ذكاء أتالانتا ونقص ميلان ويوفنتوس .. كيف كان ميركاتو كبار إيطاليا؟

تأثرت بقية أندية إيطالية بالوضع الاقتصادي الصعب بعد كورونا، وظهر الأمر في تحركاتها بالميركاتو واعتماد سياسة البيع للشراء، وإن ضمت بعض الأندية تدعيمات لافتة مثل انضمام كايتا بالدي وأنطونيو كاندريفا لسامبدوريا، ولوكاس كوارتا، سفيان أمرابط، وخوسيه كاييخون لفيورنتينا.

لم يصرف كلاوديو لوتيتو، رئيس لاتسيو، الأموال كما يفترض لدعم فريقه العائد لدوري الأبطال، فضم بيبي رينا مجاناً، وأندرياس بيريرا معاراً من مانشستر يونايتد، وفقط دفع لشراء محمد فارس من سبال، وفيداد موريقي من فنربخشه مجموع 20 مليون يورو تقريباً.

يحسب للاتسيو الحفاظ على نجومه الأساسيين وعدم التفريط في القطع الأساسية، ولكن شبح الموسم الماضي وفارق الإمكانيات بين الأساسي والاحتياطي قد يكلف الفريق غالياً، خصوصاً في ظل الموسم المضغوط.

كانت معظم الأموال التي صرفها فريق باولو فونسيكا على لاعبيه الحاليين لتحويل إعاراتهم لانضمام نهائي كما حدث مع هنريك مخيتاريان، جوردان فيريتو، كارلس بيريز، وجيانلوكا مانشيني، والأهم نجاحه في إعادة كريس سمولينج في اللحظات الأخيرة من الميركاتو.

بقية الصفقات شهدت انضمام لاعبين مميزين مثل بورخا مايورال من ريال مدريد وماراش كومبولا من فيرونا، والثنائي على سبيل الإعارة، وكذلك بيدرو مجاناً في الصفقة الأبرز للفريق.

دعم أتالانتا صفوفه  بضم كريستيان روميرو في الدفاع من يوفنتوس، وعوض رحيل تيموثي كاستان لليستر بيوهان موهيكا وأليساندرو بيتشيني، وكذلك فابيو دي باولي، وفي خط الوسط ضم الروسي المميز أليكسي ميرانتشوك كأغلى صفقات الفريق، وكذلك سام لاميرس من إيندهوفن، وعاد ماتيو بيسينا من فيرونا بعد تألقه.

ولكن الأبرز في ميركاتو "الديا" كان عمليات البيع، فكسب 25 مليوناً من بيع كاستان، وقرابة 40 مليون يورو في أماد تراوري لمانشستر يونايتد رغم أنه لم يمثل الفريق إلا في دقائق معدودة، ليضيف المزيد من الأرباح لخزينته في فترة تعاني فيها معظم الأندية الأخرى اقتصادياً.

واصل ميلان تحركاته الذكية في سوق الانتقالات وركز على الشباب أصحاب القيمة الفنية المستقبلية العالية والأسعار التي في المتناول، فضم ينس هاوجي من بولدي، كالولو من ليون، والضربة الأقوى ساندرو تونالي من بريشيا بعد التغلب على إنتر، وعلى سبيل الإعارة كذلك.

عوض الفريق رحيل بيبي رينا بضم سيبريان تاتاروسانو، وجاء ديوجو دالوت مُعاراً لسد الفراغ في الأظهرة، ولكن مركزان بقيا بحاجة للدعم، قلب الدفاع الذي يتواجد فيه أربعة أسماء لا ترتقي للمطلوب باستثناء القائد أليسيو رومانيولي، والهجوم الذي باستثناء زلاتان إبراهيموفيتش يضم الأسماء الشابة مثل لورينزو كولومبو ودانييلي مالديني.

اقرأ أيضاً .. ديلي ألي وديمبيلي وديباي - أبرز من فاتهم قطار الانتقالات

لم يصرف النيراتزوري عديد الأموال في لاعبين جدد، فقط دفع قيمة ضم ستيفانو سينسي نهائياً من ساسوولو، وتلك الخاصة بنيكولو باريلا من كالياري، ولكن ضرب بقوة عندما ضم أشرف حكيمي من ريال مدريد مقابل 40 مليون يورو.

بقية التدعيمات جاءت لسد الثغرات في صفوف الفريق، فأتى الثنائي ماتيو دارميان وأليكساندر كولاروف، وكذلك أخيراً أرتورو فيدال بقيمة إجمالية لا تتخطى الخمسة ملايين، وعاد الثلاثي إيفان بيريشيتش، رادجا ناينجولان، ويونوت رادو من الإعارات، مع عودة أيضاً لأندريا بينامونتي من جنوى بعد الاتفاق الصيف الماضي بين الناديين، ليكون هو المهاجم الرابع وبديل روميلو لوكاكو.

إنتر اعتمد على زيادة الزاد البشري في صفوفه تحسباً لموسم مضغوط، ونجح في القيام بذلك بأقل التكاليف، كما حافظ على نجومه ولم يضطر للتخلي عن أي منهم لتوفير سيولة مادية رغم الحديث عن تضحيات.

تشيلسي يكتسح والعرب على الدكة .. تشكيل أغلى صفقات أوروبا 2020

ربما قام البارتينوبي بالميركاتو الأفضل في إيطاليا، أولاً حافظ على نجمه كاليدو كوليبالي رغم الإغراءات والمبالغ الطائلة، وعزز صفوفه بفيكتور أوسيمين بمبلغ يقارب 70 مليون يورو، ولكن بالتقسيط على عدة دفعات.

رئيس النادي أوريليو دي لاورنتيس لم يكتف بذلك، ولكن ضم أيضاً أندريا بيتانيا في الهجوم وأمير رحماني بالدفاع، وتغلب على ميلان وبي إس جي وحصل على تيموي باكايوكو مُعاراً من تشيلسي بالمجان.

يعاب فقط على نابولي فشله في التخلص من أركاديوش ميليك الذي خرج من الحسابات وسيرحل مجاناً في نهاية الموسم المقبل بعد أن كان على وشك الانضمام لروما مقابل قرابة 40 مليون يورو.

قام يوفنتوس بسوق انتقالات جيد، ضم ألفارو موراتا تعويضاً لفشله في ضم إدين دجيكو ليكون شريك كريستيانو رونالدو الجديد، وبدل ميراليم بيانيتش بأرتور، وبليز ماتويدي بوستون مكيني، وأخيراً أتى انضمام فيديريكو كييزا ليكون مسك الختام.

ما ميز ميركاتو يوفي هو نجاحه في توفير الأموال، فتخلص من رواتب جونزالو هيجواين وماتويدي الكبيرة، وإن فشل في ذلك مع سامي خضيرة، كما عادل الميزانية بتبادل بيانيتش وأرتور، وحصل على موراتا وكييزا على سبيل الإعارة والتقسيط ليخفف تأثير قيمتها المرتفعة.

المركز الذي فشل الفريق في تعزيزه كان الظهير الأيسر في ظل رحيل ماتيا دي تشيليو ولوكا بيليجريني، والاكتفاء فقط بالمصاب أليكس ساندرو والصاعد جيانلوكا فرابوتا.