نجم إيفرتون وموهبة إيطالية .. أسوأ صفقات ريال مدريد في القرن الجديد

انضم بثمن باهظ بالنسبة للاعب مدافع عام 2004 مثل والتر صامويل، حيث بلغت تكاليف جلبه من نيوكاسل يونايتد ب20 مليون يورو، وعكس كل التوقعات، واجهته مشاكل بالجملة بسبب كابوس الإصابات المتكررة، وصلت لحد عدم المشاركة ولو في مباراة واحدة على مدار موسمه الأول، وحتى بعد تعافيه من إصابته الصعبة، أبلى بلاءًا حسنًا فترة قصيرة ثم عاودته الإصابة، ليبيعه الريال عام 2007 لميدلسبره بأقل من 10 مليون يورو.

كان والتر صامويل أحد أبرز المدافعين في الدوري الإيطالي، وتحديدًا مع نادي روما، وفي صيف 2004 مقابل 25 مليون يورو، إلا أنه لم يُعبر عن نفسه بالصورة التي كانت مُنتظرة منه، ليضطر الميرينجي لبيعه في الصيف التالي، بالموافقة على إعادته لإيطاليا عبر بوابة الإنتر برسوم لم تتجاوز 16 مليون يورو، والمُثير للدهشة، أن الدولي الأرجنتيني السابق استعاد بريقه في الكالتشيو، وقدم مواسم للتاريخ مع النيراتزوري.

إذا حكى أحدهم لآخر في عام 2004 أن صفقة إنتقال مايكل أوين إلى مانشستر يونايتد في صيف 2009 ستلاقى كل هذه السخرية لنعته بالمجنون لأن أوين كان أفضل هدافي إنجلترا وأحد أفضل هدافي أوروبا إن لم يكن أفضلهم آنذاك. أوين انتقل لريال مدريد في صفقة مدوية ومفاجئة وتوقع له الكثيرون أن يصبح هدافاً أسطورياً مع الريال كما كان مع ليفربول لكنه لعب موسماً عادياً جداً وكان حبيس لدكة الإحتياط بديلاً لـ"راؤول". سواء كان السبب راؤول أو غيره إلا أنه لاعب بحجم أوين كان ينتظر منه أن يقدم الكثير والكثير ويلعب لمواسم مع الريال لكنه انتقل بعد عامٍ واحد ليتحول إلى لاعب عادي جداً في الدوري الإنجليزي.

من الناحية التسويقية، فهو لم يخسر فيه ريال مدريد، كونه جاء بأقل من 18 مليون يورو، وتمت عمليه بيعه بأكثر من 32 للمان سيتي، لكن من الناحية الفنية، فهو لم يُقدم أي شيء يُذكر على مدار الموسم الوحيد الذي قضاه في البيرنابيو، فقط اكتفى بتسجيل 35 هدفًا في 3 مواسم، شهدت خروجه عن النص أكثر من مرة، أشهرهم عندما ذهب إلى التدريبات في صباح أحد الأيام، وهو في حالة عدم اتزان، بعد سهرة صباحية.

بعد أن برز بشدة مع إيفرتون وتوقع له كثيرون أن يكون خليفة الأسطوري روي كين في مانشستر يونايتد بعد عام أو عامين، انتقل توماس جرافيسن إلى ريال مدريد حتى يكون خليفة كلود ماكيليلي.. الأسطورة تحولت إلى كابوس فجرافسن لم يفعل شيء تقريباً، خصوصاً بعد تحول مركزه من وسط مهاجم مع إيفرتون إلى وسط مدافع مع الريال، ولم تكن مشكلته وحيدة هي العنف الذي كان يعيبه عليه المتابعين، بل إنه انخرط في شجار شهير بينه النجم البرازيلي روبينيو كان سبباً رئيسياً في رحيله، وبالطبع كانت قبلها المشكلة الأشهر بينه وبين عشاق كرة القدم في الوطن العربي وذلك عندما رفض الحديث لقناة ART عقب مباراة في دوري الأبطال بسبب أنها قناة عربية ..!

لاعب موهوب ومجنون بلا أدنى مبالغة أو تناقض بين الكلمتين. ثاني لاعب إيطالي في تاريخ الريال بعد كريستيان بانوتشي لكن شتان بين مسيرة الأخير ومسيرة كاسانو. انتقل إلى الريال بعد خصامه الشهير مع القائد فرانشيسكو توتي، فذهب ليحرز هدفاً مع الريال في أول ثلاثة دقائق يشارك فيها في الشوط الثاني من مباراة النادي الملكي ضد ريال بيتيس. هدف لم يكن ينبئ بما سيتبعه.. مشاكل لا حصر لها، فمن زيادة في الوزن بسبب إهماله في نوعية الطعام التي يأكلها، وعدم وجود رقابة عليها، إلى مشكلة مع فابيو كابيلّو في الموسم الذي تلاه بسبب "عدم الإحترام" حسب وصف الموقع الرسمي للريال آنذاك حتى إنه أعلن عندما كان في الريال أنه قد يعود إلى روما ويجري صلحاً بفرانشيسكو توتي..!. كاسانو كان نجماً كبيراً في روما، وعاد لكثير من مستواه مع سامبدوريا لكنه بقى صفقة فاشلة بكل المقاييس مع ريال مدريد.

تعاقد معه الريال في شتاء 2009 قادمًا من أياكس في صفقة كلفت النادي 20 مليون يورو، وكان الجميع في إسبانيا ينتظر توهجه كما كان يفعل مع أياكس في بداياته في الإيرديفيسي، لكنه لم يكن محظوظًا، بخروجه من قائمة الريال الأوروبية، ثم بعد ذلك لم يلعب سوى 20 مباراة أحرز خلالهم ثمانية أهداف في نصف موسم، أعير بعد لميلان موسم 2009-2010، وفي الأخير اشتراه شالكه في فترة الانتقالات الصيفية 2010.

كان نجمًا لا يُستهان به في صفوف الآرسنال لكن رييس اختار العودة لإسبانيا، والسبب.. غير سعيد بالحياة في لندن !! حاول فينجر الإبقاء عليه بكل الطرق لكنه كان مصرًا وياليته ما أصر.. أعير إلى الريال في صفقة تبادلية آنذاك مع خوليو بابتيستا ، لكنه ظل حبيس مقاعد البدلاء طوال الوقت مع ريال كابيلّو ولم يفد الملكي بأي حسنة إلا إحرازه للهدف الذي أنهى آمال مايوركا في التعادل مع الريال في مباراة حسم لقب الليجا "الإعجازي" موسم 2006 /2007.

جاء إلى ريال مدريد عام 2009، بعد حوالي عامين من حصوله على جائزة أفضل لاعب في العالم، ومقابل رسوم أنعشت خزائن ميلان بأكثر من 60 مليون يورو، كثاني الصفقات المدوية بعد رونالدو، لكن سرعان خيب النجم البرازيلي آمال جماهير الريال، بمستوى لا يُقارن بمستواه الذي كان عليه مع ميلان، وما زاد الطين بلة تعرضه لسلسلة من الإصابات التي أبعدته لفترات طويلة، قبل أن تتعقد أموره مع المدرب جوزيه مورينيو، لينتهي به المطاف بالعودة إلى ميلان عام 2013، وفي سجله 29 هدفًا في 120 مباراة.