هيثم محمد فيسبوك تويتر
يبدو أن شهر العسل بين مانشستر يونايتد ومدربه أولي جونار سولشار شارف على الانتهاء بعد التراجع الكبير في النتائج والأداء في الأسابيع الأخيرة، وفي توقيت صعب من الموسم، خصوصاً بعد الإعلان عن تعيينه نهائياً، وبعقد لثلاث سنوات مع الفريق.
ست هزائم في المباريات الثمان الأخيرة كانت محصلة مانشستر يونايتد مؤخراً، الفريق منذ معجزة باريس في تراجع، وشبح المشاكل التي عانى منها من سبقوا سولشار في القيادة الفنية عاد ليظهر من جديد، مما حول أحلام الجماهير التي تولدت مع تولي النرويجي لخيبة أمل في ظل الخروج من دوري الأبطال والكأس، والاقتراب من فقدان المركز الرابع.
Getty Imagesوضعية مانشستر مع سولشار الحالية وتجربته تشبه لحد كبير ما مر به إنتر مع أندريا ستراماتشيوني في 2012، وقتها إنتر كان قد أقال كلاوديو رانييري، مديره الفني الثاني لهذا الموسم بعد رحيل جيان بييرو جاسبيريني، وعين الإيطالي الشاب كثالث المدربين بعد تدهور النتائج والتراجع سابعاً بحلول مارس.
وقتها النيراتزوري كان بدأ معاناته وسنواته العجاف بعد رحيل جوزيه مورينيو ومعظم جيل الثلاثية، وبدأ يدفع ثمن عدم تجديد دماء الفريق، ولكن دخول سترامتشيوني القادم دون أي خبرات، باستثناء قيادة فريق الشباب لدوري الأبطال تحت التاسعة عشر، بعث بروح جديدة جعلت الفريق يتقدم للمنافسة على مقاعد دوري الأبطال في المراحل الأخيرة، والأهم تحقيق انتصار مبهر على ميلان بالمرحلة قبل الأخيرة كلف الروسونيري لقب الدوري، وجعل الجماهير تهتف باسم ستراما، ليلبي موراتي الطلب ويعينه مدرباً دائماً.
الصيف التالي تجاهل موراتي المطالبات بتجديد دماء الفريق والتعاقد مع النجوم، واكتفى بمدربه الشاب والآمال التي بُنيت عليه والمقارنات مع مورينيو، خصوصاً بعد البداية القوية لموسم 2012-2013 والمنافسة على قمة الترتيب والانتصار التاريخي على يوفنتوس في تورينو بثلاثة أهداف لهدف، ولكن كما يحدث مع سولشار حالياً، بدأت الصورة الحقيقية في الاتضاح رويداً رويداً.

هزيمة في بيرجامو أمام أتالانتا كانت بداية الانهيار، وبدأت أصابع الاتهام تتوجه نحو ستراما وقلة خبرته وعدم ملائمته من الأساس لقيادة فريق بحجم إنتر راغم سابق الإشادات والمقارنات، لينتهي الموسم بإنتر تاسعاً وإقالة المدرب الشاب وانتهاء مشواره قبل حتى بدايته بعد فشل كل تجاربه الأخرى بعد النيراتزوري.
بعد رحيل ستراما الجميع يعرف القصة، استمر تراجع إنتر وابتعاده عن المنافسة حتى وقتنا الحالي، والسبب أصبح جلياً للجميع، ربما كان ستراماتشيوني وقتها يتحمل بعضاً من المسؤولية، ولكن تجاهل الصورة الأكبر كان أساسها، وهو السيناريو الذي يعيد نفسه حالياً في مانشستر.
سولشار مقبل مساء الأربعاء على مباراة مصيرية مع جاره مانشستر سيتي ستحدد مصيره من التأهل لدوري الأبطال الموسم المقبل وستتحكم في مصير تتويج غريميه التاريخيين ببطولة البريميرليج، موقف مشابه لما مر به ستراماتشيوني قبل لقاء الديربي الذي فاز به 4-2 وقتها.
السؤال الآن، هل سيكون سولشار كبش فداء للتغطية على فشل الإدارة في حل مشاكل مانشستر يونايتد، ويكتفى النرويجي بما سيحمله معه من ذكريات لفترة إيجابية لم تدم طويلاً، أم يكون له رأياً آخراً ويقود ثورة التصحيح في القلعة الحمراء ولا يكون ستراما جديد؟
