Simone Inzaghi GFXGOAL AR

الاتفاق ضد الهلال | منظومة إنزاجي المتكاملة تفرض كلمتها .. وعلينا انتظار النسخة الأكثر رعبًا من الزعيم!

قدم المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، واحدة من أفضل وأقوى العروض لنادي الهلال، وذلك في الانتصار على الاتفاق بخماسية دون رد، في الجولة الخامسة ضمن منافسات دوري روشن السعودي.

الهلال رفع رصيده إلى النقطة 11 في المركز الثاني، بينما تجمد رصيد الاتفاق عند 7 نقاط في المركز العاشر.

  • Al Ettifaq v Al Hilal - Saudi Pro LeagueGetty Images Sport

    أسلوب هجومي غير من منظومة الهلال إلى الأفضل

    اللعب بمهاجمين كان هو كلمة السر في التحول الهجومي الكبير الذي شهده الهلال خلال مباراة الاتفاق، حيث أظهر الفريق وجهًا أكثر شراسة وتنويعًا في أساليبه داخل الثلث الهجومي، خاصة مع التألق اللافت للبرازيلي ماركوس ليوناردو الذي تحرك بذكاء بين الخطوط واستغل المساحات خلف دفاع الخصم بفاعلية كبيرة.

    من الناحية التكتيكية، بدا واضحًا أن اعتماد إنزاجي على ثنائي هجومي صريح منح الفريق تنفسًا هجوميًا أفضل، إذ لم يعد الحمل الهجومي مرهونًا بلاعب واحد أمام الدفاع، بل توزعت الأدوار بين المهاجمين، وهو ما أربك دفاعات المنافس وخلق مساحات أوسع لظهيري الجنب ولاعبي الوسط للتقدم والمساندة.

    هذه التعددية في الحلول جعلت الهلال أكثر خطورة في التحولات السريعة، وأكسبت تحركاته في الثلث الأخير مرونة كبيرة هجوميًا، وجعلت الهلال يصل بكل سهولة إلى شباك الاتفاق التي زارها 5 مرات كانت معرضة للزيادة.

    أما على مستوى الضغط، فقد مارس الهلال أسلوبًا متقدمًا في افتكاك الكرة من مناطق الخصم، مستفيدًا من التنظيم العالي والتمركز السليم للاعبيه.

    الضغط المستمر على حامل الكرة، خصوصًا في مناطق الوسط، أجبر المنافس على ارتكاب أخطاء متكررة في التمرير، ومنح الهلال الأفضلية المطلقة في الاستحواذ والسيطرة على الإيقاع.

    اللافت أن الهلال فإنه تمكن من تحقيق هذا التفوق دون الاعتماد على أسلوب "المهاجم التقليدي" الذي ينتظر الكرات داخل الصندوق، فماركوس ليوناردو لم يكن ثابتًا في موقعه، بل لعب دور "المهاجم المتحرك" الذي يربط الخطوط ويخلق زوايا تمرير جديدة.

    هذه الحرية التكتيكية سمحت للهلال بتدوير الكرة بسلاسة من الدفاع إلى الهجوم دون أي اختناق في عملية البناء، حيث أصبح انتقال الكرة من الخط الخلفي إلى الأمامي أكثر سلاسة بفضل كثافة التحرك والتموضع الذكي للمهاجمين.

    كما أن هذا الأسلوب خفف الضغط على محوري الارتكاز، فلم تعد عملية نقل اللعب تعتمد على تمريرات طولية أو مجازفة في الخروج من الخلف، بل أصبح الفريق قادرًا على التحول المنظم بوجود أكثر من محطة لعب متاحة أمام حامل الكرة.

    ومع كل هذا الانضباط، ظلت هوية الهلال الهجومية حاضرة "فريق مبادر هجوميًا"، يمتلك الاستحواذ، يهاجم بتوازن، ويضغط بقوة حين يفقد الكرة.

    باختصار، يمكن القول إن قرار اللعب بمهاجمين لم يكن مجرد تعديل عددي في التشكيلة، بل تحول نوعي في شكل المنظومة الهجومية للهلال، جعلها أكثر حيوية وفعالية، وفتح الباب أمام تناغم هجومي واضح بين ماركوس ليوناردو وداروين نونيز وبقية عناصر الفريق، ليظهر الزعيم بمظهره الذي نال إعجاب الجميع الليلة.

  • إعلان
  • Real Madrid CF v Al Hilal: Group H - FIFA Club World Cup 2025Getty Images Sport

    كيف تغلب سيموني إنزاجي على غياب سالم الدوسري؟

    نجح الإيطالي سيموني إنزاجي في التعامل بذكاء مع غياب النجم سالم الدوسري، الذي يُعد أحد أهم مفاتيح اللعب الهجومية في الهلال، وذلك عبر حلول تكتيكية مرنة أعادت التوازن لمنظومة الفريق دون أن يفقد بريقه في الجانب الأيسر.

