لا تعيش هولندا الأجواء قبل انطلاق أمم أوروبا 2024 بشكل إيجابي، المنتخب البرتقالي يبقى أحد أبرز المرشحين لأي بطولة يدخلها، ولا يختلف الوضع قبل نسخة أمم أوروبا هذا الصيف، ولكن ظروف الأسابيع الماضية غيرت من الوضع قليلاً.
تملك هولندا مجموعة مميزة من النجوم والمواهب كالعادة، ومدرب قدير وخبير في صورة رونالد كومان، ولكن الفترة القليلة منذ انطلاق المعسكر التحضيري شهدت عدة مشاكل تهدد مشاركة "الطواحين" بالفشل بالبطولة.
الإصابات تضرب بقوة
لم تنطلق حتى التحضيرات وفقد منتخب هولندا ثنائي خط وسطه ماتس ويفر من فينورد ومارتين دي رون من أتالانتا للإصابة، ومع انطلاق المعسكر أُضيف لهذا الثنائي لاعبين بنفس المركز ولكن بأهمية أكبر، نجم أتالانتا الآخر تون كوبمينرز، والأهم، القلب النابض للفريق ونجم برشلونة فرينكي دي يونج الذي تأكد عدم تعافيه من إصابته بالكلاسيكو الأخير على مستوى الكاحل.
الأمر لم يتوقف هنا، سفين بوتمان كان أكيداً غيابه عن الدفاع للإصابة أيضاً، وفي الساعات الأخيرة خرج بريان بروبي، قلب الهجوم، من الحسابات لنفس السبب، ولكن رب ضارة نافعة، إذ أن استبعاد بروبي ودي يونج فتح الباب لاستدعاء جوشوا زيركسي ويان ماتسن، ثنائي شاب تألق الموسم الماضي مع بولونيا وبوروسيا دورتموند، وكانت مفاجأة أن يقرر كومان عدم تواجدهما باليورو.
قائمة الإصابات الطويلة، وخصوصاً في خط الوسط، تجعل الفريق كالطائرة التي تفقد محركاتها واحداً تلو الآخر، وتترك مقاليد خط الوسط في يد النجم الشب جوي فيرمان الفائز مع بي إس في بالدوري، ونظيره في ميلان تيجاني ريندرز، بالإضافة لريان جرافنبرخ الذي قدم موسماً متواضعاً مع ليفربول، أو عودة جيني فينالدوم للحسابات بفضل خبراته وموسم طيب مع الاتفاق بالسعودية.
كومان يشعر بالضغوط
بدا المدرب المخضرم متوترا في فترة التحضيرات وله كل الحق، ليس فقط مشاكل الإصابات كان يجب له أن يتعايش معها أثناء الاستعداد للبطولة، ولكن أيضاً مشاكله الشخصية بعد إعلان زوجته عن إصابتها بالسرطان.
ظهر كومان متوتراً بالمؤتمرات الصحفية، ورغم العروض القوية الودية والانتصارات برباعية على كندا وأيسلندا، ولكن دخل في عدة سجالات مع الصحافة والنقاد، وربما أغربها بسبب قرار نجمه ممفيس ديباي ارتداء "رابط رأس" بودية كندا دون استئذان المدير الفني، القرار الذي لم يعجب كومان وخرج لانتقاده علناً!
ولكن أبرز مشاكل كومان بطبيعة الحال كانت مع الإصابات، وطريقة تعامله معها، الانتقادات العلنية لتعامل الأندية مع إصابات لاعبي "البرتقالي" أخذت حيزاً كبيراً من مؤتمراته الصحفية، وآخرها انتقاده ناديه السابق برشلونة "علناً" واتهامه بتفاقم إصابة دي يونج، مما دفع النادي الكتالوني للرد على طريقته ووصف مدربه السابق "بعاصر الليمون"، في إشارة إلى سوء تعامله مع لاعبي البلوجرانا في فترته بكامب نو.
لا تستبعد هولندا من الترشيحات!
رغم كم الإصابات والغيابات، ولكن تملك هولندا تشكيلة قوية للغاية، خط دفاع بقيادة فيرجيل فان دايك وحضور أمثال ماتايس دي ليخت، فان دي فين، دي فري، بليند، ماتسن، أكي، ودومفريس.
وفي خط الوسط، ينتظر العالم مشاهدة انفجار الموهوب تشافي سيمونز الذي قد يستفيد من الغيابات لفرض نفسه على تشكيل كومان، وكذلك نجم ليفركوزن جيريمي فريمبونج الذي سيعول عليه كومان غالباً كجناح صريح وليس ظهير ليعطيه الحرية الهجومية الكاملة، وفي الهجوم هناك الباحث عن نادي ممفيس ديباي ولكن دائماً ما يحضر بالمناسبات الكبرى مع بلاده، وكودي خاكبو الذي سيبحث عن تناسي موسمه المخيب مع ليفربول والتألق كما فعل في قطر 2022.
تلعب هولندا في مجموعة صعبة بحضور المرشح الأول للقب فرنسا، وبولندا التي أصابتها عدوى الإصابات أيضاً وفقدت روبرت ليفاندوفسكي باللقاء الافتتاحي ضد الطواحين، والنمسا التي يرشحها الكثيرون لتكون الحصان الأسود مع مدربها رالف رانجنيك، ولذا عبور تلك المجموعة المعقدة سيكون الهدف الرئيسي لرجال كومان لبناء الثقة وتخطي فترة الأزمات، وإذا حدث، لا تستبعد أبداً أن تكون هولندا رقماً صعباً ومرشحاً للذهاب لأبعد نقطة في ألمانيا 2024.