هذا الجدل لم يعد مجرد سجال إعلامي عابر، بل كشف بوضوح أن نادي الاتحاد يعاني من أزمة مركبة، لا تتوقف عند حدود النتائج السيئة أو القرارات الفنية المرتبكة داخل الملعب، وإنما تتجاوزها إلى عمق المنظومة الإدارية نفسها.
الأزمة الحقيقية تكمن في غياب الثقة بين مكوّنات النادي، سواء على مستوى الإدارة أو الأجهزة الفنية أو حتى الإعلام الداعم للفريق.
فبينما يرى ماجد هود أن زمن الرئيس صاحب القرار الفردي قد انتهى، وأن المرحلة الحالية تتطلب وجود منظومة إدارية متكاملة تخضع لمعايير الحوكمة الحديثة بعد تحول الأندية إلى شركات، يذهب محمد البكيري إلى أبعد من ذلك، معتبرًا أن هناك محاولات متعمدة لتبرئة الإدارة الحالية من أي خطأ وإلقاء اللوم على المدير الرياضي والجهاز الفني، وهو ما يعكس حالة من "التغطية" على المسؤوليات الحقيقية داخل النادي.
هذا التضارب في الرؤى يعكس غياب الوضوح والهيكلة الحقيقية داخل الاتحاد، ويطرح تساؤلات كبرى حول مدى قدرة الإدارة الحالية على التعامل مع تحديات المرحلة، خاصة أن الفريق مقبل على موسم يحتاج فيه إلى الاستقرار أكثر من أي وقت مضى.
في المحصلة، يمكن القول إن العميد يمر بمرحلة حساسة وخطيرة، فالفوضى الإدارية والصراعات الإعلامية قد تتحول إلى قنبلة موقوتة تهدد مسيرة الفريق، وتجعل من بداية الموسم الصادمة مقدمة لانهيار كامل إذا لم يتم التدخل سريعًا لوضع النقاط على الحروف وتحديد المسؤوليات بشكل واضح.