    في ظل إصابة سالم التي تعرّض لها أثناء مشاركته مع المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم 2026، فضّل إنزاجي عدم تغيير شكل الفريق الهجومي بالكامل، بل أجرى تعديلاً ذكيًا داخل المنظومة ذاتها، من خلال الدفع بناصر الدوسري في مركز الجناح الأيسر، مع منحه حرية الحركة في العمق وليس على الخط الجانبي.

    ناصر لم يُكلَّف بنفس دورسالم، بل بدور تكميلي جديد يخدم الفريق بأسلوب مختلف، فقد اعتمد المدرب الإيطالي على تحركاته الذكية بين الخطوط، حيث كان يتجه باستمرار إلى قلب الملعب ليجذب معه رقابة أحد مدافعي الخصم، ويفتح في المقابل المساحة أمام الظهير الفرنسي ثيو هيرنانديز للتقدم بحرية أكبر على الجهة اليسرى.

    بهذا التمركز، تحول ناصر إلى جناح وهمي يساهم في صناعة الفراغات، بينما أصبح ثيو هو "السلاح الهجومي الرئيسي" في الجهة اليسرى، ونتيجة لذلك، تمكن الهلال من الحفاظ على قوته في الأطراف دون أن يشعر بغياب سالم، إذ حافظ الفريق على إيقاعه الهجومي السريع وقدرته على الاختراق من العمق والأطراف في الوقت نفسه.

    وساهمت تلك الفكرة في تقليل الضغط على خط وسط الهلال، لأن دخوله إلى العمق ساعد إنزاجي على تنفيذ رغبته بتواجد البرتغالي روبن نيفيش في قلب دفاع الفريق، وأيضًا زاد عدد اللاعبين في وسط الملعب، الأمر الذي جعل الزعيم يُسيطر على اللقاء.

  • Al Ettifaq v Al Hilal - Saudi Pro LeagueGetty Images Sport

    الهلال المتكامل بقيادة إنزاجي

    ما قدمه الهلال أمام الاتفاق لم يكن مجرد انتصارٍ عابر أو أداءٍ مميز في جولة من جولات دوري روشن، بل كان رسالة واضحة من المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، مفادها أن مشروعه مع الزعيم يسير بخطى واثقة نحو بناء فريق أوروبي الهوية سعودي الروح.

    ومنذ صافرة البداية، ظهر الهلال بثوبٍ جديد يعكس عمق العمل الفني الذي قام به إنزاجي خلال فترة التوقف الدولي، ولم يعد الفريق يعتمد فقط على مهارات نجومه، بل بات منظومة متكاملة تتحرك بتناسق وتهاجم بدقة وتدافع بتنظيمٍ مذهل.

    الهلال أمام الاتفاق كان مثالًا للفريق المتوازن، الذي يعرف متى يضغط ومتى يحتفظ بالكرة، ومتى يهاجم ومتى يهدأ الإيقاع.

    وما يميز هذا الهلال تحديدًا هو الانسجام بين الخطوط، حيث يظهر تأثير إنزاجي بوضوح في التحولات السريعة والضغط الجماعي، وهو الأسلوب الذي يُشبه إلى حد كبير ما كان يقدمه مع إنتر ميلان في فترته الذهبية هناك.

    واستغل إنزاجي فترة التوقف الأخيرة ليس فقط لتجهيز لاعبيه بدنيًا، بل لصياغة هوية تكتيكية واضحة، جعلت الهلال يبدو كفريق أوروبي متكامل، لا يعتمد على لاعب بعينه، بل على منظومة تُهاجم وتدافع كوحدة واحدة.

    يمكن القول إن الهلال تحت قيادة إنزاجي دخل مرحلة "النضج التكتيكي"، حيث لم يعد الفريق يبحث عن الفوز فحسب، بل يسعى إلى فرض أسلوبه وهيمنته على كل منافسيه.

  • ما الوضع بعد عودة المصابين؟

    يُعاني الهلال خلال الوقت الحالي من إصابة العديد من نجومه، أبرزهم سالم الدوسري ومالكوم، وهو الأمر الذي يُبشر بأن الزعيم سيكون له شكل أكثر رعبًا لمنافسيه.

    ومع الطريقة الجديدة التي ينتهجها الزعيم خاصة في الجانب الهجومي، بالاعتماد على الثنائي نونيز وليوناردو، وبتواجد جناحين مثل مالكوم وسالم الدوسري، إيقاف الهلال سيكون شبه مستحيل أمام منافسيه.

    والآن أصبحنا متشوقين جدًا من أجل مشاهدة هذه النسخة من الهلال، التي ستكون مرعبة للجميع، كما أن جمهور الزعيم يُريد مشاهدة هذه النسخة.