أخيرًا أصبح لكتالونيا قطبٌ ثانٍ .. إسبانيول يزاحم برشلونة والكبار بفضل خلطة مانولو جونزاليس!

واستهل إسبانيول مشواره في دوري 2025-2026، بمفاجأة كبرى، بعد انتصاره على أتلتيكو مدريد بنتيجة (2-1)، ورغم تفريطه في التقدم أمام ريال سوسييداد، واكتفائه بالتعادل (2-2)، إلا أنه عاد لطريق الانتصارات، بهدف نظيف أمام أوساسونا، ليحتلّ المركز الرابع في جدول "لاليجا".

ولعلّ أبرز ما قدمه إسبانيول، يكمن في اللاعب بيري ميلا الذي سجل هدفين في أولى مباراتين، فيما جاءت الأهداف الأخرى بتوقيع ميجيل روبيو وجافي بوادو وكارلوس روميرو.

هذا التألق الذي يشهده إسبانيول، جاء بعد ختام موسم نجا فيه بأعجوبة من العودة للهبوط إلى الدرجة الثانية، بعدما تعرض الفريق لخمس هزائم متتالية، ليصبح أمام جولة أخيرة كان الانتصار فيها لا بديل عنه، قبل أن يحقق الفريق الكتالوني المراد، بالفوز على لاس بالماس بهدفين دون مقابل، في الجولة 38، ليضمن البقاء وسط الكبار.

هناك من سيقول إن الصفقات الجديدة حتمًا قد لعبت دورًا في القفزة التي حققها إسبانيول، في بداية الموسم الجديد، رغم أنه تعاقد مع 3 لاعبين فقط بمقابل مادي، وهم روبرتو فيرنانديز، أوركو جونزاليس دي زاراتي، كليمينس ريدل، فيما ضم 7 صفقات أخرى مجانًا، وضم لاعبين على سبيل الإعارة.

ولكن المفاجأة تكمن في أن المدرب مانولو، لم يلجأ إلى "غربلة" الفريق، ولم يستعن سوى بثلاثة لاعبين جدد فقط في التشكيل الأساسي، وهم الحارس ديميتروفيتش، والجناح تيريس دولان، والمهاجم كيكي جارسيا، وجميعهم جاؤوا بانتقال حر.

أما عن الراحلين، فقد كان الحارس جوان جارسيا أبرزهم بالطبع، والذي انتقل إلى الجار برشلونة، مقابل 25 مليون يورو، الأمر الذي أثار غضب الجماهير تجاه حارسهم الذي اختار الرحيل إلى المنافس، بعدما كان يعتزم البقاء.

وبحسب تقرير نشره "xcatalunya"، فإن المدرب مانولو، الذي يقود إسبانيول منذ الدرجة الثانية، قرر تجديد الثقة في الحرس القديم، والاعتماد على اللاعبين الذين كانوا مع الفريق بالموسم الماضي، كما فاجأ المدافع ميجيل روبيو بوضعه على مقاعد البدلاء، رغم بدايته الجيدة وتسجيله هدفًا في الجولة الأولى، فضلًا عن تغيير خط الهجوم، ومشاركة المهاجم الجديد كيكي جارسيا بدلًا من روبرتو، من أجل إزعاج دفاع أوساسونا.

مانولو أراد أن يوجه عدّة رسائل من خلال قراراته في الجولات الثلاث الأولى، بألا يضمن أحد الثبات في مكانه في التشكيل، ويجب على الجميع أن يثبت جدارته، فضلًا عن تحقيق الاستقرار في الفريق، وعدم الدفع بجميع الجدد مرة واحدة، وصنع منافسة داخلية بين اللاعبين، مثلما فعل مع روبيو، مع المرونة التكتيكية في التعامل مع المباريات.

الدليل جاء في مباراة أوساسونا، كما ذكرنا، حينما دفع بالمهاجم كيكي جارسيا، بحثًا عن مهاجم يتمتع بالقوة البدنية لمواجهة فريق صلب دفاعيًا، ومن أجل المنافسة مع روبرتو على قيادة الهجوم.

إسبانيول نجح في اختبار صعب، ولكنه لم يواجه القطبين بعد، سواءً ريال مدريد أو برشلونة، إلا أن حصد 7 نقاط من أصل 9، هو بمثابة بداية قوية للغاية، يثبت بها الفريق الكتالوني، بأنه عازم بقوة على منافسة الكبار، وأن يكون قطبًا كتالونيًا ثانيًا.

جميل أن تتمتع بالاستقرار، خاصة وأن الفريق يملكه المدرب مانولو الذي قاده للصعود من الدرجة الثانية، وضمن له البقاء موسمًا آخر، فهل يجني إسبانيول ثمار هذا الاستقرار؟ أم هذه نشوة البدايات فقط؟ سنرى!