Bayern Munich, Thomas Tuchel, Julian Nagelsmann GFXGoal / Getty

ولكم في برشلونة عبرة يا بايرن ميونخ .. توماس توخيل من حلم الثلاثية إلى الكابوس!

"لا تغير أي شيء في فريقٍ فائز"، هذه واحدة من المقولات الأكثر تداولًا في عالم كرة القدم، والتي يعتمد عليها العديد من المدربين عندما يجدون فرقهم حققت سلسلة نتائج جيدة، لكن ربما لم تصل تلك المقولة إلى مسامع إدارة نادي بايرن ميونخ الألماني.

إدارة بايرن ميونخ، برئاسة أوليفر كان المدير التنفيذي وحسن صالح حميديتش المدير الرياضي، قررت وبشكل صادم في الرابع والعشرين من مارس الماضي إقالة المدير الفني يوليان ناجلسمان من تدريب الفريق، وتعيين توماس توخيل بدلًا منه.

ومنذ ذلك الوقت، تدهورت نتائج الفريق بشكل ملحوظ على كافة الأصعدة، وبعدما كان النادي البافاري يحلم بتحقيق الثلاثية للمرة الثالثة في تاريخه بعد موسمي 2012-13 و2019-20، أصبح بايرن ميونخ مهددًا بالخروج بموسم صفري!

توقيت غريب للإقالة

توقيت إقالة ناجسلمان من تدريب بايرن ميونخ كان غريبًا للغاية، فالفريق حينها وبعد 25 جولة من الدوري الألماني كان في المركز الثاني بفارق نقطة واحدة فقط عن بوروسيا دورتموند المتصدر، وقبل مباراة الفريقين المرتقبة في "الكلاسيكر"، كما بلغ ربع نهائي كأس ألمانيا.

أما في دوري أبطال أوروبا، فقد كان الفريق يستعد لمواجهة مانشستر سيتي الإنجليزي في ربع النهائي، بعدما حطم كافة منافسيه في دور المجموعات وصعد بالعلامة الكاملة عن المجموعة الثالثة وسجل 18 هدفًا لم تستقبل شباكه سوى هدفين، وتخطى عقبة باريس سان جيرمان في ثمن النهائي بنتيجة 3-0 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.

صحيح أن الفريق شهد عدة مشاكل داخلية متفرقة، لكن ناجلسمان كان ينجح دائمًا في احتواء تلك المواقف، وكان الفريق يسير بخطى ثابتة للغاية من أجل تحقيق أهداف.

انهيار كامل!

لا يوجد خلاف على أن توماس توخيل هو واحد من بين أبرز الأسماء في عالم التدريب حاليًا، ويمكن أن يوضع اسمه جنبًا إلى جنب مع مدربين أمثال بيب جوارديولا ويورجن كلوب.

لكن استلام فريق في منتصف الموسم، حتى لو كان بجودة بايرن ميونخ، يعد عبئًا إضافيًا عند محاولة فرض أفكار أي مدرب على فريقه الجديد.

صحيح أن بداية توخيل مع بايرن ميونخ كانت أكثر من مثالية، حين حقق الفوز على بوروسيا دورتموند في "الكلاسيكر" بنتيجة 4-2، لكن ما حدث بعد ذلك كان صدمة تلو الأخرى للجمهور البافاري.

الفريق ودع كأس ألمانيا من ربع النهائي أمام فرايبورج بخسارة صادمة على ملعب "أليانز أرينا" بهدفين لهدف، وبعدها بأقل من أسبوع كانت الضربة الكبرى بالخسارة على ملعب "الاتحاد" معقل مانشستر سيتي بثلاثية نظيفة في ذهاب ربع النهائي.

بايرن ميونخ لم يستفق من ضربة مانشستر سيتي، حيث تعادل على أرضه أمام هوفنهايم في الدوري الألماني، ثم اكتفى بتعادل مخيب أمام فريق المدرب بيب جوارديولا في إياب دور الثمانية من دوري الأبطال ليودع بايرن ميونخ البطولة.

