Domingos Soares Mike Golub GOAL ONLYGoal AR

من تهم التزوير والفساد المالي للتحرش! .. عندما يتحوّل كرسي الرئيس التنفيذي إلى "منصب ملعون" في الاتحاد والأهلي

تحوّل منصب "الرئيس التنفيذي" في قطبي مدينة جدة الأهلي والاتحاد، إلى مادة دسمة لإثارة الجدل، في الشارع الرياضي السعودي.

وأصبح منصب "الرئيس التنفيذي" في الأندية السعودية الكبيرة، حكرًا على الأجانب؛ بعد اِتخاذ الخطوة الأولى نحو الخصخصة.

وبدأت الخطوة الأولى من خصخصة كبار السعودية "الهلال، النصر، الاتحاد والأهلي"؛ بتحويل 75% من أسهم هذه الأندية، إلى صندوق الاستثمارات السعودي.

لكن.. اختيار بعض الأندية - خاصة الأهلي والاتحاد -، للأجانب الذين يتولون هذا المنصب؛ جعلها في موقف محرج للغاية، أمام الرأي العام السعودي.

وقام الاتحاد بتعيين البرتغالي دومينجوس سواريز، في منصب "الرئيس التنفيذي" للنادي؛ حيث أنه مستمر في عمله منذ صيف عام 2023، وحتى الآن.

أما الأهلي عيّن البريطاني رون جورلي في منصب "الرئيس التنفيذي" مطلع عام 2024؛ قبل أن يُقرر إقالته في شهر أبريل الماضي، بشكلٍ رسمي.

وبعد 6 أشهر تقريبًا من فراغ المنصب؛ ها هو الأهلي يتوصل إلى اتفاقٍ مع رئيسه التنفيذي الجديد الأمريكي مايك جولوب، وفقًا لما ذكرته المصادر المُقربة من النادي وعلى رأسها الإعلاميين وليد سعيد وخالد الزهراني.

  • Soccerex Europe - Day 2Getty Images Sport

    دومينجوس سواريز صاحب "السيرة الرائعة".. ولكن!

    لا شك أن دومينجوس سواريز هو واحد من أبرز الرؤساء التنفيذيين، الذين جاءوا إلى المملكة العربية السعودية؛ حيث يمتلك خبرة 30 سنة تقريبًا، في هذا المجال.

    وشغل سواريز مناصب قيادية في عددٍ من الشركات الرائدة؛ بما في ذلك "كاب جيمني" للتقنية.

    أيضًا.. شغل سواريز منصب عضو مجلس إدارة رابطة الأندية الأوروبية، في فترتين مختلفتين؛ من 2017 إلى 2019، ثم من 2021 إلى 2023.

    وجاءت أهم محطة بالنسبة لسواريز؛ عندما شغل منصب الرئيس التنفيذي للعملاق البرتغالي بنفيكا؛ محققًا معه العديد من الإنجازات الكبيرة، أبرزها 8 بطولات في الدوري، و3 كؤوس محلية.

    وبالتالي.. كان اختيار الاتحاد لهذا الرجل، من أجل شغل منصب "الرئيس التنفيذي" للنادي، موفقًا للغاية على الورق؛ رغم العديد من المشاكل الأخرى، على أرض الواقع.

    الحقيقة أن قرار تعيين دومينجوس سواريز، جلب إلى عملاق جدة الكثير من المشاكل؛ خاصة بعد اتهام الرئيس التنفيذي، بالتزوير والفساد المالي.

    هذا الاتهام الذي تم توجيهه إلى سواريز، وتم تحويله بسببه إلى المحكمة الجنائية؛ كان بمثابة الضربة القوية، التي خدشت سمعة العميد الاتحادي.

  • إعلان
  • Domingos Soares - Al Ittihad FansGetty Image/ GOAL AR

    الاتحاد على حق!.. براءة دومينجوس سواريز من جميع التهم

    واستكمالًا للنقطة السابقة؛ وجب علينا الإشارة إلى أن نادي الاتحاد، تمسك ببقاء رئيسه التنفيذي دومينجوس سواريز؛ تحت مبدأ "المتهم بريء حتى تثبت إدانته".

    وقد تم تحويل سواريز إلى المحكمة الجنائية؛ بعد اتهامه هو ومجموعة من مسؤولي بنفيكا "الحاليين والسابقين"، في منتصف العام الماضي؛ بارتكاب 3 جرائم تهرب ضريبي و19 جريمة تزوير وثائق رسمية، مُتعلقة ببعض صفقات النادي البرتغالي العملاق.

    وبعد فترة ليست بالطويلة من المُحاكمة؛ تم تبرئة سواريز من جميع التهم الموجهة إليه، في القضية التي عُرِفت باسم "الحقيبة الزرقاء".

    ووفقًا لصحيفة "أبولا" البرتغالية وقتها؛ لم يتم العثور على أي دليل يثبت تورط الرئيس التنفيذي الحالي لنادي الاتحاد، في الاشتراك بارتكاب الجرائم - سالفة الذكر -.

    ومن هُنا.. ثبت صحة قرار العميد الاتحادي، بالتمسك ببقاء دومينجوس سواريز؛ على الرغم من كل الاتهامات التي وجهت له في البداية، وتسببت في تشويه سمعة العملاق السعودي.

    وبعيدًا عن نتائج الفريق الأول لكرة القدم، ساهم سواريز بشكلٍ فعال في بعض القرارات المصيرية بالاتحاد، بجانب المدير الرياضي رامون بلانيس؛ على النحو التالي:

    * تطوير البنية التحتية للنادي.

    * بدء خطوات إنشاء مدينة رياضية للنادي.

    * العمل على إنشاء سكن موحد لنجوم الفريق الأول.

