GOAL ONLY Garnacho gfxGoal AR

مسرح جارناتشو | احتفال أسطوري لهدف عادي.. رقصة رونالدو تنتهي بالدراما لظاهرة تشيلسي الصوتية الجديدة!

افتُتح الستار في مسرح ستامفورد بريدج على العرض الأغلى، عرض الأربعين مليون جنيه إسترليني، وبطله الأوحد أليخاندرو جارناتشو.

سبع مباريات كاملة انتظرها الجمهور ليرى المشهد الأول لظاهرة تشيلسي الصوتية الجديدة، وعندما جاءت اللحظة، كانت مليئة بالضجيج والاستعراض.

لكن العروض المسرحية الصاخبة قد تخدع الجمهور للحظات، قبل أن يكشف الواقع عن الحقيقة الكاملة، ما بدأ كاحتفال أسطوري في الدقيقة الرابعة، انتهى بدراما مأساوية في الدقيقة 90+3.

انتهت المسرحية بخسارة مدوية لتشيلسي على أرضه بنتيجة 1-2 أمام سندرلاند، ليتحول البطل المزعوم إلى مجرد رقم باهت في ليلة سقط فيها البلوز.

  • FBL-ENG-PR-CHELSEA-SUNDERLANDAFP

    رقصة الأسطورة.. واختفاء البطل

    في الدقيقة الرابعة، انطلق الفصل الأول، سجل جارناتشو هدفه الأول بقميص البلوز، وبدلاً من أن يكون احتفالاً عادياً، قرر البطل أن يقدم أداءً مسرحياً كاملاً.

    احتفل مقلداً مثله الأعلى كريستيانو رونالدو بالركض نحو لوحات الإعلانات والجلوس عليها، مكرراً احتفال البرتغالي القديم في مانشستر يونايتد، ثم أشار بيده لنفسه ثم لأرض الملعب، ليكرر احتفال آخر للدون لكن هذه المرة عندما سجل في شباك برشلونة.

    كان مشهداً صاخباً، احتفالاً أسطورياً، ضجيجاً هائلاً جعل الجميع يعتقد أن المباراة قد حُسمت وأن بطلاً قد وُلِد، لكن الأداء المسرحي الصاخب نادراً ما يصمد أمام الواقع، فبعد 18 دقيقة فقط، وتحديداً في الدقيقة 22، جاء الرد سريعاً من سندرلاند بهدف التعادل.

    هنا، بدأ الاحتفال الأسطوري يتقلص ليصبح مجرد ذكرى لهدف عادي جداً، والأدهى من ذلك، أن بطل المشهد الأول اختفى تماماً عن المسرح. 

    فبعد هدفه، تحول جارناتشو إلى شبح، مساهمته الأولى في الدقيقة 12 كانت تمريرة عرضية فاشلة، بعدها بدقيقة، في الدقيقة 13، أضاع فرصة محققة بجوار القائم، وفي الدقيقة 27، ارتكب خطأ عنيفاً لا مبرر له، وحتى رأسيته في الدقيقة 40 جاءت ضعيفة في يد الحارس.

  • إعلان
  • Alejandro Garnacho Cristiano RonaldoGetty

    لغة الأرقام.. كواليس الظاهرة الصوتية

    الأرقام هي الكاشف الحقيقي للكواليس خلف الستار، وبعيداً عن ضجيج الاحتفال، تكشف الإحصائيات أن جارناتشو لم يكن بطلاً، بل كان أحد أسباب معاناة فريقه، هذه هي الحقيقة المجردة لصفقة الأربعين مليون خلال 58 دقيقة.

    أنهى جارناتشو المباراة وهو عاجز تماماً عن تقديم أي شيء حقيقي: صفر مراوغات ناجحة من أصل محاولة وحيدة، وهو بالنسبة لجناح هجومي بهذا السعر، فهذا يعني فشلاً ذريعاً في المواجهات الفردية.

    كما أنهى اللقاء بصفر تمريرات مفتاحية، ما يعني أنه كان معزولاً تماماً عن صناعة اللعب، ولم يخلق أي فرصة لزملائه.

    وفي المقابل، كان ثقباً أسوداً في استحواذ فريقه، حيث فقد الكرة 11 مرة، هذا الرقم الكارثي يعني أنه كان سبباً متكرراً في قطع هجمات فريقه ومنح الكرة للخصم. 

    وحتى على المستوى البدني، كان ضعيفاً، حيث لم يفز سوى بالتحام أرضي واحد من أصل أربعة، وهذه الأرقام لا تبرر أي نوع من الاحتفال، بل تستدعي نقداً حاداً، وتؤكد أنه كان مجرد ظاهرة صوتية، احتفالاً صاخباً غطى على أداء باهت.

  • FBL-EUR-C1-CHELSEA-TRAININGAFP

    مشهد التبديل.. رسالة المخرج القاسية

    يبدو أن مخرج العرض، إنزو ماريسكا، لم يعجبه الأداء هو الآخر، ففي الدقيقة 58، وبينما كان فريقه يبحث عن حل للعودة للتقدم، جاء القرار الدرامي الأول، كان القرار هو سحب جارناتشو ليكون أول تبديل للفريق.

    أن تكون صاحب الهدف الوحيد وأول من يغادر المسرح، فتلك رسالة مهينة وقاسية من المدرب، هي رسالة مفادها أن الهدف لا يكفي، وأن الاستعراض لا يغني عن الأداء. 

    لقد رأى ماريسكا أن اللاعب أصبح عبئاً تكتيكياً، وأن استمراره لن يفيد الفريق، وقبلها بدقيقة واحدة، في الدقيقة 57، لخص جارناتشو مستواه الباهت بتسديدة هاوية أطاح بها فوق العارضة، لتكون تلك هي اللقطة الختامية له قبل خروجه مباشرة.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • بيت القصيد واسدال الستار.. الدراما وسجين الأسطورة

    الدراما الحقيقية لم تكن في التبديل، بل في مشهد الختام، ففي الدقيقة 90+3، وفي اللحظة التي انتظر فيها جمهور تشيلسي نهاية سعيدة، جاءت الضربة القاضية بهدف ثانٍ لسندرلاند، وهكذا أُسدل الستار على مسرح جارناتشو بخسارة مدوية 1-2.

    ما حدث هو جرس إنذار، جارناتشو لاعب موهوب، لكنه بحاجة ماسة للنضج، هو بحاجة لأن يركز على نفسه لبناء هويته الخاصة، وأن يركز على فريقه لتحقيق الانتصارات، بدلاً من أن يبقى سجيناً في شخصية مثله الأعلى، فما قيمة أن تسجل هدفاً عادياً وتحتفل به كأسطورة، إذا كان فريقك يخسر في النهاية؟

    تشيلسي دفع 40 مليوناً من أجل لاعب حاسم، وليس من أجل مُقلِّد جيد يقدم استعراضات تنتهي بخسائر موجعة، إن لم يتغير هذا الواقع سريعاً، سيتحول جارناتشو من صفقة الموسم المنتظرة إلى الوهم الأكبر في ستامفورد بريدج.

0