تواصل الدنمارك إبهار العالم كل يوم بقصصها الإنسانية؛ فبعد التعاطف العالمي مع كريستيان إريكسن، ها هو لاعب جديد يعترف بمعاناة مستمرة له على الملاعب الخضراء.
يعد توماس جوزيف ديلاني واحدًا من نجوم منتخب الدنمارك، سجل هدف الافتتاح لبلاده في تخطيها جمهورية التشيك في ربع النهائي 2-1، إلا أن لديه قصة كبرى تتلخص في لعبه كرة القدم رغم معاناته من مرض عمى الألوان.
قصة ملهمة لديلاني
لا يختلف توماس كثيرًا عن زميله كريستين إريكسن الذي سقط إثر أزمة قلبية في أولى مبارياتهم في النسخة الحالية؛ فالأول لديه قصة مع المعاناة كشفها وقت كأس العالم 2018 بعد لقاء ودي لبلاده مع المكسيك وقال: "اسمي توماس وأنا مصاب بعمى ألوان وهذا يحدث. كان من الصعب علي أرض الملعب التفرقة بين زملائي وخصمنا".
يعاني ما يقرب من 350 مليون شخص حول العالم من مرض عمى الألوان.
وتثني كاثرين ألباني مؤسسة منظمة بريطانية للتعريف بمرض عمى الألوان عن توماس: "هو أول لاعب كرة قدم يصرح بذلك علانية. لا أعتقد أنه يعرف ما معنى ذلك. الأغلبية لا يتحدثون علنًا لأنهم يخافون التأثير على مسيرتهم".
ما حجم معاناة ديلاني؟
يعاني توماس تحديدًا من التفريق بين لوني الأخضر والأحمر وأحدهما لون بلاده والأخضر لون فريقه السابق فيردر بريمن: "من الصعب وصف ذلك، الأمر أشبه برؤية ظل للون نفسه. نلعب غالبًا بسراويل مختلفة، لكن في تلك المرة، مباراة الدنمارك والمكسيك الودية، ارتدى الفريقان اللون الأبيض، وهو ما صعب الأمر أكثر".
وواصل لاعب الدنمارك "ما فعلته كان النظر إلى وجوه اللاعبين وكان علي القيام بذلك بسرعة كبيرة كي لا أفقد الكرة. حينما يكون الناس قريبين يمكنني تمييزهم جيدًا لكن إن ابتعدوا يكون الأمر صعبًا".
اعتراف ديلاني علانية بمشكلته دفع الدنمارك وأستراليا للموافقة على اللعب بقمصانهما الاحتياطية في كأس العالم كي لا يؤذيانه: "كان بإمكانهما اختيار ألوان مغايرة واستخدامها ضدي، أنا تقريبًا لا أميز الأصفر" علق ضاحكًا.
وتستعد الدنمارك لمواجهة إنجلترا على ملعب ويمبلي في العاصمة الإنجليزية لندن في نصف نهائي بطولة 2020 من أجل مواصلة مشوارها المبهر في البطولة والتأهل لثاني مرة في تاريخها إلى النهائي الذي حسمته لصالحها في 1992.
اقرأ أيضًا:
“بركة” إريكسن..الدنمارك تواصل طريقها في ذكرى معجزة 1992
.jpg?auto=webp&format=pjpg&width=640&quality=60)
.png?auto=webp&format=pjpg&width=640&quality=60)