مقولة البلطان تتحول إلى "لعنة" على الشباب .. والأهلي يحسم الكلاسيكو بـ"فوضى تريم" ولمسة زيدان

إنهم لا يلعبون أمام الشباب، بل يتلاعبون بهم. الأهلي يقدم واحدة من أفضل أشواطه هذا الموسم، ويقدم أداءً شرسًا بدا أمامه لاعبو الشباب عاجزين عن إيجاد الحلول، وبدا الليوث بأنياب مُحطمة، يرغبون في الخروج بأقل الأضرار.

تألق الأهلي لم يكن فقط بسبب التقدم بهدفين مبكرين، ولكن لاعبي الراقي سيطروا على مجريات اللقاء، وباتت حرفيًا، كل هجمة على مرمى الحارس عبد الله المعيوف، بفرصة محققة، وبات لاعبو الشباب غير قادرين على إيقاف الخطورة الأهلاوية.

الأهلي أثبت بأنه استفاد من فترة التوقف الطويلة، تزامنًا مع مشاركة المنتخب السعودي في كأس الخليج، بتنظيم دفاعي وقدرة على إيقاف الأطراف، ومن ثم لعب الكرات الطويلة، وسط استغلال سوء تمركز لاعبي الشباب، وتألق الظهيرين علي مجرشي وسعد بالعبيد في التغطية الدفاعية والتقدم على الأطراف، لصنع الفرص الهجومية، ناهيك عن استغلال المساحات والضغط الكبير على حامل الكرة، وقتالية الخط الهجومي للاعبي الراقي، والتي ساهمت في تهديد مرمى المعيوف في أكثر من مناسبة.

ورغم أن الشباب كان أفضل نسبيًا في الشوط الثاني، بزيادة الاستحواذ على الكرة، في ظل اعتماد الأهلي على الكرات المرتدة، كما تعرض الحارس إدوارد ميندي لاختبارات حقيقية في ثاني 45 دقيقة، إلا أن ذلك لم يمنع الأهلي من استمرار تهديد مرمى المعيوف.

وفي الشوط الثاني، تحسن الشباب نسبيًا، وعوّض الفوضى الدفاعية التي عانى منها في الشوط الأول، وظهر اسلوب المدرب التركي فاتح تريم، في الاستحواذ على الكرة واللعب الهجومي، ورغم أن لاعبي الأهلي امتازوا بسلاح إيقاع اللاعبين في مصيدة التسلل، وضرب الخطوط الخلفية بالكرات الطويلة، إلا أن الحارس السنغالي إدوارد ميندي تعرض لاختبارات حقيقة في الـ45 دقيقة الثانية.

وقدم إيفان توني، مهاجم الأهلي، واحدة من أجمل مبارياته منذ قدومه إلى صفوف الراقي، بعدما سجل الهدف الأول في الثانية 42، بهجمة بدأت بتمريرة بينية طويلة من زياد الجهني، ثم عرضية من رياض محرز، والتي تعامل معها المعيوف بخطأ تمركز غريب، ليضع توني الكرة برأسية في الشباك.

وبخلاف كونه أول لاعب إنجليزي يسجل في تاريخ دوري المحترفين السعودي، فإن إيفان توني سجل أسرع هدف في تاريخ مواجهات الفريقين بدوري المحترفين، كما أصبح ثاني أسرع أهداف الأهلي في تاريخ الدوري، بعد هدف عمر السومة في شباك الرائد في 2014، والذي جاء بعد 32 ثانية.

ولم يكن توني متميزًا فقط في الهدف الأول، بل قدم شراسة هجومية غير معهودة، وضغطًا كبيرًا على لاعبي الشباب، ونجح في قطع الكرة من كريستيان جوانكا، ليقدم تمريرة إلى فيرمينو، والذي قدم تمريرة إلى جابري فيجا، ليسجل الهدف الثاني.

وبدا توني مخيفًا أمام مرمى المعيوف، بين استغلال أنصاف الفرص، والتسديد بالقدم والرأس، حيث كاد أن يحرز هدفًا من منتصف الملعب، في الدقيقة 22، مستغلًا تقدم المعيوف، قبل مرور الكرة فوق العارضة بقليل، كما ظهر أيضًا في لقطة الهدف الثالث، بالدقيقة 48، حيث حاول استغلال عرضية جابري فيجا، ليودع كرة رأسية ارتطمت بالعارضة، قبل أن ترتد إلى سعد بالعبيد الذي سددها في الشباك.

