لا صوت يعلو على صوت ليفربول هذا الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، وبات الجميع ينتظر سقوطه الأول وعلى أحر من الجمر، آرسنال، صاحب هذا الإنجاز الاستثنائي في موسم اللاهزيمة 2003/2004.
لكن يبقى السؤال هل معنى ذلك أن ليفربول على مستوى التشكيل هو الأفضل؟!
قبل الإجابة عن هذا السؤال، حاول أن تخلع عن نفسك عباءة الانتماءات وركز في السؤال مرة أخرى، نحن نتحدث قوة التشكيل أساسيين وبدلاء وبدون إصابات.
في حقيقة الأمر فالنتائج الجيدة لا تعني بالضرورة أن ليفربول هو صاحب التشكيل الأفضل، لأنه كان نفس التشكيل الذي خسر لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لصالح مانشستر سيتي الموسم الماضي والموسم قبل الماضي.
لكن الشيء الذي تغير في ليفربول أنه بات فريق أكثر واقعية من الموسم الماضي الذي كان يتقدم فيه على السيتي في نفس هذه الفترة، لكنه تهاوى بفضل سلسلة من التعادلات قبل الهزيمة من السيتي نفسه.
اليوم ليفربول أكثر واقعية لدرجة أنه حقق 10 انتصارات بهامش هدف واحد فقط. وتأتي قوة ليفربول من قوة تشكيلته الأساسية التي باتت متمرسة في هضم أفكار يورجن كلوب، ولأن الإصابات بعيدة عن "القوام الرئيسي صلاح، ماني، فيرمينو، الظهيرين، فيرجيل فان دايك، أليسون"، حتى عندما تعرض فابينيو للإصابة، وضع الجميع يده على قلبه، لكن جوردان هندرسون تفوق وأدهش الجميع بما قدمه "لأن الثقة فيه قبل ذلك كانت في الحضيض.
على العكس فمانشستر سيتي على الورق وبتشكيلته كاملة فهو يمتلك خطوط أفضل من ليفربول، هو حتى اللحظة صاحب الهجوم الأفضل في البريميرليج، ويمتلك خط وسط مميز ومبدع "وهذا شيء ينقص ليفربول.
وبالنظر إلى دكة بدلاء السيتي فيكفي أن نقول إنه يمتلك رياض محرز أفضل لاعب في إنجلترا 2016، لكن أزمة السيتي الحقيقية ليست في قلة جودة التشكيل بقدر ما هي "عنجهية" بيب جوارديولا في عدم ضم مدافع جديد بدلاً للقائد فنسنت كومباني، ثم جاءت إصابة إيميريك لابورت لتزيد الطين بلة.
وتفاقمت المشكلة بسبب ثقة جوارديولا المحدودة تجاه كل من نيكولاس أوتاميندي وجون ستونز. وترتب على ذلك بالتالي الدفع بفرناندينو في عمق أبعد ليلعب في مركز لاعب خط وسط مدافع، بالنظر إلى انكشاف رودري ربما في وقت مبكر عن المتوقع.
Gettyوبالتالي مجمل مستوى دفاع الفريق يبدو أدنى مستوى الموسم الحالي. وتكشف الأرقام أن شباك مانشستر سيتي تتعرض لـ7.95 كرة مصوبة عليها في المباراة الواحدة هذا الموسم مقابل 6.26 الموسم الماضي.
الفارق في تفوق ليفربول أيضًا هو تميز كلوب هذا الموسم على المستوى التكتيكي وعدم السماح بالتفريط في الفوز، في حين أن بيب جوارديولا انكشفت بعض أفكاره، وهاجس الاستحواذ، وبات يُعاني بشدة من الهجمات المرتدة، وبدا واضحًا أن لاعبي مانشستر سيتي الذين فقدوا تفوقهم الواضح عن الفرق المنافسة، الذي اتسموا به خلال الموسمين الماضي، أصبحوا الآن يواجهون مشقة في الضغط بالحدة نفسها على الخصوم، قبل أن يُدرك خطورة الأمر مؤخرًا، فتعامل معه بشكل جيد أمام مانشستر يونايتد في مباراة الكأس الأخيرة.
ووفقًا للإحصاءات من أوبتا المتعلقة بمعدلات الضغط على الخصوم وتمريرات الخصوم المسموح بها أمام كل تحرك دفاعي ومدى تقدم النقطة التي يبدأ عندها الخصوم هجماتهم، تشير إلى أن مانشستر سيتي على الدرجة ذاتها من البراعة أو أفضل عن الموسم الماضي.
اللافت هنا حقًا حجم التحسن الكبير الذي طرأ على أداء ليفربول، وربما يكون الاختلاف الحقيقي هذا الموسم أن الفرق المنافسة أصبحت أكثر جرأة إزاء الضغط على مانشستر سيتي".
عندما تبدأ فرق عظيمة في الترنح، يصبح من الممكن أن تنهار فجأة. وفي الوقت الذي جابه فيه مانشستر سيتي صعوبة واضحة أمام مانشستر يونايتد وولفرهامبتون ونيوكاسل يونايتد خلال مواجهات الدوري الإنجليزي، بدا من المحتمل أن يكون الفريق قد أوشك على نهاية عمره الافتراضي.
وقد بدأ البعض يستشهد بما يعرف باسم "قاعدة السنوات الثلاث" التي صاغها المدرب المجري الشهير بيلا جوتمان، الذي رأى أنه عندما يبقى مدرب ما مع نادٍ لأكثر من 3 سنوات، يميل اللاعبون إلى الشعور بالملل والرضا المفرط عن أنفسهم، في الوقت الذي يشرع فيه الخصوم في صياغة استراتيجيات مضادة.
لكن نتائج السيتي الأخيرة تؤكد أنه لا يزال على نفس القوة والبراعة، لكن خانه سوء إدارة الانتقالات الصيفية والإصابات وأيضًا الهشاشة التكتيكية لبيب جوارديولا، مقارنة بفولاذية كلوب.




