من المعروف عن برشلونة استقراره داخليًا مقارنة بريال مدريد، على الأقل فيما يتعلق بالعصر الحديث، برشلونة يستطيع الحفاظ على أعمدة رئيسية في تشكيلته لسنوات طوال، بينما ذلك لا يعد شائعًا في ريال مدريد، أيضًا المدربين، وهم موضوع الحديث الآن بالمناسبة.
بالنظر إلى السنوات الأخيرة، ستجد أن ريال مدريد قام بتغيير المدرب 10 مرات في 10 سنوات، بينما قام برشلونة بذلك 5 مرات فقط، تخللتهم مرة بسبب الحالة الصحية للمدرب الراحل تيتو فيلانوفا، الأمر الذي كان خارجًا عن إرادة الجميع بالطبع.
منذ العام 2008 تولى تدريب ريال مدريد كل من (بيرنارد شوستر، خوان دي راموس، مانويل بيليجريني، جوزيه مورينيو، كارلو أنشيلوتي، رافائيل بينيتيز، زين الدين زيدان، خولين لوبيتيجي، سانتياجو سولاري، زين الدين زيدان مرة أخرى)
بينما في برشلونة اقتصر الوضع على (بيب جوارديولا، تيتو فيلانوفا، تاتا مارتينو، لويس إنريكي، إرنستو فالفيردي)
وعلى مستوى البطولات، فالاكتساح محليًا يبدو لبرشلونة، الذي نجح في حصد 7 بطولات دوري من آخر 10 ممكنة، وهو في طريقه لحسم البطولة هذا العام، بينما حقق كأس الملك 7 مرات أيضًا من آخر 10 ممكنة، في الوقت الذي حقق فيه ريال مدريد الدوري مرتين وكأس الملك مرتين، أما في دوري أبطال أوروبا فبرشلونة حقق 3 نسخ مقابل 4 لريال مدريد، وحتى حقبة زيدان الأخيرة كانت الأفضلية لبرشلونة باكتساح أيضًا على المستوى الأوروبي.
الاستقرار في برشلونة على مستوى المدربين بشكل رئيسي كان نتيجة للاستقرار الإداري، ولكون صاحب القرار في إدارة برشلونة دومًا مجموعة من الأشخاص كل منهم يؤدي دورًا محددًا، أما في ريال مدريد، فالأمور كلها في يد فلورنتينو بيريز، والذي على الرغم من كونه رئيسًا للنادي فقط إلا أنه يبدو في كثير من الأحيان كمالك له ومتحمن فيه على مستوى كل شيء داخل الملعب وخارجه.
السبب الثاني أن لبرشلونة فلسفة واضحة في اللعب، فباستثناء فالفيردي جميع من دربوا برشلونة مؤخرًا وحتى رايكارد الذي جاء قبل جوارديولا كانوا يلعبون وفق فلسفة برشلونة كرويف، لذا فالأمور تكون في سياق معروف، أما في ريال مدريد ففلسفة اللعب غائبة بشكل كبير مقارنة بالوضع في برشلونة، لذا تجد المدرب الإيطالي والأسباني وصاحب الفلسفة التي تجمع بين هذا وذاك، وما هو بدون فلسفة واضحة أيضًا، كل المدربين من الممكن أن يدربوا ريال مدريد بشرط أن يريد فلورنتينو بيريز ذلك.
إصابة ميسي ورونالدو.. هل تتكرر مأساة 2014؟
وبالنظر إلى الماضي، فإن التوقعات التي بنيت على هذا الأساس تقول إنه من الممكن أن يستمر برشلونة في تفوقه المحلي، وربما الأوروبي مستقبلًا، وذلك بالنظر إلى المعطيات وما يمكن أن يحدث بعد ما قامت به الإدارتين مؤخرًا، ليبقى تغيير المدربين شيئًا يكتسح فيه ريال مدريد غريمه، في الوقت الذي يحدث فيه العكس على أرض المديان مؤخرًا أيضًا.