في ليلة هبوط الأهلي إلى دوري يلو للدرجة الأولى، ودع الراقي دوري المحترفين في موسم 2021-2022، بتعادل سلبي مع الشباب، ليخرج خالد البلطان، رئيس الشباب وقتها، قائلًا إن ناديه أنهى مقولة "الأربعة الكبار"، بالإشارة إلى الأهلي والهلال والاتحاد والنصر.

الأهلي عاد سريعًا إلى دوري المحترفين، بعد موسم واحد، وواجه الشباب في 3 مواجهات، بدأت بتعادل سلبي، ثم فوز للأهلي بهدفين مقابل هدف، في الموسم الماضي، فيما حقق الراقي فوزه الثاني تواليًا على الشباب بنتيجة (3-2) هذا الموسم، وكأن مقولة البلطان صارت "وبالًا" على الشباب الذي لم يحقق فوزًا على الأهلي في الدوري منذ يناير 2022.

GOAL

ولعل أبرز ما قدمه الأهلي في كلاسيكو الشباب، في الخط الهجومي خلف إيفان توني، بين جابري فيجا ورياض محرز في الجناحين الأيسر والأيمن، وروبرتو فيرمينو كصانع ألعاب، وكذلك تقدم الظهيرين سعد بالعبيد وعلي مجرشي.

الإسباني فيجا كان يقدم الهدايا لزملائه، بـ4 تمريرات مفتاحية لزملائه، وصناعة فرصتين محققتين، كما امتاز بكراته الطويلة، حيث أرسل كرتين ناجحتين بنسبة 100%، كما حقق 6 مراوغات ناجحة من أصل 7، وفاز في 8 مواجهات ثنائية من أصل 11، ناهيك عن هدفه الذي أحرزه في الدقيقة 13.

ومن الناحية الأخرى، كان الجزائري رياض محرز على الموعد أيضًا، بصناعة تمريرة حاسمة، و6 تمريرات مفتاحية للاعبين، فضلًا عن صناعة 3 فرص محققة، كما أرسل كرتين طويلتين ناجحتين، وصنع 4 تمريرات عرضية ناجحة من أصل 12، ناهيك عن تسديد 3 كرات تم قطعها.

أما عن فيرمينو، فقد تمكن من صناعة 3 تمريرات مفتاحية، وفرصة محققة، كما سار على نهج محرز وفيجا في الكرتين الطويلتين الناجحتين، فيما فاز في 6 مواجهات ثنائية من أصل 13 مواجهة.

ومن الخلف، قدم علي مجرشي، الظهير الأيمن للأهلي، أداءً متميزًا في لقاء الشباب، كما صنع لقطة تذكرنا بالأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان، في الدقيقة 33، بتنفيذ "روليت زيدان" بين لاعبي الشباب، في لقطة مهارية رائعة، كما نجح في استخلاص الكرة 4 مرات، واعتراض المنافسين 5 مرات، وإعاقة الخصوم 7 مرات خلال اللقاء.

وعاد الشباب متأخرًا في اللقاء، بهدية تركية من ميريح ديميرال، لمواطنه فاتح تريم، الذي قاد الليوث في أولى مبارياته بدوري روشن السعودي، بهدف أحرزه بالخطأ في مرماه، أثناء محاولة تشتيت تسديدة مصعب الجوير.

الجوير أثبت أنه يستحق جائزة أفضل لاعب واعد في الشهر، والتي تسلمها قبل بداية اللقاء، حيث تسبب في الهدف الأول، وسجل الهدف الثاني للشباب، لينجح في حفظ ماء وجه الليوث، والخروج بفارق هدف وحيد.

وأيضًا ضمن نقاط قوة الشباب، كان الظهيرين روبرت رينان، الذي صنع الهدف الثاني، ونجح في استخلاص الكرة 3 مرات، وقطع 3 تسديدات، فضلًا عن اعتراض المنافس مرة، كما امتاز في المواجهات الثنائية، حيث فاز في 5 مواجهات من أصل 6.

أما عن محمد الثاني، فقد صنع خطورة للشباب أيضًا بتحركاته خلال المواجهة، حيث منح الكرة التي سددها مصعب الجوير، قبل أن يضعها ديميرال في مرماه بالخطأ، كما نجح في استخلاص الكرة مرة، واعتراض المنافس مرتين، والفوز في 10 مواجهات أرضية ناجحة من أصل 15.