FBL-ENG-PR-NEWCASTLE-LIVERPOOLAFP

الرفاهية الزائدة لها أنياب .. سلوت متورط بين إيزاك و إيكيتيكي ورهانه الأكبر على سيناريو ريال مدريد المثالي!

في ميركاتو صيفي تاريخي، أبرم ليفربول صفقتين من العيار الثقيل، ضامنًا لنفسه قوة هجومية متعددة الأبعاد، ربما تميزه عن جميع فرق أوروبا، لكن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية توظيف هذه القوة دون خسائر بشرية أو فنية.

وتحركت إدارة ليفربول في الميركاتو بكل قوتها، لضم ألكساندر إيزاك من نيوكاسل، تلك الصفقة التي ظلت معلقة حتى الساعات الأخيرة من سوق الانتقالات، لكنها في نفس الوقت كانت قد أمنت المركز بضم الفرنسي هوجو إيكيتيكي.

ومع بداية الموسم فرض إيكيتيكي نفسه بقوة على تشكيلة ليفربول، وقدم أوراق اعتماده سريعًا، لكن ذلك لم يمنع المدرب أرني سلوت من منح الفرصة إلى المهاجم السويدي المميز، من أجل الوصول إلى أفضل استفادة لصالح الفريق.

  • Hugo Ekitike Liverpool 2025-26Getty

     إيزاك وإيكيتيكي .. تنوع تكتيكي بين القوة والمرونة

    يتشابه إيزاك وإيكيتيكي في كثير من الخصائص الفنية والبدنية، لكن  كل منهما أيضًا يتفرد بقدرات خاصة، تجعله خيارًا منطقيًا في تشكيلة ليفربول الأساسية، ومن هنا تأتي الحيرة اللذيذة لدى سلوت في توظيف أي منهما.

    يمتاز إيزاك بطول القامة، القوة البدنية، والقدرة على اللعب كمهاجم صريح أو متأخر، مع سجل تهديفي بارز بلغ 23 هدفًا في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الموسم الماضي.

    أما إيكيتيكي، فيعتمد على السرعة، التحرك بين الخطوط، اللعب كمهاجم وهمي أو جناح متقدم، مع أيضًا الكرات الرأسية التي يجيدها.

  • إعلان
  • خيارات مثالية في يد سلوت

    هذا التنوع يمنح سلوت خيارات متعددة: اللعب بثنائي هجومي، أو تدوير الأدوار حسب الخصم، أو حتى استخدام أحدهما كبديل تكتيكي في الشوط الثاني، وهذا هو الواقع الحالي الذي فرضه سلوت منذ وصول إيزاك.

    فالمشاركة الأولى لإيزاك كانت أمام أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا، ورغم أنه لم يسجل أو يصنع، لكنه قدم مردودًا مميزًا وصنع فرص خطيرة على المرمى، ثم دفع سلوت بالبديل إيكيتيكي في الشوط الثاني من المباراة.

    وأمام إيفرتون بدأ الفرنسي المباراة أساسيًا واستطاع أن يسجل هدف الفوز لصالح الريدز، قبل أن يقرر سلوت إراحته في الشوط الثاني والدفع بالمهاجم السويدي، الذي صنع فرصة خطيرة لصلاح وكان نشطًا ومرهقًا لدفاعات المنافس وحافظ على تقدم فريقه في 23 دقيقة فقط.

  • Liverpool FC v Atletico de Madrid - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD1Getty Images Sport

    هل يمكن إشراك إيكيتيكي وإيزاك معًا؟

    السؤال الذي طرح على أرني سلوت في المؤتمر الصحفي لمباراة إيفرتون، كان عن كيفية الاستفادة من إيكيتيكي وإيزاك معًا، ليرد عليه بوضوح بأن الأمر يعتمد على طريقة لعب الفريق والانتقال من 4-3-3 التي تجبره على اللعب بمهاجم وحيد إلى 4-4-2، والاستفادة من تواجدهما.

    لكن في مباراة إيفرتون اليوم، يبدو أن سلوت لم يكن واثقًا مما صرح به بنسبة 100%، أو ربما يؤجل هذه الفكرة إلى لقاء أقل صعوبة و"حساسية"، لأن الجماهير لن تقبل تمامًا أي تعثر في بداية الموسم، فما بالك لو كان في الأنفيلد وأمام الغريم الأزلي بديربي الميرسيسايد.

    "إيكيتيكي يستطيع اللعب من الجهة اليسرى بطريقة مختلفة عن جاكبو ونجوموها، وهذا ما يميز تشكيلتنا"، هذه العبارة هي مفتاح تفكير سلوت الحقيقي وهي الدفع بالفرنسي كجناح أيسر بالتبادل مع جاكبو، واستمرار إيزاك كمهاجم صريح، وهي الأقرب للتنفيذ أيضًا وربما نراها قريبًا.

  • Benzema Ronaldo Real Madrid 2016-17Getty Images

    سيناريو النجاح .. سلوت يعيد تجربة رونالدو وبنزيما

    صحيح أن الواقع الحالي، يؤكد أن أرني سلوت لن يعتمد على الثنائي في نفس التشكيلة، من خلال اللعب بإيزاك كمهاجم صريح وإيكيتيكي كرأس حربة متأخر، وذلك لأن الفريق لن يحتمل ذلك الشكل في وجود عناصر أخرى يجب تواجدها هجوميًا، مثل صلاح وكودي جاكبو على الأطراف، أو فيرتز وسوبوسلاي في الوسط الهجومي وعمق الملعب.

    لكن ماذا إذا نجح أرني سلوت في توظيف إيزاك وإيكيتيكي سويًا كرأسي حربة في خطة 4-4-2، أو في تدويرهما بذكاء بحيث لا يخسر أي منهما؟، الإجابة على هذا السؤال بشكل صحيح، ستضمن لليفربول حصد مكاسب فنية ضخمة هذا الموسم، وربما ينجح في تحقيق حلم الجماهير بالجمع بين لقبي الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا.

    هذا السيناريو ليس بعيدًا عن أرض الواقع، فسبق أن شاهدنا تلك التجربة في ريال مدريد تحت قيادة زين الدين زيدان، مع كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما، حيث استفاد الفريق من تناغم الثنائي رغم اختلاف أسلوبهما، وحقق بطولات محلية وقارية.

  • Liverpool v Everton - Premier LeagueGetty Images Sport

    سيناريو الصراع .. الأسوأ لليفربول وسلوت!

    السيناريو الآخر، هو الذي لا يتمناه أي مشجع للريدز، ففي حال تألق أحد المهاجمين على حساب الآخر، فإن بقاء الثاني على دكة البدلاء قد يفتح باب الرحيل، خصوصًا في ظل أعمارهم الصغيرة وطموحاتهم الكبيرة.

    والأسوأ من ذلك أنه قد يضع ضغوطات كبرى على المدرب أرني سلوت ويلقي بالاتهامات بالفشل على إدارة الريدز، وسيفتح بابًا للتساؤلات حول جدوى صفقة ضخمة بحجم صفقة إيزاك أرهقت خزينة النادي، أو ظلم مهاجم واعد ومميز مثل إيكيتيكي بجلوسه على دكة البدلاء طويلًا.

    هذا السيناريو يعيد للأذهان تجربة مانشستر يونايتد حينما تألق واين روني على حساب كارلوس تيفيز، مما دفع الأخير للانتقال إلى مانشستر سيتي رغم نجاحه السابق، وليفربول قد يواجه نفس التحدي إذا لم ينجح سلوت في إدارة التوازن النفسي والفني بين الثنائي.