Immobile Barella Berardi ItalyGetty

يورو 2020 | إيطاليا مانشيني .. أمل حقيقي أم وعود كاذبة؟

لا ينسى الإيطاليون ليلة الثالث عشر من نوفمبر 2017، تلك الليلة عندما تعادلوا سلباً مع السويد في ميلانو وفقدوا فرصة العبور لمونديال 2018، أحد أحلك الليالي في تاريخ الكرة الإيطالية.

الآن بعد أقل من أربعة أعوام بقليل على ذلك التاريخ يدخل الأتزوري أولى بطولاته الكبرى المجمعة بعد خيبة روسيا 2018 بروح مختلفة تماماً وآمال كبرى على تلك المجموعة التي كونها روبرتو مانشيني.

أرقام قياسية وكرة هجومية ممتعة جعلت الفريق الحالي محط الأنظار حول العالم، وأحد المرشحين ليكون في زعامة القارة بعد شهر من الآن في ملعب "ويمبلي".

فريق الأرقام القياسية

تأهلت إيطاليا لليورو بالعلامة الكاملة، وسجلت 37 هدفاً، واستقبلت فقط أربعة أهداف، وأظهرت شراسة هجومية عكس الثقافة الإيطالية المعتادة التي ترفع شعار الدفاع والكتاناتشيو أولاً.

في المجمل مع مانشيني لعب الأتزوري 30 مباراة حتى الآن ما بين الرسمي والودي، فاز 21 مرة وتعادل سبعة وخسر فقط في مناسبتين، واللافت تسجيله 73 هدفاً مما يظهر النجاعة الهجومية الرهيبة، وتلقيه فقط 14.

Italy numbers embed onlyGoal Ar

ومنذ هدف دوني فان دي بيك لصالح هولندا بالتعادل 1-1 بدوري الأمم في أكتوبر الماضي، لم تستقبل شباك الفريق أهدافاً في ست مباريات ماضية، ما بين دوري الأمم، تصفيات المونديال، والوديات، مما يؤكد الصلابة الدفاعية كذلك.

مانشيني، مدرب عكس التيار

Roberto Mancini ItalyGetty

دائماً ما عُرف عن المدربين الإيطاليين الميل نحو النزعة الدفاعية واللعب على المرتدات، ولكن مانشيني كان وفياً لتقاليده التي أعطته النجاح في إنتر، مانشستر سيتي، فيورنتينا، ولاتسيو.

يفضل المهاجم السابق الهجوم والاندفاع للأمام، وهو ما كان ملموساً منذ مبارياته الأولى مع الأتزوري، وربما كان من أسباب نجاح هذا الفريق لأنه قام بتغيير جذري بالابتعاد عن التقليدي واعتماد الهجوم.

سجلت إيطاليا مع مانشيني نتائج غير معتادة مثل الفوز بتسعة أهداف على أرمينيا، كما حققت انتصارات بالسداسية والخماسية في عدة مناسبات، واستفاد من تنوع الحلول الهجومية في كتيبته من شباب إيطاليا المتألقين في السيري آ.

يُحسب لمانشيني تجديد دماء الأتزوري وخفض معدل الأعمار بالفريق، وإن كان عناصر الخبر حاضرة في صفوفه مثل ليوناردو بونوتشي أو القائد جيورجيو كيليني، وهجومياً مع شيرو إيموبيلي أو ماركو فيراتي وجورجينيو بالوسط.

نجوم كُثر

Nicolo Barella Italy BelgiumGetty

يملك المنتخب الإيطالي كعادته عدة أسماء بارزة ضمن صفوفه، الحارس جيانلويجي دوناروما رغم عمره الصغير ولكنه من الأفضل في مركزه حول العالم، ومحط اهتمام كبار القوم بعد انتهاء عقده في ميلان.

ورغم كثرة إصاباته، ولكن ماركو فيراتي أحد أفضل اللاعبين حول العالم في مركزه بخط الوسط، وإذا استعاد عافيته في الوقت المناسب سيشكل مع جورجينيو المُتوج بدوري الأبطال مع تشيلسي، ونيكولو باريلا ثلاثي تألق كثيراً في التصفيات.

وبالحديث عن باريلا الذي وصفه كلاً من مارشيلو ليبي وماركو تارديلي بأنه نجم الفريق، يمكن القول إنه بالفعل اللاعب الأبرز والمنتظر منه الكثير في تشكيل الأتزوري بعد تطوره الهائل مع إنتر وأنطونيو كونتي، والمساحة والحرية المعطاة له من قبل مانشيني في المنتخب قد تزيد من توهجه.

مخاوف متكررة

Roberto Mancini Italy Greece UEFA Euro 2020 qualifierGetty

ماذا عن نقاط ضعف إيطاليا مانشيني؟ البعض يتخوف من الأرقام القوية في التصفيات والوديات وأنها قد تكون خادعة كما علمتنا التجارب كثيراً في الماضي، وآخرون يخشون من ضغوط اللعب في روما على تلك المجموعة قليلة الخبرات، والتي تأتي بعد جيل فضيحة 2018.

البعض الآخر أشار إلى أزمة قلب الهجوم، الثنائي شيرو إيموبيلي وأندريا بيلوتي مع المنتخب أرقامهما متواضعة، 13 و12 هدفاً في 46 و33 مباراة، وعروض ضعيفة في المباريات الهامة جعلت البعض يتعجب من استبعاد مويس كين وتوجيه الدعوة لموهبة ساسوولو جياكومو راسبادوري وهو الذي لم يسبق له اللعب مع الفريق الأول.

Belotti Immobile Italy Uruguay

فازت إيطاليا على تشيكيا ودياً برباعية نظيفة وأكدت استمرار الحالة المميزة للفريق، ولكن الامتحان الحقيقي سيكون مساء الجمعة عندما يقص شريط افتتاح اليورو في "أوليمبيكو" روما أمام الأتراك، وقتها سيبدأ أشبال مانشيني رحلة البرهنة على أنهم حقاً فريق تطور ويستحق الآمال الموضوعة عليه لإعادة هيبة الكرة الإيطالية.

إعلان