في السنوات الأخيرة، بدأت رابطة الدوري الإسباني "لاليجا" في تنفيذ إستراتيجية جديدة تهدف إلى توسيع نطاق انتشار البطولة خارج حدود إسبانيا، من خلال تنظيم مباريات رسمية في دول أخرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية التي تستضيف منذ سنوات منافسات كأس السوبر الإسباني.
وتُعد مباراة فياريال ضد برشلونة، التي كان من المقرر إقامتها في مدينة ميامي يوم 20 ديسمبر 2025، أحدث مثال على هذه المبادرة التي أثارت الكثير من الجدل داخل الأوساط الرياضية الإسبانية.
وتأتي هذه الخطوة في إطار خطة تسويقية تهدف إلى تعزيز حضور "لاليجا" في الأسواق العالمية، خاصة في ظل المنافسة المتزايدة مع الدوريات الأوروبية الأخرى مثل الدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الألماني.
وتؤكد الرابطة أن نقل بعض المباريات إلى الخارج لا يُعد انتقاصًا من قيمة البطولة، بل هو وسيلة لتقريب الفرق الإسبانية من جماهيرها المنتشرة حول العالم، لا سيما في أمريكا الشمالية وآسيا.
ورغم أن هذه المبادرات تحظى بدعم بعض الأندية الكبرى التي ترى فيها فرصة لتعزيز علامتها التجارية وزيادة عائداتها المالية، إلا أنها تواجه اعتراضات من قبل جماهير محلية تعتبر أن نقل المباريات يُفقد البطولة جزءًا من هويتها، ويؤثر على حقوق المشجعين الذين اعتادوا متابعة فرقهم في ملاعبهم الأصلية.
من الناحية التنظيمية، تؤكد "لاليجا" أنها تتخذ كافة الإجراءات لضمان عدالة المنافسة، وتعويض الجماهير المتضررة من نقل المباريات، سواء من خلال خصومات على التذاكر الموسمية أو توفير رحلات مجانية لحضور اللقاءات الخارجية.
وبين مؤيد ومعارض، تبقى المباريات الإسبانية خارج البلاد جزءًا من تحول عالمي في صناعة كرة القدم، حيث لم تعد المنافسات تُقاس فقط بعدد الأهداف، بل أيضًا بمدى الانتشار والتأثير في الأسواق الدولية.