الاتحاد والخلود | بلمسة "زيدان" واعتذار واجب لعوار .. لا وقت لحكاية "الرقم 2" يا نور الدين بن زكري!

وكما تألق أمام الأهلي، أظهر همام الهمامي، جناح الخلود المُعار من الاتحاد، مستويات جيدة للغاية في مباراة العميد، خاصة في أول نصف ساعة، حيث أظهر تناغمًا كبيرًا مع أليكس كويادو، والذي ساهم في صنع خطورة واضحة على مرمى الحارس بريدراج رايكوفيتش.

وقدم الهمامي أداء جيدًا في الانطلاق الهجومي من الأطراف، والعودة سريعًا لتدعيم الدفاع، كما قدم واحدة من أخطر فرص المباراة، في الدقيقة 14، بعد تلقي تمريرة من كويادو، ليسدد كرة خطيرة داخل منطقة الجزاء، إلا أن رايكوفيتش كان لها بالمرصاد.

ولكن لأن الخلود يضم أكثر من لاعب، سبق أن لعبوا في الاتحاد، بين مارسيلو جروهي وهمام الهمامي وحمدان الشمراني، فإن الأخير أيضًا لعب - دون قصد - دورًا في عودة الاتحاد، بعدما ارتكب خطأ بدهس قدم مهند الشنقيطي، ليحرز ستيفن بيرجفاين هدف التعادل من ركلة جزاء، وينهي الشوط الأول بالتعادل.

قبل المباراة، كان الجزائري حسام عوار، لاعب وسط الاتحاد، محل انتقادات واسعة من قِبل جماهير العميد، الأمر الذي بلغ حد الهجوم عليه عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتحدث الناقد عبد الله فلاته، عن عوار، قائلًا إن لوران بلان، المدير الفني للاتحاد، ينظر إليه بأنه يمتلك قدرات تهديفية، ولكن على حساب خط الوسط، وأنه يظهر الاتحاد ضعيفًا من الناحية الدفاعية، فضلًا عن كونه بطيء الحركة وتمريراته مقطوعة وصناعة اللعب محدودة من الأمام.

وكأن عوار قرر الرد على كل ذلك، وفي الوقت الذي كان فيه الاتحاد متأخرًا، ظهر المنقذ عوار، على غرار مباراة الدور الأول، حيث لعب كرة عنترية، وساهم بنسبة 90% في الهدف الأول الذي أحرزه عبد الرحمن العبود، باختراق ومراوغة بين الدفاعات.

وبخلاف ذلك، فإن عوار قدم فرصة محققة بتمريرة عرضية في الدقيقة 45+1 لم تجد من يضعها في الشباك من داخل منطقة الجزاء، كما عاد وقدم تمريرة رائعة داخل المنطقة، إلى كريم بنزيما الذي سددها بغرابة فوق العارضة، في الدقيقة 61.

قد تكون هناك نقاط ضعف لدى حسام عوار، ولكن لا يمكن إنكار أنه لعب دور المنقذ في عدد من المباريات، وساهم بقوة في عودة الاتحاد بعد تخلفه بهدفي الخلود.

"الميزان غير متساوٍ بين فريق ينافس على اللقب وآخر يصارع على البقاء، ولكن آمل أن نحكي حكاية أخرى داخل المستطيل الأخضر، أبحث عن الرقم 2، وسأتحدث عنه بعد المباراة" .. هكذا صرّح الجزائري نور الدين بن زكري، المدير الفني للخلود، قبل مباراة الاتحاد، تاركًا غموض الرقم اثنين الذي أثار التساؤلات حول قصد المدرب.

ماذا يقصد ابن زكري؟ هل يشير إلى مركز الاتحاد في الدوري، أو تحقيق الفوز الثاني في مشواره التدريبي على العميد؟ أو صنع الفوز على ثاني قطبي جدة، بعد الفوز على الأهلي في الجولة الخامسة عشرة؟.. كل هذه فروض تحتاج للتوضيح، ولكن يبدو أن المدرب الجزائري لن تكون لديه الفرصة للرد عليها.

ومع احتساب ركلة جزاء للاتحاد، قبل نهاية الشوط الأول، أبدى ابن زكري اعتراضًا كبيرًا على قرار الحكم ماجد الشمراني، نال عليه بطاقة صفراء، كما قدم لقطة جدلية، بالنظر مليًا إلى شاشة الـVAR، ما يؤكد أن حديث المدرب الجزائري عن تلك اللقطة، قد ينسيه قصة الرقم اثنين.

أما من الناحية الفنية، إن الخلود قدم أداءً ولا أروع، واعتمد على الضغط على دفاع الاتحاد، وإجباره على ارتكاب الأخطاء، وهو الذي وضح جليًا في لقطة الهدف الثاني الذي أحرزه ماوليدا بالدقيقة 23.

في المقابل، سقط الخلود في الفخ، وتراجع المستوى البدني للاعبي ممثل الرس، ما أجبر الفريق على التراجع أمام الاتحاد، ليتحول العميد إلى الضغط والسيطرة على منطقة الجزاء، ما ساهم في قلب الطاولة.

GOAL

لا يزال الفرنسي نجولو كانتي، لاعب وسط الاتحاد، يواصل نثر سحره في الملاعب، وهو الذي لعب دورًا محوريًا في عودة الاتحاد، بأداء ولا أروع، قدم خلاله انتشارًا في جميع أنحاء الملعب، كما صنع تمريرة حاسمة، أعادت الأذهان إلى "أسيست" زين الدين زيدان في ربع نهائي كأس العالم 2006، عندما استغل ركلة حرة، ليمرر كرة طويلة رائعة ترجمها تييري هنري بهدف في الشباك.

هذا السيناريو طُبق حرفيًا في هدف حسن كادش بالدقيقة 47، والذي استغل ركلة حرة، نفذها كانتي بتمريرة طويلة متقنة، لينجح كادش في الهروب من الدفاع، والانفراد بالحارس، وتسديد الكرة في الشباك.

ولم يكتف كانتي بذلك فقط، بل ساهم في الهدف الرابع أيضًا، بعد تبادل التمريرات مع كريم بنزيما، قبل أن يمنح الأخير الكرة إلى ستيفن بيرجفاين الذي وضع الكرة في الشباك.

في المقابل، أهدر نجولو كانتي فرصة محققة للاتحاد في الدقيقة 76، بعد الانفراد تمامًا بالحارس مارسيلو جروهي الذي تألق في التصدي للكرة بالوقت المناسب، لينقذ فرصة مؤكدة.

في الليلة الأخيرة من الميركاتو الشتوي، أعلن نادي الاتحاد عن شراء عقد الظهير الألباني الشاب ماريو ميتاي، بصورة نهائية، من لوكوموتيف موسكو، بعدما أشاد لوران بلان باللاعب في أكثر من مناسبة، باعتباره واحدًا من أبرز اللاعبين الأجانب - تحت السن - في دوري روشن السعودي.

ولكن ينبغي القول إن ماريو ميتاي، في أولى مباراة بعد الشراء النهائي، لم يكن في يومه، حيث عانى من الرقابة اللصيقة من قِبل همام الهمامي، كما ارتكب خطأ فادحًا، استغله ماوليدا ليقطع الكرة ويسددها في شباك الحارس رايكوفيتش.