وكأن الخروج من دوري أبطال أوروبا لم يكن كافيًا لتعذيب الجمهور البافاري، فقد خسر الفريق أمام ماينتس في الجولة 29 من الدوري الألماني بنتيجة 3-1 ليفقد الصدارة ويتراجع إلى المركز الثاني بفارق نقطة عن بوروسيا دورتموند.

أسباب إقالة ناجلسمان لم تتغير!

أوليفر كان، وفي تصريحاته خلال المؤتمر الصحفي لتقديم توماس توخيل، أكد أن أداء الفريق لم يكن متسقًا منذ الموسم الماضي، وأن النادي لم يشعر بالرضا عن نتائج الفريق بشكل عام.

وقال حارس بايرن ميونخ الأسطوري: "لدينا واجب ومسؤولية لضمان النجاح الرياضي، سألنا أنفسنا من أين جاءت تلك التقلبات الكبيرة في أداء الفريق، لا علاقة لذلك بالذعر، لدينا كل شيء أمام أعيننا، الأمر برمته بدأ الموسم الماضي قليلًا مع العروض غير المتسقة".

وأضاف: "الفريق قادر دائمًا على اللعب بنقاط قوته، ولكنه يظهر أيضًا نقاط ضعف لا يمكن تفسيرها، لدينا واحد من أفضل الفرق في أوروبا، ومع ذلك فإن الاستمرارية في الأداء لم تتحقق".

وأكمل: "لا يمكن أن نشعر بالرضا عن النتائج والأداء، هذا لا يرضي بايرن، لذلك كان علينا اتخاذ قرار".

فيما اختتم قائلًا: "نعلم جميعًا أن الأهداف في بايرن ميونخ هي الأعلى دائمًا، نظرًا لأننا رأينا أهدافنا مهددة، قررنا إقالة يوليان".

Oliver Kahn, Arabic Quotes Embed Only Goal / Getty

حسنًا، تصريحات أوليفر كانت واضحة، أداء الفريق لم يكن متسقًا، والنتائج لم تعجب الإدارة، لكن الواقع يقول إن بايرن ميونخ حينها كان يحارب على جميع الجبهات، الدوري الألماني، دوري أبطال أوروبا، وكأس ألمانيا.

والآن، وبعد إقالة ناجلسمان وتعيين توخيل، ودع بايرن ميونخ الكأس ثم دوري الأبطال، والموقف في الدوري ليس معقدًا حقًا لكن إمكانية أن يخسر الفريق لقبه للمرة الأولى منذ 10 مواسم قائمة وبشدة.

بايرن ميونخ لم يتعلم من درس برشلونة!

التغيير في منتصف الموسم دائمًا سلاح ذو حدين، وبرشلونة الإسباني أعطى بايرن ميونخ درسين مجانيين خلال السنوات الماضية في طريقة استخدام ذلك السلاح.

الأول في عام 2020، حين قرر برشلونة تعيين كيكي سيتيين في 13 يناير بعد إقالة إرنستو فالفيردي.

في ذلك الموسم، أنهى برشلونة الدوري الإسباني في المركز الثاني، لكنه سقط بنتيجة تاريخية أمام بايرن ميونخ نفسه بنتيجة 8-2 في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، لتتم إقالة سيتيين من تدريب "البلوجرانا" بعد ثلاثة أيام من تلك الفضيحة.

أما الدرس الثاني فكان في نوفمبر 2021، عندما قرر برشلونة إقالة الهولندي رونالد كومان وتعيين تشافي هيرنانديز، برشلونة في ذلك الوقت قرر التضحية بالموسم من أجل أن يتمكن أسطورة خط الوسط من تطبيق أفكاره رويدًا رويدًا على الفريق.

تشافي، ورغم خروج برشلونة دون ألقاب في موسم 2021-22، إلا أنه حسم نظريًا لقب الدوري الإسباني في الموسم الحالي، كما حقق لقب كأس السوبر الإسباني على حساب غريمه ريال مدريد.

التغيير قطعًا سلاح ذو حدين، وفي حالة بايرن ميونخ، فالأوضاع كانت مستقرة إلى حد بعيد، ويبدو أن ذلك السلاح ارتد في صدر النادي البافاري ليكلفه ثلاثية كانت حقًا في المتناول.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0