دييجو آرماندو مارادونا، أسطورة من أهم أساطير كرة القدم على الإطلاق، إنجازاته لا توصف ومهاراته لا يختلف اثنان عليها، شعبية جارفة جناها من اعتبره عشاق الساحرة المستديرة أفضل لاعب كرة في التاريخ، وبات أيقونة للقدم اليُسرى الاستثنائية التي يرفض محبيه مقارنته بأي لاعب آخر.
استيقظ العالم يوم الأربعاء 25 نوفمبر 2020 على نبأ تعيس للغاية بأن مارادونا قد لقيّ حتفه بصورة مفاجئة، لتتسارع ردود الأفعال من الجميع حول الأسطورة في كل دول العالم ويزداد هذا العام بؤسًا وكآبة لعالم الساحرة المستديرة بعد ما شهده بالفعل جراء أزمة كورونا.
مسيرة طويلة جدًا لمارادونا كلاعب بها العديد من المحطات والإنجازات، ثم توجه بعدها إلى سلك التدريب، وطيلة تلك الفترة كان دائمًا في مقارنات مستمرة مع نجوم آخرين، في هذا التقرير نستعرض معًا كل تلك الأمور.
ما هي القصة الكاملة لوفاة مارادونا؟
ما هي مسيرة مارادونا كلاعب؟
وُلد مارادونا في عام 1960 لأسرة فقيرة في العاصمة الأرجنتينية بوينس آريس، حيث كان الولد الأكبر بعد ثلاث بنات، وأتى بعده أخين هما هوجو وإدواردو.
بدأ مارادونا مسيرته مع نادي إستريلا روجا، ثم اتجه إلى أرجنتينوس جونيورز بين سنتي 1974 و1977 كلاعب هاوٍ، ثم تحول إلى محترف وبقيّ هناك حتى 1981.
من أرجنتينوس جونيورز توجه الأسطورة إلى بوكا جونيورز نظير مليون جنيه استرليني بعد أن سجل معهم 115 هدفًا في 167 مباراة.
في بوكا جونيورز تمكن مارادونا من قيادة النادي الأرجنتيني العملاق إلى تحقيق لقب الدوري بعد فترة من الغياب، ومن قبلها كان لاعبًا دوليًا بارزًا مع منتخب التانجو.
لعب مارادونا كأس العالم 1982، قدّم أداءً جيدًا جذب أنظار كبار الأندية الأوروبية إليه، وبعد البطولة انتقل إلى برشلونة نظير 5 مليون جنيه استرليني.
تجربة الأسطورة في كامب نو لم تكن جيدة للطرفين وقررت الإدارة بعد فترة وجيزة وتحديدًا في 1984 أن تتخلى عنه بسبب الإصابات والخلافات، لينتقل إلى نابولي وهناك سطر التاريخ بأتم معاني الكلمة.
6.9 مليون جنيه استرليني دفعها نابولي للحصول على مارادونا، وتمكن من قيادة نادي الجنوب لتحقيق لقب الدوري الإيطالي مرتين، إلى جانب كأس إيطاليا وكأس الاتحاد الأوروبي 1989.

كما وصل إلى ذروة مستواه مع منتخب الأرجنتين وقاد التانجو لتحقيق لقب كأس العالم نسخة 1986، ووصل للنهائي في 1990 وخسره على يد منتخب ألمانيا.
كثرت مشاكل مارادونا في نابولي بعدما أدمن الكوكايين وكان هدفًا للمافيا في فترة من الفترات، وفي عام 1992 غادر نادي الجنوب باتجاه إشبيلية.
في كأس العالم 1994، لعب مارادونا مباراتين فقط قبل أن يتم إعادته للأرجنتين بعد ثبوت تعاطيه للمنشطات في واحدة من أكثر محطاته المثيرة للجدل.
وبعد إشبيلية عاد الأسطورة إلى بلاده من بوابة نيولز أولد بويز واختتم مسيرته في بوكا جونيورز بعد قضائه عامين هناك بين 1995 و1997.
مسيرة مارادونا كلاعب
| الأندية | الموسم |
|---|---|
| أرجنتينوس جونيورز | 1976-1981 |
| بوكا جونيورز | 1981-1982 |
| برشلونة | 1982-1984 |
| نابولي | 1984-1991 |
| إشبيلية | 1992-1993 |
| نيولز أولد بويز | 1993-1994 |
| بوكا جونيورز | 1995-1997 |
الألقاب التي حققها مارادونا كلاعب
| اللقب | الفريق |
|---|---|
| كأس العالم | منتخب الأرجنتين (1986) |
| الدوري الإيطالي (2) | نابولي (1986-1987) (1980-1990) |
| كأس إيطاليا | نابولي (1986-1987) |
| كأس الاتحاد الأوروبي | نابولي (1988-1989) |
| الدوري الأرجنتيني | بوكا جونيورز (1981) |
| كأس ملك إسبانيا | برشلونة (1982-1983) |
| كأس السوبر الإسبانية | برشلونة (1983-1984) |
| كأس السوبر الإيطالية | نابولي (1990-1991) |
ما هي مسيرة مارادونا كمدرب؟
Getty Imagesالبداية الحقيقية لمارادونا في التدريب كانت عام 2008، عندما أشرف على تدريب منتخب الأرجنتين والهدف الواضح له هو تحقيق لقب كأس العالم 2010.
وصل مارادونا بالتانجو إلى ربع نهائي البطولة ثم أُقصي على يد منتخب ألمانيا برباعية شهيرة، لتنتهي معها مسيرته مع المنتخب.
بعد ذلك تولى مارادونا تدريب فريق الوصل الإماراتي لمدة موسم حتى 2012، وابتعد عن التدريب لفترة قبل أن يسجل عودته عام 2017 من بوابة الفجيرة الإماراتي.
وقبل أن يتوفى مارادونا بفترة وجيزة تولى تدريب جيمناسيا لا بلاتا في الأرجنتين ومهمته واضحة وهي إنقاذ الفريق من الهبوط، كورونا تسبب في إلغاء الموسم ومعها أُلغي الهبوط.
مارادونا وميسي وبيليه .. من الأفضل؟
Gettyيصنف بيليه كأحد أهم أساطير كرة القدم حول العالم، حيث تمكن من تحقيق لقب كأس العالم في ثلاث مناسبات مع منتخب البرازيل، ودائمًا ما تمت مقارنته بمارادونا.
يميل دائمًا عشاق مارادونا إلى تفضيله باعتبار أن كرة القدم كانت أصعب في عصره ويستدلوا على ذلك بكثرة الأخطاء وعدم وجود غطاء قانوني يحجِّم العنف، إلى جانب وجود التسلل (لم يكن موجودًا في فترة بيليه).
من جهة أخرى، ليس بيليه فقط من تمت مقارنته بمارادونا، فأيضًا الأسطورة ليونيل ميسي كان من ضمن المُقارنين بمواطنه، غير أن شعبية الأول تبدو أكبر بكثير داخل الأرجنتين.
السبب الرئيسي في ذلك يرجع إلى ما حققه مارادونا مع منتخب الأرجنتين عكس ميسي، فقد حقق لقب كأس العالم وأحرز 26 هدفًا في 70 مباراة دولية، فيما عجز البرغوث حتى الآن عن جلب أي ميدالية ذهبية للمنتخب الأول.
في كل الأحوال، مارادونا كان بطلًا شعبيًا في الأرجنتين وإيطاليا على وجه التحديد، ويظل من المنطقي تصنيفه بأنه الأفضل في التاريخ قياسًا بأن كل نجاحاته أتت من وحي صعوبات ومعاناة لا توصف.
