Thiago Motta Tudor gfxGOAL

وأرادوا التعاقد مع زيدان .. يوفنتوس إلى القاع بسبب "الطباخ" وموتا يُنصف أليجري!

صيف 2024، يوفنتوس قرر البداية من الصفر، الإدارة وكلت المدير الرياضي القادم من نابولي كريستيانو جينتولي بإعادة ترميم الفريق، رحل ماسيمليانو أليجري عقب أن حقق كأس إيطاليا وقاد الفريق لدوري الأبطال ولكن كمسؤول عن تراجع السيدة العجوز بحسب وجهة نظر المسؤولين في النادي.

"اتركوا جينتولي يطبخ" .. كان هذا الهاشتاج من الأشهر في الصيف الماضي، الجميع أراد أن يرى الرجل يكرر ما فعله مع نابولي في تورينو، حيث صنع فريقاً نافس يوفنتوس نفسه وحصد السكوديتو مع دي لاورنتيس وسباليتي ولاعبين مثل كفاراتسخيليا وأوسيمين.

تم تعيين تياجو موتا رغم ماضيه في إنتر كلاعب عقب صراع مع ميلان على المدرب الشاب الذي أعتبره الكثيرون النجم القادم في عالم التدريب، وتم صرف 193 مليون يورو لضم تون كومبمينرز، دوجلاس لويز، خفرع تورام، نيكو جونزاليز، ميكيلي دي جريجوريو، خوان كابال، ألبرتو كوستا، وإعارة بيير كالولو، فرانشيسكو كونسيساو، وريناتو فييجا، لويد كيلي، وكولو مواني في يناير.

اعتقد الكثيرون أن أخيراً يوفنتوس يسير في الطريق الصحيح بعد سنوات من التخبط في نهاية حقبة أندريا أنييلي، مدير رياضي يعمل لتخفيض معدل أعمار الفريق والتخلص من أليكسا ساندرو وأدريين رابيو، التعاقد مع نجوم ومدرب شاب واعد، وبدأت المطالبات بأن هذا الموسم يوفنتوس يجب أن يعود منافساً جدياً على لقبه المفضل، الدوري الإيطالي، ويقدم عروضاً قوية في دوري أبطال أوروبا، ولكن الواقع كان مختلفاً، أو الأصح القول إنه لم يختلف كثيراً عما كان عليه الحال.

فريق بلا روح وبلا أسلوب لعب واضح، أغلب الصفقات الجديدة فشلت وخصوصاً من دُفع فيهم الأموال الكبيرة مثل كوبمينرز ولويز، وموتا الذي كان يبدع مع بولونيا بدا تائهاً ومن الواضح أن النادي أكبر منه، رغم البدايات القوية بانتصار على سيتي في الأبطال ودفاع محكم وعدم خسارة محلياً وتعادلات مع إنتر ونابولي الأكثر استقراراً منه، ولكن سلسلة التعادلات والعقم الهجومي والفشل في إدماج الصفقات الجديدة والخلافات مع الحرس القديم كلها أمور فضحت موتا سريعاً وأنه اختيار خاطىء لا يتناسب بتاتاً مع نادي بحجم يوفنتوس، حتى جاء النعش الأخير بوداع الأبطال المهين ضد فريق خسر بالسبعة في أرضه ضد آرسنال وظهر كأنه عملاق ضد يوفي، ثم وداع الكأس أمام إمبولي، وفضيحة رباعية أتالانتا وثلاثية فيورنتينا، نتائج لم يتعود عليها جمهور السيدة العجوز.

هذا موتا، فماذا عن من أتى به في الأساس؟ يتحمل جينتولي المسؤولية ومعه إدارة جون إلكان التي الفشل يلاحقها في كل العلامات التجارية التي تديرها من يوفنتوس إلى فيراري، وحتى خارج الرياضة في ستيلانتيس الشركة الأم، ولكن لنركز مع المدير الرياضي الذي يفترض أن إلكان عينه لإصلاح أخطاء الماضي وتجديد دماء الفريق.

ارتكب جينتولي "جريمة" الصيف الماضي عندما قرر التضحية بمجموعة من أبرز اللاعبين الشباب في العالم حالياً من أجل توفير سيولة مادية لتحقيق موازنة إيجابية، دان هويسن بيع إلى بورنموث مقابل فقط 15 مليوناً والآن أصبح دولي إسباني ويطلبه ريال مدريد مقابل 60 مليوناً، والطريف أنه ضم من باعه بورنموث إلى نيوكاسل بسببه، لويد كيلي، في يناير لتعويض العجز في الدفاع!

