وحدي ضد الجميع .. هذا هو شعار منتخب قطر في نصف نهائي كأس العرب 2021، إذ أصبح المكلف بحمل راية عرب آسيا وتحدي الثلاثي الإفريقي المتأهل للمربع الذهبي، مصر وتونس والجزائر، بعد خروج جميع المنتخبات العربية الآسيوية من البطولة.
المنتخب القطري سيخوض اختبارًا صعبًا أمام الجزائر في نصف النهائي على ملعب الثمامة يوم الأربعاء القادم، فيما سيشهد ملعب 974 ديربي شمال إفريقيا بين مصر وتونس.
اقرأ أيضًا | تشويه للتاريخ وخسارة للاعبين .. حصيلة السعودية من كأس العرب
لماذا حققت منتخبات آسيا نتائج متواضعة في كأس العرب مقارنة بنظيرتها من القارة السمراء؟
فارق الجودة وحده لم يكن السبب في تلك النتائج الكارثية للمنتخبات العربية الآسيوية، بل لعبت عدة عوامل أخرى دورًا في ذلك وساعدت المنتخبات الإفريقية في تحقيق تلك النتائج الممتازة.
أبرز تلك العوامل دخول المنتخب السعودي البطولة بمجموعة من اللاعبين الشباب مما أدى لخروجه مبكرًا من كأس العرب، الأخضر لو شارك بالصف الأول أو حتى الثاني لاستطاع حمل راية عرب آسيا جيدًا في الملاعب القطرية.
قرعة دور المجموعات لعبت دورًا مهمًا كذلك، إذ وضعت أقوى 4 منتخبات من عرب آسيا في مجموعة واحدة، وهي قطر والعراق وعُمان والبحرين، ولعل النتائج المتقاربة في المجموعة خاصة بين المنتخبات الثلاثة بعيدًا عن العنابي خير دليل على هذا ... الأكيد أن العراق والبحرين كانتا ستحصلان على فرص أفضل للصعود لو وقعا في مجموعة أقل قوة.
صعد من دور المجموعات 4 منتخبات عربية آسيوية، قطر والإمارات والأردن وعُمان، وقد شاءت القرعة أيضًا وكذلك ترتيب المجموعات أن يلعب اثنان منهما وجهًا لوجه ليخرج أحدهما، فيما وضعت الثالث في مواجهة قوية مع أحد أهم المرشحين للفوز باللقب .. منتخب مصر، وقدمت عُمان أداءً جيدًا جدًا لكن سوء الحظ الملازم لها منذ بداية البطولة لم يتخل عنها أبدًا.
فارق الجودة موجود بالطبع في العناصر الفردية والأداء الجماعي، ومن المثير للدهشة أن ذلك الفارق موجود رغم غياب العديد من نجوم المنتخبات الإفريقية عن كأس العرب نظرًا لتواجدهم في الدوريات الأوروبية، وعلى رأسهم محمد صلاح ورياض محرز وياسين بونو.
ومن العوامل المهمة كذلك أن الكثير من نجوم المنتخبات الإفريقية، خاصة تونس والجزائر والمغرب، ينشطون في الدوريات الخليجية مما ساعدهم على الانسجام سريعًا مع الأجواء القطرية، ونتحدث هنا عن أمثال وليد أزارو ويوسف بلايلي وبغداد بونجاح وسعد بقير وفرجاني ساسي.
هل تُكرر قطر تجربتي ميلان 2007 والبرازيل 1994؟
وجود طرف شاذ عن الثلاثي الآخر في المربع الذهبي لبطولة كبيرة ليس بالشيء المعتاد، لكنه حدث تاريخيًا، وتُعد بطولتي كأس العالم 1994 ودوري أبطال أوروبا 2007 أبرز الأمثلة على ذلك.
البرازيل في مونديال 1994 وصلت إلى نصف النهائي لتُواجه 3 منتخبات من أوروبا وكانت الوحيدة من أمريكا الجنوبية، وقد استطاعت التفوق عليهم جميعًا بالفوز في نصف النهائي على السويد بهدف نظيف ثم التتويج باللقب في النهائي على حساب إيطاليا، التي أقصت بلغاريا، بركلات الجزاء الترجيحية.
ميلان عام 2007 وصل لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا ممثلًا وحيدًا لإيطاليا ضد 3 فرق إنجليزية هي مانشستر يونايتد وتشيلسي وليفربول، وقد نجح في إقصاء الأول في نصف النهائي بنتيجة إجمالية 5-3، قبل أن يثأر لنفسه وينتزع اللقب من الريدز في النهائي بهدفين مقابل هدف واحد.
Gettyالعنابي يُمني النفس طبعًا بتكرار تلك التجربة الفريدة وأن يخطف لقب كأس العرب من ثلاثي القارة السمراء، لكن المهمة لن تكون سهلة أبدًا خاصة أنه سيواجه أحد أقوى منتخبات البطولة في نصف النهائي والذي لديه طموح كبير للعودة إلى الجزائر باللقب كما فعل في مصر عام 2019 حين عاد بكأس أمم إفريقيا.