  • Mike Golub Al Ahli FansSocial gfx/ Goal Arabia

    تاريخ من الإنجازات لرئيس الأهلي التنفيذي.. ولكن!

    وبالانتقال إلى عملاق جدة الآخر النادي الأهلي؛ فسنجد أنه لم ينجُ من الجدل أيضًا، بشأن منصب "الرئيس التنفيذي".

    نعم.. الأهلي اختار الأمريكي مايك جولوب لشغل منصب "الرئيس التنفيذي" للنادي؛ خلفًا للمقال رون جورلي، وذلك بعد 6 أشهر كاملة.

    ويتمتع جولوب بخبرة كبيرة في عالم كرة القدم، والعلامات التجارية العالمية، وفقًا لما ذكره عبر موقعه الرسمي؛ وذلك على النحو التالي:

    * المساهمة في تأسيس وتطوير دوري كرة القدم النسائي في الولايات المتحدة الأمريكية.

    * قيادة قسم الترفيه الرياضي العالمي في شركة "نايكي".

    * شغل منصب رئيس العمليات في نادي بورتلاند ثورنز؛ وجعله أحد أنجح وأغنى الفرق النسائية في العالم.

    وحصل جولوب على عديد الجوائز؛ منها أفضل مدير تنفيذي في الدوري الأمريكي لكرة القدم "مرتين"، إلى جانب اختياره ضمن 50 شخصية مؤثرة في بورتلاند.

    وكل هذا يجعلنا نعود ونؤكد؛ بأن الرئيس التنفيذي المرتقب للأهلي؛ قادر على تقديم الكثير للعملاق السعودي، خاصة من الناحيتين التسويقية والتجارية.

    إلا أن هُناك قضية تورط فيها جولوب؛ جعلت الكثيرين يتساءلون: "كيف تم اختيار هذا الرجل لشغل منصب (الرئيس التنفيذي) للنادي الأهلي؟!".

    هذه القضية هي اتهامه بـ"التحرش اللفظي" بالمدربة السابقة لفريق بورتلاند ثورنز للسيدات؛ عندما كان يشغل منصب رئيس العمليات في النادي الأمريكي.

  • Mike Golub Al Ahli FansSocial gfx/ Goal Arabia

    تفاصيل القضية المتورط فيها مايك جولوب!

    ومن حيث توقفنا سنبدأ حديثنا الآن؛ بشأن القضية التي تورط فيها الأمريكي مايك جولوب، الرئيس التنفيذي المرتقب للنادي الأهلي.

    وأعلن نادي بورتلاند ثورنز عام 2022، إقالة جولوب من منصبه بشكلٍ رسمي كـ"رئيس للعمليات"؛ بعد تحقيقات رسمية من الرابطة الأمريكية المحترفة.

    صحيفة "ذا أتلتيك" وشبكة "ESPN" كشفتا عن أن تحقيقات الرابطة الأمريكية المحترفة؛ أثبتت تورط جولوب في "تحرش لفظي" عام 2013 - أي قبل 9 سنوات من التحقيقات -، بمدربة فريق سيدات بورتلاند ثورنز وقتها سيندي بارلو كون.

    وقال جلوب لسيندي؛ وفقًا لما جاء في تحقيقات الرابطة الأمريكية: "ما الذي ترغبين فيه غير النوم معي؟".

    كذلك.. ورد اسم جولوب في تقرير "oregonlive"؛ كوّنه مُتهمًا بخلق جو من عدم الاحترام والترهيب تجاه النساء والأمهات العاملات في النادي الأمريكي، على مدى 11 عامًا.

    المثير في الأمر أن جولوب، لم يتول منصب في أي نادٍ أو جهة رياضية، منذ رحيله عن بورتلاند ثورنز، بسبب هذه القضية المثيرة للجدل؛ إلى أن تم اختياره للعمل في عملاق جدة الأهلي.

    وهذا يجعلنا نطرح عدة تساؤلات مهمة، ربما تحتاج إلى الإجابة من مسؤولي الأهلي، الذين اختاروا جولوب للعمل في منصب "الرئيس التنفيذي"؛ وذلك على النحو التالي:

    * أولًا: هل ركز الأهلي على خبرات جولوب الرياضية دون أي اعتباراتٍ أخرى؟.

    * ثانيًا: هل يسير الأهلي على نهج نادي الاتحاد ورئيسه التنفيذي دومينجوس سواريز؟.

    * ثالثًا: هل من الممكن أن إدارة الأهلي لا تعلم بالقضية التي تورط اسم مايك جولوب فيها؟.

    وإذا اعتمد الأهلي على النقطة الثانية، وهي مبدأ "المتهم بريء حتى تثبت إدانته"، مثلما فعل نادي الاتحاد مع سواريز - والذي تحدثنا عنه في بداية التقرير -؛ فهُنا قد يكون الرد بأن الرئيس التنفيذي للعميد تم تبرئته بقرار من النيابة العامة، بينما تم إقالة جولوب من منصبه بعد تحقيقات رسمية من الرابطة.

    وهُنا.. تبقى النقطة الأولى هي الأوقع؛ وهي أن الأهلي اختار جولوب لمنصب "الرئيس التنفيذي"، بسبب كفاءته المهنية الكبيرة دون أي اعتباراتٍ أخرى.

    لكن يبقى أن نعرف، هل سيكسب الأهلي الرهان أمام الأصوات التي انتقدته بسبب اختيار شخص متهم في قضية حساسة، أم لا.

    بمعنى.. هل سينجح جولوب مع الأهلي ويظهر انضباطًا كبيرًا للغاية، يجعل من ينتقد اختياره ينسى هذه القضية - سالفة الذكر -؛ أم سيفشل في أداء مهمته، وبالتالي سيدفع مسؤولي النادي الثمن غاليًا.