مويس كين رحل إلى فيورنتينا ومعه نيكولو فاجيولي، والثنائي يتألقان بشكل كبير، خصوصاً المهاجم الدولي الإيطالي الذي سجل صفراً من الأهداف الموسم الماضي والآن ينافس على الحذاء الذهبي في فلورنسا!

إنزو بارينكيا وصامويل إلينج جونيور تم الزج بهما في صفقة مشبوهة مع أستون فيلا، وليست تبادلية مع دوجلاس لويز، مقابل 22 مليوناً، وماتياس سولي الذي كان من أفضل لاعبي السيري آ الموسم الماضي تم بيعه لمنافس مباشر في صورة روما، وفابيو ميريتي ونيكولاس كافيليا الذان قدمهما أليجري للفريق الأول خرجا إلى جنوى وفينيسيا حيث يتألقان وأصبحا مطلباً لكبار إيطاليا.

قد يقول البعض إن خطة جينتولي كانت ضم نجوم جاهزين لموتا، ولذا التضحية بالشباب لتوفير سيولة مالية لفعل ذلك، ولكن هل تم دراسة هؤلاء اللاعبين ومدى ملائمتم للفريق؟ هل تم استشارة موتا؟ الأخير بدا أنه يرحب بالشباب والدليل الدفع بمبالجولا وسافونا وأزديتش بشكل أساسي رغم مستواهم المتوسط، إذاً، بقاء هويسن وتثبيته كان سيجنبك المعاناة التي عاشها الفريق عقب إصابة جيلسون بريمير ورحلة البحث عن بديل، ولاعبون مثل ميريتي وكافيليا وفاجيولي كانوا سيقومون بالمطلوب في الوسط بدلاً من فشل كوبمينرز ونيكو ولويز.

الموضوع أكبر من مدرب فشل في يوفنتوس، والدليل لقطات بعينها، من ينسى اشتباك أليجري مع جينتولي في خضم الاحتفالات بكوبا إيطاليا الموسم الماضي، لقطة أثارت استغراب الكثيرون وقتها حول دوافعها، ولكن يبدو وكأن أليجري كان يعرف الكثير، أو تفضيل المدير الرياضي حضور حفل مهرجان الربيع الغنائي "سانريمو" على مشاهدة مباريات ناديه، مثل إلكان الذي كان في النصف الآخر من العالم يشهد فيراري تخسر أيضاً وقت لقاء إيندهوفن بالأبطال!

عقب إقالة موتا، قيل إن جينتولي قال له "إنه يندم على تعيينه، بينما إلكان الآن يفكر في إزاحة جينتولي شخصياً وتحميله المسؤولية بحسب تقارير، خبران يعكسان حجم التخبط الإداري الذي يعيشه يوفنتوس، ويجعلك تتساءل كيف فكر هؤلاء في تعيين زين الدين زيدان الرجل الذي عمل في ريال مدريد ومع فلورنتينو بيريز، أو حتى روبرتو مانشيني، ليكون تعيين إيجور تودور منطقياً، وليس تقليلاً من المدرب الكرواتي، ولكن لأن لا يوجد عاقل سيقبل تلك الظروف!

موسم جديد ضائع في تورينو، لن يكون هناك بطولات والخسائر المالية بسبب الصفقات الفاشلة وإقالة موتا قد يضاف إليها عدم بلوغ دوري أبطال أوروبا وما يعنيه ذلك من مبالغ لا تتحمل خزائن السيدة العجوز فقدانها، ولذا تودور سيكون مطالباً في التسع مباريات المقبلة بشبه معجزة صغيرة لإنقاذ ناديه السابق وتقديم نفسه كمرشح لقيادته مستقبلاً، ولكن سواء بقي تودور أو رحل، المشكلة أصبحت جلية، ولم تكن أليجري أو موتا ولكن أكبر من ذلك بكثير.

الحديث عن عودة أنييلي المُدان في عدة قضايا بالسنوات الأخيرة، والفاشل في مشروع السوبرليج، عناوين تؤجج مشارع جماهير البيانكونيري، خصوصاً عندما تقترن بشركة مثل ريد بول ومدرب مثل يورجن كلوب، ولكن الواقع يحتاج لتحرك سريع لإنقاذ الوضع بعيداً عن الأحلام الوردية، وسيناريوهات مانشستر يونايتد وميلان ليست ببعيدة!

إعلان
0