علي معلول لاعب الأهليalahly egypt official site

16 تونسيًا في الدوري المصري .. دور ساسي ومعلول وملامح المستقبل

لم يتواجد في الدوري المصري موسم 2016-2017 سوى لاعب تونسي واحد هو علي معلول الذي ضمه الأهلي من الصفاقسي التونسي ليُسلمه مقاليد الحكم في الجانب الأيسر من دفاعه، وهو ثاني لاعب من نسور قرطاج يرتدي القميص الأحمر بعد أنيس بوجلبان.

"موضة" التعاقد مع اللاعبين التوانسة بدأت موسم 2006-2007، حين ضم الزمالك يامن بن زكري في يونيو 2006 ووسام العابدي في يناير 2007، فيما تعاقد الأهلي مع أنيس بوجلبان في يناير 2007، لكن تلك "الموضة" لم تستمر طويلًا.

بوجلبان عاد إلى تونس بعد عامين عقب نجاح جيد جدًا مع الفريق الأحمر، فيما لم يحظ ثنائي الزمالك بمسيرة جيدة في مصر، وكان ذلك فيما يبدو سببًا في عزوف الأندية المصرية عن تكرار تلك الخطوة خلال السنوات التالية.

عاد الأهلي وأحيا التوجه نحو التوانسة بالتعاقد مع معلول عام 2016، ويُمكن القول أنها كانت نقطة الانطلاق لما حدث في السنوات التالية من هجرة كبيرة للاعبين التوانسة إلى مصر حتى وصل العدد هذا الموسم إلى 16 لاعبًا، وأصبحت الجنسية التونسية هي الأكثر تمثيلًا في الدوري المصري عقب المصرية.

نجاح معلول الهائل مع الأهلي وارتياحه الكبير في مصر شجع الطرفين لتعزيز العلاقة بينهما، إذ أبدت الأندية المصرية اهتمامًا متصاعدًا بالتعاقد مع اللاعبين التوانسة وفي المقابل رحب لاعبو تونس بالانضمام للدوري المصري.

وقد ازدادت تلك الرغبة في تعزيز تلك العلاقة بعد النجاح الممتاز للثنائي سيف الدين الجزيري مع طنطا ثم المقاولون العرب وفرجاني ساسي مع الزمالك، كما لا يُمكن تجاهل نجاح حمدي النقاز مع الزمالك كذلك رغم النهاية السيئة للقصة.

أسباب توجه الأندية المصرية نحو اللاعبين التوانسة

يُمكن الجزم أن نجاح تجربة معلول وساسي خاصة مثلت إلهامًا لجميع الأندية المصرية للتوجه نحو اللاعب التونسي، ويُمكن إيجاز الأسباب بالتالي:

Ferjani Sassi - zamalek 23-12-2020zamalek twitter
  • نجاح تجربة معلول والجزيري والنقاز وساسي الكبير في الملاعب المصرية.
  • سهولة متابعة الدوري التونسي واصطياد المواهب الجيدة واللاعبين القادرين على الإضافة، عكس الوضع في أفريقيا.
  • ضمان الانسجام السريع للاعبين التوانسة مع الأجواء المصرية والدوري المصري نظرًا للقرب في العادات والتقاليد والأسلوب الكروي.
  • الجوانب المالية .. إذ يسهل التعاقد مع لاعبين بجودة ممتازة مقابل أسعار جيدة للغاية، خاصة في ظل حالة الغلاء التي أصابت سوق الانتقالات المصري مؤخرًا.
  • جودة اللاعب التونسي الفنية والبدنية والتزامه وتركيزه في الملعب وحضوره الذهني ... كلها مميزات مهمة ومطلوبة للاعب الكرة.

