ماركوس ليوناردو الذي تحرك بذكاء بين الخطوط واستغل المساحات خلف دفاع الخصم بفاعلية كبيرة.
من الناحية التكتيكية، بدا واضحًا أن اعتماد إنزاجي على ثنائي هجومي صريح منح الفريق تنفسًا هجوميًا أفضل، إذ لم يعد الحمل الهجومي مرهونًا بلاعب واحد أمام الدفاع، بل توزعت الأدوار بين المهاجمين، وهو ما أربك دفاعات المنافس وخلق مساحات أوسع لظهيري الجنب ولاعبي الوسط للتقدم والمساندة.
هذه التعددية في الحلول جعلت الهلال أكثر خطورة في التحولات السريعة، وأكسبت تحركاته في الثلث الأخير مرونة كبيرة هجوميًا، وجعلت الهلال يصل بكل سهولة إلى شباك الاتفاق التي زارها 5 مرات كانت معرضة للزيادة.
أما على مستوى الضغط، فقد مارس الهلال أسلوبًا متقدمًا في افتكاك الكرة من مناطق الخصم، مستفيدًا من التنظيم العالي والتمركز السليم للاعبيه.
الضغط المستمر على حامل الكرة، خصوصًا في مناطق الوسط، أجبر المنافس على ارتكاب أخطاء متكررة في التمرير، ومنح الهلال الأفضلية المطلقة في الاستحواذ والسيطرة على الإيقاع.
اللافت أن الهلال فإنه تمكن من تحقيق هذا التفوق دون الاعتماد على أسلوب "المهاجم التقليدي" الذي ينتظر الكرات داخل الصندوق، فماركوس ليوناردو لم يكن ثابتًا في موقعه، بل لعب دور "المهاجم المتحرك" الذي يربط الخطوط ويخلق زوايا تمرير جديدة.
هذه الحرية التكتيكية سمحت للهلال بتدوير الكرة بسلاسة من الدفاع إلى الهجوم دون أي اختناق في عملية البناء، حيث أصبح انتقال الكرة من الخط الخلفي إلى الأمامي أكثر سلاسة بفضل كثافة التحرك والتموضع الذكي للمهاجمين.
كما أن هذا الأسلوب خفف الضغط على محوري الارتكاز، فلم تعد عملية نقل اللعب تعتمد على تمريرات طولية أو مجازفة في الخروج من الخلف، بل أصبح الفريق قادرًا على التحول المنظم بوجود أكثر من محطة لعب متاحة أمام حامل الكرة.
ومع كل هذا الانضباط، ظلت هوية الهلال الهجومية حاضرة "فريق مبادر هجوميًا"، يمتلك الاستحواذ، يهاجم بتوازن، ويضغط بقوة حين يفقد الكرة.
باختصار، يمكن القول إن قرار اللعب بمهاجمين لم يكن مجرد تعديل عددي في التشكيلة، بل تحول نوعي في شكل المنظومة الهجومية للهلال، جعلها أكثر حيوية وفعالية، وفتح الباب أمام تناغم هجومي واضح بين ماركوس ليوناردو وداروين نونيز وبقية عناصر الفريق، ليظهر الزعيم بمظهره الذي نال إعجاب الجميع الليلة.