أسباب ترحيب لاعبي الدوري التونسي باللعب في مصر

انتقال اللاعبين التوانسة وزيادة عددهم في الدوري المصري لم يكن ليُحدث لولا وجود رغبة من جانبهم للعب في مصر، وذلك حدث بالفعل ولعدة أسباب، هي:

  • نجاح تجربة معلول والجزيري والنقاز وساسي، إذ منحت زملاءهم من اللاعبين التوانسة الحد الأدنى من الضمانات المطلوبة لمثل تلك الخطوة وتفضيل الدوري المصري على غيره من الدوريات العربية.
  • تطور الدوري المصري الملفت على العديد من الأصعدة، أبرزها الإعلامي والمالي والتسويقي، إذ لا يُنافسه على الشعبية والقيمة السوقية والفنية سوى الدوري السعودي.
  • سهولة الانسجام مع أجواء الحياة في مصر، نظرًا للتقارب في العادات والتقاليد بين الشعبين المصري والتونسي، وهو ما شجع اللاعبين كثيرًا على اصطحاب أسرهم معهم للحياة في مصر.
  • قرب المسافة بين مصر وتونس
  • قُرب المسافة بين الدولتين الشقيقتين ساهم في تفضيل اللاعبين التوانسة الانتقال للأندية المصرية على أخرى عربية، إذ تسهل العودة إلى الوطن سواء للانضمام للمنتخب أو زيارة الأهل.
  • مشاهدة الدوري المصري من جانب وكلاء اللاعبين واهتمامهم به، وهو ما يخلق فرص جيدة للاحتراف الأوروبي فيما بعد.
  • فشل بعض التجارب في الدوريات العربية الأخرى خاصة السعودي، خاصة فرجاني ساسي ومؤخرًا أنيس البدري.

الآثار المترتبة وملامح المستقبل

السنوات القليلة الماضية وخاصة الموسم الجاري يؤكد أن نسبة تواجد اللاعبين التوانسة في الدوري المصري تتصاعد بشكل كبير جدًا، إذ زاد العدد من لاعب واحد موسم 2016-2017 إلى 5 موسمي 2017-2018 و2018-2019 ثم 9 موسم 2019-2020 وأخيرًا 16 لاعبًا هذا الموسم.

التوقعات ومع نجاح اللاعبين التوانسة وارتياحهم مع أنديتهم تُشير إلى وصول العديد منهم خلال السنوات القليلة القادمة، وهو ما قد يُخلق شيئًا من المعاناة للاعبين المصريين، سواء في فرصهم للعب أو أسعارهم ورواتبهم.

هذه الهجرة التونسية نحو الملاعب المصرية لو تواصلت ستؤثر سلبًا على الأندية التونسية كذلك، خاصة في ظل الفوارق المالية الواضحة لصالح الأندية المصرية، إذ سيُصبح صعبًا جدًا على أي نادٍ تونسي كبير الاحتفاظ بلاعبيه الكبار وحمايتهم من العروض المصرية خاصة القادمة من الأهلي والزمالك وبيراميدز.

AlAhly against Sonidep CAF Champions League 23.12.2020Alahly Egypt Official Site

هذا الأمر ربما يجعل الكفة تميل في البطولات الأفريقية لصالح الأندية المصرية على حساب التونسية، وربما كذلك على الأندية المغربية إن اتجهت البوصلة للاعبين المغاربة بعد نجاح أشرف بنشرقي المذهل والتوقعات بنجاح مماثل لبدر بانون، وهو ما قد يُعزز سيطرة الأندية المصرية على القارة السمراء.

المنتخب التونسي سيستفيد بالطبع من ذلك الأمر، لأن التجارب الخارجية للاعبين مفيدة دومًا، بجانب أن المستوى الفني في الدوري المصري تحسن كثيرًا ويُعد أقوى وأكثر تنافسية من نظيره في تونس.

المنتخب المصري قد يُعاني لصعوبة حصول لاعبيه على فرص جيدة في مصر، لكنه أيضًا قد يستفيد في حال سمحت الأندية المصرية للاعبيها المصريين بالانتقال للعب في الدوريات الأوروبية مستفيدة من أسعارهم ومعتمدة على تعويضهم بالتوانسة، وكذلك وجود لاعبين بجودة كبيرة سيخلق تنافسًا بين اللاعبين مفيد للجميع.

أخيرًا نقول أن الدوري المصري واللاعبين التوانسة لديهم هدف واحد وهو النجاح والتطور، وهو ما يُعزز التوقعات نحو تحسين وتطوير تلك العلاقة مستقبلًا، وربما قد نجد بعد عامين أو ثلاثة قرارات تشجع احتراف التوانسة في الدوري المصري مثل اعتبارهم محليين أو زيادة عدد الأجانب.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0